الزنابيل والقناديل.. ورطة ميليشيات الحوثي وخسائرها الفادحة
الخميس 10/أكتوبر/2019 - 11:36 ص
طباعة
علي رجب
تعانى ميليشيا الحوثي حاليًا استنزافًا حادًا لعناصرها في جبهات عدة، خاصة جبهة الضالع والحديدة اللتين شهدتا خسائر فادحة للحوثي، فدشنت حملة واسعة من أجل تجنيد إرهابيين جدد يعوضون بهم النقص الحاد في صفوفها.
وقد ذكرت تقارير يمنية أن ميليشيا الحوثي ألزمت "عواقل الحارات" أو "عُمد المنطقة"، في القرى والمدن اليمنية بتجنيد 1000 عنصر على عجل من أجل الدفع بهم إلى جبهات القتال وخاصة جبهة الضالع التي تواجه فيها الميليشيا خسائر فادحة على مستوى الأفراد والأرض.
وحررت القوات اليمنية المشتركة، كامل منطقة "باجة – حجر"، شمال غربي الضالع، والتي كانت مسرحًا لمعارك وحصار شديد طوال أشهر من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية، في تطورات متسارعة لمعركة تحرير الجبهة الشمالية والغربية من الضالع جنوبي اليمن.
وذكر الناطق باسم القوات الجنوبية المشتركة، ماجد الشعيبي، عبر صفحته الرسمية في "فيسبوك"، أن القوات الجنوبية المشتركة أحكمت سيطرتها على بلدة الفاخر غرب مديرية قعطبة شمال الضالع، عقب هجوم واسع على مواقع ميليشيا الحوثي.
ولفت الشعيبي إلى أن التقدم الميداني يأتي بعد تمكن تلك القوات من تحرير منطقة الزبيريات والمناطق المجاورة، وخاصة موقع الذاري المطل على قرية ذيبان، والتقدم صوب مواقع تبة القراميد في باب غلق، مشيرًا إلى أن هذه القوات ستتوجه بعد تمكنها من السيطرة على الفاخر إلى تحرير وتأمين مناطق محافظة إب وسط اليمن، المتاخمة للضالع.
وخسرت الميليشيا المئات من عناصرها في جبهة الضالع، وهو ما أدى إلى عقد اجتماعات عاجلة مع شيوخ القبائل وكل عاقل قرية أو حارة من أجل تجنيد نحو ألف مقاتل خلال مدة لا تزيد على الأسبوعين.
يُعتبر "عواقل الحارات" أو "عُمد المنطقة"، من أهم المناصب حساسية، بالمجتمع اليمني وخاصةً العاصمة صنعاء، التي يوجد بها أكثر من 600 "عاقل حارة"، وإذا كان دور "العقال" قديمًا هو الربط بين المؤسسات الحكومية والمواطنين اليمنيين، فقد تحولت بعد انقلاب ميليشيات الحوثيين الإرهابية وسيطرتهم على العاصمة في 21 سبتمبر 2014، إلى مركو للتجنيد وعين ترصد كل «شاردة ووارد» في صنعاء والمدن اليمنية.
كذلك الزمت ميليشيا مديري المدارس في المناطق الواقعة تحت سيطرتها بتجنيد، طالبان كأقل عدد من كل مدرسة.
وذكرت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية عن مصادر يمنية، أن ميليشيا الحوثي، نجحت في تجنيد نحو 18 ألفًا من الأطفال في صفوفهم منذ بداية الحرب الأهلية في اليمن عام 2014.
وذكر الأطفال للوكالة أنهم تعرضوا للتجنيد من قِبَل العناصر الحوثية في ملاعب كرة القدم، والمزارع، خصوصًا المدارس.
وقبل إرسالهم إلى جبهات القتال يتم إلحاق الأطفال بدورات عسكرية ودينية وثقافية تستمر لأكثر من شهر، من أجل إجراء عملية غسيل مخ للطفل اليمني الذي يُقاتل في صفوف الحوثي، لمدة شهر.
وكشفت تقارير الحكومة اليمنية عن أرقام مخيفة لتجنيد الانقلابيين الحوثيين للأطفال، والزج بهم في معاركهم، وذلك في مخالفة صارخة للقوانين الدولية المتعلقة بحقوق الطفل، مشيرة إلى أن الحوثيين قاموا «بتجنيد ما يزيد على 23 ألف طفل، بصورة مخالفة للاتفاقيات الدولية، وقوانين حماية حقوق الطفل، منهم ألفان و500 طفل في 2018».
من جانبه قال المحلل السياسي اليمني، عبدالكريم المدي، إن ميليشيا الحوثي تسعى لتعويض خسائرها البشرية في جبهة الضالع وإب بعد خسائرها الفادحة ووقوع المئات أسرى وقتلى وجرحى.
وأضاف، أن ميليشيا الحوثي فقدت الدعم الشعبي والحاضنة الشعبية في تجنيد المقاتلين في صفوفها، في ظل السياسة "الفوقية" والعنصرية البغيضة التي تنتهجها في اليمن، وهي المعروفة بـ"الزنابيل" وهم ينحدرون من مناطق ريفية وينتسبون إلى القبائل، و"القناديل" وهم الذين ينحدرون من أسر حوثية عقائدية أو هاشمية في تفريق واضح بين الشعب اليمني الذي وحدته الجمهورية اليمنية.
وقال المحلل السياسي اليمني إن الجبهات ستشتعل قريبًا ضد الحوثي والمقاومة الجنوبية والوطنية وحراسة الجمهورية والمدافعين عن مبادئ الجمهورية اليمنية قادمون في مواجهة السلطة الكهنوتية وإسقاط ميليشيا الحوثي في صنعاء وعمران وصعدة.