صمت قطر يفضح دعمها لإرهاب أردوغان في سوريا
الخميس 10/أكتوبر/2019 - 12:34 م
طباعة
أميرة الشريف
علي الرغم من أن العدوان التركي العسكري على الأراضي السورية، قوبل بعاصفة من الإدانات العربية والدولية، التي أكدت على ضرورة احترام سيادة سوريا على كامل أراضيها، ونبذ التحركات أحادية الجانب، التي أقدم عليها نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلا أن صمت قطر وعدم إدانتها لهذا العدوان يفضحها أمام العالم في دعمها لإرهاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وشنت تركيا أمس الأربعاء هجوماً على مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا ما تسبّب بمقتل مدنيين ونزوح الالاف.
وعززت قطر التي دعمت المعارضة السوريّة في النزاع ضدّ النظام السوري، تحالفها مع تركيا منذ أن قطعت السعودية والبحرين والإمارات العلاقات معها في يونيو 2017.
وقالت وكالة الأنباء القطريّة إنّ امير قطر الشيخ تميم اتّصل بالرئيس التركي رجب طيب اردوغان واستعرض معه "العلاقات الاستراتيجيّة بين البلدين الشقيقين وسُبل دعمها وتعزيزها، إضافةً إلى مناقشة آخر التطوّرات الإقليميّة والدوليّة، لاسيما مستجدّات الأحداث في سوريا".
ويري محللون أن الموقف القطري يعطي مؤشرا جديدا على طبيعة العلاقات بين الامارة الخليجية الغنية وتركيا، التي تقيم قاعدة عسكرية في قطر. ويتشارك البلدان دعم جماعات اسلامية من ابرزها الاخوان المسلمون.
وأدانت مصر بأشد العبارات العدوان التركي على الأراضي السورية داعية إلى الحفاظ على سيادة سورية ووحدة شعبها وسلامة أراضيها.
وقالت الخارجية المصرية إن تلك الخطوة تمثل اعتداء صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة استغلالا للظروف التي تمر بها والتطورات الجارية وبما يتنافى مع قواعد القانون الدولي.
وأكد البيان مسؤولية المجتمع الدولي ممثلا بمجلس الأمن في “التصدي لهذا الوضع بالغ الخطورة الذي يهدد الأمن والسلم الدوليين ووقف أي مساع تهدف إلى احتلال أراض سورية أو إجراء هندسة ديموغرافية لتعديل التركيبة السكانية في شمال سورية.
وأدانت الإمارات "العدوان العسكري التركي على سوريا"، معتبرةً أنّه "يمثل تطوراً خطيراً واعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة وتدخلاً صارخاً في الشأن العربي".
بدورها، أدانت السعودية "العدوان التركي" على مناطق الأكراد، محذّرةً من أنّ الهجوم يُهدّد أمن المنطقة ويُقوّض جهود محاربة تنظيم الدولة الإسلاميّة المتطرّف.
البحرين بدورها أدانت بشدة الهجوم التركي، ووصفته بأنه يعد انتهاكا مرفوضا لقواعد القانون الدولي واعتداء على سيادة سوريا ووحدة أراضيها.
وذكر بيان صادر عن وزارة خارجية البحرين، أنه وإذ تؤيد عقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية، لاتخاذ موقف عربي موحد تجاه هذا العدوان، فإنها تطالب مجلس الأمن بالإسراع في الاضطلاع بمسؤولياته في التصدي لهذا الهجوم، حفاظا على الأمن والسلم، وضمان توفير الأجواء الداعمة لمواصلة الجهود الرامية للتوصل لحل سلمي في سوريا يستند إلى مبادئ بيان "جنيف 1" وقرار مجلس الأمن "2254" وبما يحفظ لسوريا سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها.
أما الرئيس العراقي برهم صالح، فقد ندد على "تويتر" بالتوغل التركي في شمال شرق سوريا، قائلا إن المتشددين سيستغلون الموقف.
كما أدانت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية العدوان التركي على الأراضي السورية، مشددة على وحدة وسلامة الأراضي السورية، وأكدت الوزارة في بيان لها اليوم أن العدوان التركي هو "عدوان على دولة عربية شقيقة واحتلال لأرضها وتعريض أهلها للقتل والتهجير".
ودعت الوزارة سلطات النظام التركي إلى إعادة النظر بعدوانها وحثتها على العمل مع الدول المعنية لإعادة الاستقرار إلى سورية وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة.
كما أدانت كل من فرنسا و ألمانيا وإيطاليا وهولندا والدنمارك والنمسا وكندا، العدوان التركي، مؤكدين أنه يزيد من زعزعة استقرار المنطقة ويقوي تنظيم داعش الإرهابي.
وتمثل خطوة أمريكا في التخلي عن دعم الاكراد، تحولا كبيرا في السياسة وصفته قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد وشريك واشنطن القوي في قتال تنظيم الدولة الإسلامية بأنه "طعنة في الظهر".
ودعت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، وهي ديمقراطية، ترامب إلى العدول عن هذا القرار المحفوف بالمخاطر“. وقالت في بيان إن القرار يهدد الأمن الإقليمي ويبعث برسالة لإيران وروسيا ولحلفاء الولايات المتحدة بأنها لم تعد شريكا مؤتمنا.
وطالب رئيس الاتحاد الأوروبي جان-كلود يونكر تركيا الأربعاء بوقف عمليتها العسكرية ضد الأكراد في شمال سوريا وقال لأنقرة إن الاتحاد لن يدفع أموالا لإقامة ما يسمى بـ"المنطقة الآمنة" في شمال سوريا.
وتعدّ أنقرة المقاتلين الأكراد "إرهابيين" وترغب بإبعادهم عن حدودها. وسبق أن نفّذت هجومين في سوريا: الأول ضد تنظيم الدولة الإسلامية عام 2016 والثاني ضد الوحدات الكردية عام 2018.
ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً مغلقاً الخميس لبحث الهجوم الذي سمته تركيا "نبع السلام"، بناءً على طلب بلجيكا وفرنسا وألمانيا وبولندا وبريطانيا، التي نددت بالهجوم.