مستقبل الدواعش.. ماذا بعد الاجتياح التركي للشمال السوري؟
الخميس 10/أكتوبر/2019 - 01:27 م
طباعة
نهلة عبدالمنعم
في خضم الإعلان التركي الذي ساقه الرئيس رجب طيب أردوغان باجتياح الشمال السوري لتنفيذ عملية عسكرية ضد الأكراد، بالتوازى مع قرارات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بسحب قوات بلاده التي كانت تقاتل مع الفصيل الكردي «قوات سوريا الديمقراطية» ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، تبرز أزمة معتقلي التنظيم بداخل السجون والمخيمات التي يديرها الأكراد ومآلات مستقبلهم إذا ما سيطرت تركيا على الأوضاع بالمنطقة.
ولطالما اتهمت تركيا بتوفير حماية للجماعات الإرهابية في سوريا وتقديم الدعم المالي واللوجستي لعناصر التطرف، لاسيما جبهة النصرة وتنظيم داعش، وفتحت حدودها لانتقال تلك العناصر إليها وكانت ممرًّا سهلًا لتدعيمه بشريًّا، وعلى الرغم من ذلك يدعي «أردوغان» فى تصريح الأربعاء 9 أكتوبر أن قراره التدخل العسكري في المنطقة، لمحاربة الإرهابيين.
وعن تأثيرات الحرب الدائرة حاليًا بين الجيش التركي والإدارة الذاتية للأكراد بشمال سوريا على معسكرات الدواعش يقول الباحث المختص في شؤون الحركات الإرهابية، هشام النجار: إن هذا الوضع يمثل خطورة كبيرة على أمن المنطقة، فالأكراد لديهم باع طويل في محاربة التنظيم الإرهابي، وهم أكثر وعيًا بمشاكله وطريقة التعامل مع عناصره كما يسيطرون على المعسكرات الخاصة بالدواعش بشكل محكم وآمن بعض الشيء، ولكن في حال تبدل الوضع وبالأخص بعد تخلي الولايات المتحدة عن حليفهم الذي اشتركوا معه في الحرب على الإرهاب فسيكون الأمر كارثيًّا.
وأشار الباحث المختص في شؤون الحركات الإرهابية، إلى أن تاريخ الأتراك تحت إدارة «أردوغان» معروف باستغلال الملف الإرهابي والتعاون مع قيادات التطرف لتحقيق مصالح مشتركة، منها ما هو اقتصادي مثل التعاون في بيع النفط المسروق من مقدرات العراق وسوريا، إلى جانب أغراض سياسية أخرى ترتبط بتصدير التطرف للدول العربية لتحقيق المصالح المشبوهة وهو ما يحدث في ليبيا على وجه الخصوص وغيرها من الدول.
ويرى الباحث هشام النجار أن الإدارة التركية تعمل على تدوير العناصر المتطرفة لحساب مصالح أردوغان، فهو يستخدمهم للضغط على الدول وتهديد أمنها واستقرارهم إلى جانب توظيفهم في حروب بالوكالة، وإذا ما استطاع «أردوغان» التفوق على العسكرية الكردية في المعركة الحالية فالنتائج ستكون كارثية وغير محمودة العواقب.
وقال: إن «أردوغان» شخص مأزوم ومضطرب ويتوقع أن يستخدم هذه المعسكرات بشكل سيئ للغاية وسيضر بأمن العالم.
وأما فيما يخص ملف العناصر الأجنبية رجح الباحث المختص في شؤون الحركات الإرهابية أن تستخدمه تركيا كورقة ضغط أيضًا تمكنها من تنفيذ عمليات عابرة للقارات عن طريق أشخاص تم تدريبهم بكفاءة، لافتًا إلى أن الدول الغربية أخطأت في عدم استقدام دواعشها في الماضي لأن سيطرة الأكراد عليهم في السابق كانت ستسهل عملية عودتهم ومعرفة مساراتهم أما إذا سيطرت تركيا على الأوضاع بالمنطقة سيتأذى الجميع.
وكانت صحيفة «جارديان» البريطانية ذكرت أن عدد الدواعش المحتجزين يصل إلى حوالي 10 آلاف شخص أكثرهم في «مخيم الهول» وبعده «عين عيسى» في سوريا، لافتة إلى الظروف السيئة التي يعيشها الدواعش هناك ومدى تصاعد التطرف أكثر وبالأخص في مخيمات النساء إلى جانب نقمتهم على حكوماتهم التي رفضت استعادتهم مرة أخرى.