استنكار دولي للهجوم التركي على شمال سوريا
الخميس 10/أكتوبر/2019 - 11:39 ص
طباعة
انتقد عدد من الدول، العملية العسكرية التي أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الشمال السوري، والتى أعلن الأربعاء 9 أكتوبر، عن بدئها، مستهدفًا ما قال إنها "تنظيمات إرهابية"، على حد تعبيره.
وقال "أردوغان"، الذي أطلق على العملية اسم "نبع السلام"، إن الجيش التركي أطلق العملية العسكرية ضد تنظيمي "بي كا كا" و"داعش" الإرهابيين، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.
وأوضح مسؤول أمني تركي أن العملية العسكرية في سوريا بدأت بضربات جوية وتدعمها نيران المدفعية ومدافع الهاوتزر.
وذكرت قوات سوريا الديمقراطية، التي يقودها الأكراد، أن المقاتلات التركية قصفت مناطقها في شمال شرق سوريا وتسببت في ذعر هائل بين الناس.
وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، مصطفى بالي، فى تغريدة على "تويتر" إن المقاتلات التركية بدأت في تنفيذ ضربات جوية على مناطق مدنية.
هذا وقد أعلنت وزارة الخارجية المصرية، إدانة مصر العدوان التركي على الأراضي السورية، واصفة تلك الخطوة بأنها تُمثل اعتداءً صارخًا غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة واستغلالًا للظروف التي تمر بها والتطورات الجارية، وبما يتنافى مع قواعد القانون الدولي.
وأكد بيان وزارة الخارجية مسؤولية المجتمع الدولي، ممثلًا في مجلس الأمن، في التصدي لهذا التطور بالغ الخطورة الذي يُهدد الأمن والسلم الدوليين، ووقف أية مساعٍ تهدف إلى احتلال أراضٍ سورية أو إجراء «هندسة ديمجرافية» لتعديل التركيبة السكانية في شمال سوريا.
كما حذر البيان من تبعات الخطوة التركية على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية أو مسار العملية السياسية في سوريا وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم 2254.
ودعت مصر لعقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية لبحث تلك التطورات وسُبل العمل على الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة شعبها وسلامة أراضيها.
وعلى نفس الصعيد قال رئيس الوزراء الإيطالي، إن العمليات العسكرية التركية في شمال سوريا تؤذي المدنيين وتقوض الاستقرار في المنطقة، فيما قررت هولندا استدعاء سفير تركيا لديها بعد الهجوم، وقالت ألمانيا، إن القصف التركي في سوريا يهدد بعودة تنظيم "داعش" مرة أخرى، والذي تتولى قوات الأكراد مواجهته.
كما أدانت فرنسا الهجوم التركي في سوريا بشدة، وطالبت بعقد اجتماع لمجلس الأمن، والذي دعا بدوره لجلسة يبحث فيها الخميس 10 اكتوبر العملية التركية في جلسة خاصة بناء على طلب الأعضاء الأوروبيين في المجلس.
وتلوح تركيا منذ أشهر بشن هجوم على مناطق في شرق الفرات تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية المعروفة بـ"قسد" - الشريك الرئيسي للتحالف الدولي بقيادة واشنطن في مواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي.
وشكل المقاتلون الأكراد رأس حربة الهجوم الدولي على "داعش"، إذ نجحوا في طرده من مناطق واسعة في شمال شرق سوريا، وحصلوا على دعم الدول الغربية، كما يتولون الآن الإشراف على مخيمات احتجاز مقاتليه.
لكن وعلى جانب آخر تعتبر "أنقرة" المقاتلين الأكراد "إرهابيين" تمامًا مثل تنظيم "داعش"، وتراهم امتدادًا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردًا ضدها مستمر منذ عام 1984.
وتعتزم أنقرة إقامة "منطقة آمنة" في شمال سوريا، والهدف عمليًا هو إقامة شريط بعمق 30 كيلو مترًا وبطول نحو 500 كلم، يمتد من الفرات إلى الحدود العراقية، ويفصل بين الحدود التركية ومواقع قوات سوريا الديمقراطية.