من تركيا إلي شرق الفرات.. أردوغان سفاح الأكراد
الخميس 10/أكتوبر/2019 - 10:46 ص
طباعة
روبير الفارس
كما أباد جدوده الأرمن والسريان يريد أردوغان إعادة التاريخ الدموي للخلافة العثمانية بكتابة سطور جديدة في السجل الاسود للارهاب التركي حول العالم .حيث بدأ الجيش التركي حملته العسكرية ضد الشمال السوري مستهدفاً مدينة القامشلي بالقذائف الصاروخية مما أدى الى سقوط عدة ضحايا بين مسيحيين وأكراد.و فيما يتواصل القصف البري التركي بشكل متقطع على ريف عين العرب الغربي، وقرية بير عاشق شرق تل أبيض ومواقع أخرى تابعة لمنطقة تل أبيض، بالإضافة لقصف عنيف على رأس العين (سري كانييه)، الهدوء الحذر والنسبي هذا يقابله استقدام قوات سوريا الديمقراطية لتعزيزات عسكرية جديدة إلى الشريط الحدودي، وبالتزامن مع تحشدات للقوات التركية والفصائل السورية الموالية لها في تل أبيض وريف عين العرب، و إزالة الجدار العازل مقابل منطقة تل حلف الأثرية في غرب مدينة رأس العين. شنت قوات الأمن التركية عمليات اعتقال استهدفت أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، وأعضاء مجالس البلديات، والعاملين في البلديات والنقابات من ذوي الأصول الكردية.
والقت قوات الأمن القبض على 95 شخصًا داخل منازلهم في مدينة شانلي أورفا جنوب تركيا، دون أن توضح لهم سبب الاعتقال، وفق ما ذكرت وكالة (مازبوتمايا) التركية، مشيرة إلى أن الأعداد قابلة للزيادة مع استمرار مداهمة المنازل من قبل قوات الأمن.
من بين المعتقلين الرئيس المشارك لنقابة التعليم في مدينة أورفا ليلى مؤمن، وعضو لجنة الشباب بالمدينة عن حزب الشعوب الديمقراطي فريد طاماغا، وعضو مجلس بلدية بيراجيك خليل صاري كايا، والرئيس المشارك لبلدة خلفتي من الحزب عبد الرحمن تيجفتشي.
وتأتي عمليات الاعتقال تزامنا مع انطلاق عملية “نبع السلام” العسكرية، التي يشنها الجيش التركي ضد الأكراد في شرق الفرات شمال سوريا، والتي أعلن حزب الشعوب الديمقراطي إدانته لها.
وكان الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي سيزائي تامالي، قال عن العملية العسكرية المرتقب تنفيذها في شرق الفرات “ستدفع الأجيال القادمة فاتورة هذه الكارثة”، معتبرًا أن الغرض من ورائها سياسي.
وتريد تركيا الحيلولة دون إقامة منطقة حكم ذاتي للأكراد في شرق الفرات شمال سوريا، وتدعمها روسيا في تحركاتها، لإنشاء المنطقة الآمنة، بعدما رفضت الولايات المتحدة التورط فيها
وفي السياق ذاته رصد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” حركة نزوح مستمرة من قبل المدنيين من مناطق واقعة شرق الفرات، حيث يعد النزوح من منطقة رأس العين هو الأكبر حتى اللحظة، يليه مناطق تابعة لتل أبيض، كما شهدت قرى واقعة عند الشريط الحدودي مع تركيا بريف مدينة المالكية (ديريك) في ريف الحسكة نزوح لأهالي تلك القرى نحو مدينة المالكية، وفي محيط القامشلي نزح أهالي بعض المناطق إلى عمق المدينة، أما في مدينة عين العرب (كوباني) فشهدت محاولة نزوح للمدنيين منها إلا أن جرى طمأنتهم من قبل حواجز منتشرة في المدينة أن القصف يتركز على الريف الغربي لعين العرب ولا يتعلق بالمدينة، بدورها شهدت قرى بريف عين العرب الغربي حالات نزوح للمدنيين، وفي العموم لم تشهد المناطق حركة نزوح واسعة وكبيرة حتى اللحظة وسط مخاوف من تصاعد النزوح نتيجة العملية العسكرية التركية شرق الفرات.
ونشر المرصد السوري منذ قليل، أن كل ما يتم تداوله عن توغل وتقدم للقوات التركية والفصائل الموالية لها إلى تل أبيض وقرى واقعة شرقها هو محض أكاذيب حتى اللحظة، ولا صحة لهذه المعلومات إطلاقاً، فيما يتواصل القصف التركي على تل أبيض ومنطقة رأس العين وريفها، ونشر المرصد السوري صباح اليوم، أنه رصد فشل الهجوم البري التركي على جميع المحاور التي حاولت التقدم إليها ضمن المنطقة الممتدة من شرق نهر الفرات وصولاً إلى غرب نهر دجلة، حيث تمكنت “قوات سوريا الديمقراطية والمجالس العسكرية” من صد الهجمات التي شنتها القوات التركية والفصائل الموالية لها على محاور تل أبيض ورأس العين والمالكية وقرى بريف عين العرب (كوباني) والدرباسية ومحاور أخرى في المنطقة، ولم يتمكن المهاجمون من تحقيق أي تقدم، إذ توقفت الاشتباكات حوالي الساعة الثالثة بعد منتصف ليل الأربعاء – الخميس، ليعود الهدوء الحذر ويسيطر على جبهات القتال حتى هذه اللحظة،
ومعادة تركيا للاكراد تاريخ دموي طويل وكان الكاتب التركي برهان أكينزي قد ذكر أنه منذ إنشاء الجمهورية التركية وحتى اليوم كان الأكراد أكثر القطاعات في تركيا حاجة إلى العدالة، حيث لم يحاسب أحد عمن حصدت أرواحهم بالمدافع الرشاشة من الأطفال والنساء العجائز في مدن وان وفي خور زيلان، والقتلى الذين لقوا حتفهم أثناء عملية قصف منطقة درسيم، ولا عمن ألقوا في نهر مونذور
وأضاف الكاتب التركي، في مقال له، بصحيفة أحوال تركية، أنه في مدينة روبوسكي قبل 7 أعوام مزقت الطائرات التركية أجساد 34 قرويًا كان بينهم أطفال إلى مجموعة من الأشلاء، وقال رجب طيب أردوغان وقتها إنه سيتم البحث عن الجناة ومعاقبتهم، كما شكر رئيس الأركان العامة في تلك الفترة ولم تتم محاكمة ولا حتى معاقبة فرد واحد من الضالعين في كلا المجزرتين.
وأوضح الكاتب التركي، أنه لم تسع أية سلطة على الإطلاق إلى تحقيق الشعور بالعدالة لدى الشعب الكردي، فيما يتصل بجرائم الإعدام المدني الشهيرة التي حدثت بأمر الدولة في التسعينيات من القرن الماضي، وعرفت تاريخيًا باسم جرائم مجهولة الجناة، أما سلطة حزب العدالة والتنمية فقد مهدت الطريق لإغلاق جميع الملفات واحدًا تلو الآخر عبر تحقيقات ومحاكمات شكلية زائفة، وذلك بدلًا من جعل أقارب المفقودين يشعرون وجود عدالة، ومعاقبة الجناة، وكشف حقيقة جرائم القتل التي اشتهرت بأنها مجهولة الجناة.
ولفت الكاتب التركي إلى أن أبرز هذه الملفات كان قضية إعدام 11 قرويًّا في قضاء كلوب، التي تم رفعها خلال الفترة الأولى من حكم حزب العدالة والتنمية، حيث كان ياووز أرتورك القائد الجلاد الشهير في تركيا خلال فترة التسعينيات يُحاكم في هذه القضية، وقد تمت تبرئته على يد سلطة اردوغان
وطالبت الكنيسة الكاثوليكية برفع الصلوات حيث اصدرت بيان جاء فيه فلنصلي كي يحمي الله المدنيين الابرياء، وتتوقف الحرب الهمجية في الشرق الذي شبع سكانه دماراً وقتلاً.
نصلي كي يحمي الله العائلات المسيحية شمال سوريا التي لا ملجأ لها سوى الله، وكي يتحرّك العالم لوقف العنف والارهاب في تلك المنطقة التي عانى سكانها القتل والتهجير منذ عقود.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد اعلن بدء العملية العسكرية بشمال شرق سوريا، وأطلق عليها اسم عملية “نبع السلام”، وحذّر الرئيس الامريكي دونالد ترامب أردوغان من تلك العملية التي ستدفع أمريكا الى فرض عقوبات اقتصادية على تركيا في حال استمرارها بالعملية العسكرية.