الإرهاب اليميني.. الحكومة الألمانية توضح دوافع حادث «هالة»

الخميس 10/أكتوبر/2019 - 11:43 ص
طباعة الإرهاب اليميني.. محمد عبد الغفار
 
لا يتوقف خطر الإرهاب عند حدود جماعات الإسلام السياسي، التي تتخذ من الدين ستارًا لأفعالها الإجرامية، لكنه يمتد أيضًا إلى جماعات اليمين المتطرف، التي تتخذ من الوطنية والشعبوية غطاءً للقيام بأعمال متطرفة داخل الدول تجاه الأجانب المقيمين بها أو الزائرين.

وكانت آخر جرائم اليمين المتطرف في ألمانيا، إطلاق النيران أمام المعبد اليهودي في مدينة «هالة» الواقعة بولاية سكسونيا الأربعاء 9 أكتوبر 2019، ما أدى إلى مقتل شخصين حتى الآن، أحدهما كانت امرأة تقف قبالة المعبد، أما الثاني فكان يأكل في داخل مطعم للمأكولات السريعة، كما اكتشفت السلطات الأمنية في الولاية الألمانية زرع عبوة ناسفة بدائية الصنع كان من المقرر تفجيرها عقب إطلاق النيران.

حمل وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر في بيان رسمي، الأربعاء 9 أكتوبر، اليمين المتطرف مسؤولية الهجوم، وقال الوزير في تصريحاته: «وفقًا لتقديرات المدعي العام، فإن هناك أدلة كافية تفيد باحتمال وجود خلفية يمنية متطرفة للهجوم».

وفي سياق متصل، ذكر وكالة الأنباء الألمانية «DPA» أن كافة الدلائل تشير إلى أن منفذ الهجوم ألماني الجنسية ويدعى «شتيفان ب.»، ويسكن في ولاية سكسونيا الواقعة شرقي ألمانيا، ويبلغ من العمر27 عامًا، وتشير الدلائل أيضًا من وجود دوافع يمينية متطرفة خلف الحادث.

وكانت الشرطة الألمانية قد خفضت في وقت سابق درجة خطورة الوضع في الولاية الألمانية بعد الهجوم، وكتبت على حسابها الرسمي في موقع التغريدات القصيرة «تويتر»: «بإمكانكم الخروج مرة أخرى إلى الشوارع، فقد تم رفع الحظر، ولم نعد نصنف الوضع في المدينة بأنه شديد الخطورة»، ويأتي ذلك بعد أن ناشدت السلطات السكان بالبقاء داخل المباني للسلامة.

وجاء الحادث بمثابة زلزال على المجتمع الألماني، إذ أعربت المستشارة أنجيلا ميركل عن حزنها الشديد جراء الهجوم، وقدمت التعازي لذوي الضحايا، بعد أن حصلت على معلومات وافية وشرح مستفيض عما حدث من قبل وزير الداخلية هورست زيهوفر، حسبما غرد شتيفن زايبرت، المتحدث باسم الحكومة الألمانية، على حسابه الرسمي بموقع التغريدات القصيرة تويتر.

كما وصف أنهالت راينر هازيلوف، رئيس وزراء ولاية سكسونيا، الحادث بأنه «مثير للاشمئزاز»، معتبرًا أنه عمل جبان استهدف الحياة السلمية المشتركة في الولاية، ولم يستهدف فقط شخصين ويفقدهما حياتهما.

وتسعى الحكومة الألمانية إلى مواجهة خطر اليمين المتطرف، الذي شدد وزير الداخلية على أنه لن يتعامل معه مطلقًا بأي رحمة، وذلك خلال جلسة لمناقشة هذا الخطر في البرلمان الألماني تحت عنوان «من أجل حماية ديمقراطيتنا – ضد الكراهية والعنف اليميني المتطرف».

وقالت خبيرة السياسة الداخلية في حزب اليسار «مارتينا رينر» أن التعامل مع خطر الإرهاب اليميني كان بعيدًا عن المأمول لفترة طويلة، مشيرة إلى أنه قد حان الوقت للتعامل معه بشكل مناسب وجديد، معتبرة أنه لابد من المكافحة ضد الشبكات اليمينة المتطرفة.

شارك