«أردوغان» في ورطة.. الرفاق يتساءلون: متى ينتهي حكم العدالة والتنمية؟
الأربعاء 09/أكتوبر/2019 - 01:54 م
طباعة
محمد عبد الغفار
يعيش الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أيامًا صعبة، إذ تعرض لزلزال سياسي كبير منذ بداية حملة الاستقالات التي ضربت حزب العدالة والتنمية الحاكم، التي من المتوقع أن تكتب نهاية حقبة الحزب في سدة الحكم.
لم يكد حزب العدالة والتنمية أن يستيقظ من أزمة الاستقالات، التي جاء على رأسها استقالة وزير الخارجية ورئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو، ووزير الاقتصاد علي باباجان، إلا وفوجئ باستقالة جديدة لعضو بارز، وهو وزير العلوم والصناعة والتكنولوجيا السابق «نهاد أرغون»، الثلاثاء 8 أكتوبر 2019، بسبب الفساد السياسي والمالي الذي طال الحزب جراء تحكم عائلة أردوغان به، وفقًا لصحيفة «يني جاج» التركية.
وأعلن «أرغون» أنه سينضم إلى صفوف الحزب الجديد الذي يجري إنشاؤه من قبل نائب رئيس الوزراء السابق «علي باباجان»، بعد أن أوكل له تنظيم فرع الحزب في ولاية قوجالي، الواقعة غربي تركيا، وذلك بعد إجراء سلسلة لقاءات ومناقشات ما بين الطرفين.
وفي سياق متصل، شن زعيم المعارضة التركية كمال قليجدار أوغلو، هجومًا شرسًا ضد نظام أردوغان، الثلاثاء 8 أكتوبر، وذلك خلال كلمته التي ألقاها خلال اجتماع للكتلة النيابية لحزب الشعب الجمهوري في البرلمان التركي؛ مُحملًا «أردوغان» مسؤولية تردي الأوضاع الاقتصادية داخل البلاد، قائلًا: «تركيا تهوى لمنحدر عميق، وهناك 82 مليون تركي يتضورون جوعًا، على خلفية الارتفاع الكبير في أسعار المنتجات، خصوصًا المنتجات الغذائية بشكل خاص».
وأضاف "«ليجدار أوغلو»: «هناك من الناس من لا يجدون قوت يومهم، والسبب نظام يعيش في قصور ولا يشعر بأي من أزمات المواطنين في الشارع، ما يدور في خلد المواطنين هو كيف يتخلصون من معدلات البطالة المرتفعة، ومتى تنخفض الأسعار؟، وكيف نشجع الإنتاج والزراعة، المناصب في ظل حكم أردوغان لم تعد تمنح للأجدر، وإنما للأقرب من السلطة والأكثر ولاءً للرئيس أردوغان، لذا وصلنا للأوضاع التي نحن عليها الآن».
وهاجم زعيم المعارضة، «أردوغان» قائلًا: «إذا كنت تريد إدارة تركيا بمفردك، يجب أن تعلم أنك سبب أزمات البلاد، خصوصًا من خلال المُحيطين بك من عائلتك مثل وزير الخزانة والمالية صهرك برأت ألبيرق، لقد سلم الاقتصاد إلى المتربحين، سوف نتخلص منك بالطرق الديمقراطية، كما فعلنا في الانتخابات المحلية الأخيرة».
انتهك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حرمة الهيئات القضائية، متدخلًا بصورة رئيسية في مهام عملها، بما يؤثر بصورة واضحة على استقلال القضاء وسلامته، وقدرته على القيام بمهامه بوضوح وحزم، ما دفع الرئيس السابق للمحكمة الدستورية التركية «هاشم قليج» إلى انتقاد ما آلت إليه الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد، مُعتبرًا أنها تشهد انحرافًا كبيرًا عن مسارها الصحيح.
وقال رئيس المحكمة الدستورية السابق خلال مشاركته في الحفل الخامس لوقف دراسات الحرية المنظم في العاصمة أنقرة، الثلاثاء 8 أكتوبر 2019، إنه يدعم كل الأحزاب الجديد المزمع إنشاؤها من قبل رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو، ونائب رئيس الوزراء السابق علي باباجان، نظرًا لقدرتهما على مواجهة الحزب الحاكم.
وهاجم «هاشم قليج»، أردوغان قائلًا: «هل توجد دولة أخرى غير تركيا تضم سجونها نحو 300 ألف معتقل وسجين؟ الكلمات والأفكار التي تأتي ضمن حرية التعبير والرأي في الدول الديمقراطية، تعد إهانة لكبار رموز الدولة ودعمًا للإرهاب في تركيا».
ويعتبر هاشم قليج من أبرز من تولى منصب رئاسة المحكمة الدستورية، وشغل المنصب في الفترة بين عامي 2007 و2015، كما نال شهرة واسعة عندما قرر عدم إغلاق حزب العدالة والتنمية في عام 2008.
ويتضح أن النظام التركي برئاسة رجب طيب أردوغان يواجه أصعب موجه استقالات وانتقادات ضد حزب العدالة والتنمية، إذ خسر 60 ألفًا من أعضائه خلال الشهرين الماضيين، كما انتقدت الأحزاب النظام الرئاسي مُطالبين بإلغائه.
يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، الدكتور طارق فهمي: إن الانشقاقات التي تضرب حزب العدالة والتنمية ستؤدي إلى انهيار تجربته، خصوصًا مع انهيار الاقتصاد التركي، مضيفًا أن هناك سؤالين مهمين، الأول هل هذا ينقص من رصيد الحزب الحاكم أم لا؟، والثاني هل هذه بداية لانشقاقات أخرى وجديدة؟.
وقال إن عددًا كبيرًا من رجال أعمال وقيادات حزب العدالة والتنمية، استقال خلال الشهرين الماضيين وعلى رأسهم علي باباجان وأحمد داود أوغلو، اللذان أعلنا عن تأسيس حزبين جديدين لهما، مشيرًا إلى أن «أردوغان» لن يستطيع التعامل مع هذه الانشقاقات بالعنف، نظرًا لأن من قام بها شخصيات كبيرة ولها ثقلها ووزنها الإقليمي والدولي، ولذلك فإن أي تعامل غير ديمقراطي معها سوف يورط «أردوغان» دوليًّا.
ويضيف أستاذ العلوم السياسية أن الانشقاق داخل الحزب جاء من قيادات كبيرة مثل أحمد داود أوغلو، الذي يعد منظر العثمانية الجديدة وصاحب رؤية تصفير المشاكل، وعلي باباجان، رئيس الحكومة وأحد أهم الشخصيات بالحزب، واستطاعا بالفعل استقطاب أعضاء بالمحافظات التركية لصالحهم قبل بدء الإجراءات التنفيذية لتأسيس الحزب الجديد.