الأردن.. مؤشرات انتهاء مرحلة الاحتواء بين الدولة و«الإخوان»

الخميس 10/أكتوبر/2019 - 02:32 م
طباعة الأردن.. مؤشرات انتهاء دعاء إمام
 
قُوبلت المحاولات الناعمة من قبل الحكومة الأردنية، لاحتواء جماعة الإخوان، طوال العام الماضي بـ«عض اليد التي مُدت لها بالسلام»؛ إذ أنكرت الكيانات المنتمية للجماعة بالمملكة محاولات احتواء كبيرة قادتها الأجهزة الأمنية مع شخصيات في حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية للإخوان، وكتلة الإصلاح، وأججوا الوضع مستخدمين سلاح النقابات؛ لإنهاك الدولة من خلال إضراب المعلمين الذي استمر أربعة أسابيع.

ونشر العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، تغريدة عبر موقع التواصل «تويتر»، تعليقًا على إضراب نقابة المعلمين، الذي شهدته المملكة الهاشمية قبل أسابيع، قائلًا: «سعادتي برؤية الطلبة في مدارسهم كبيرة، وأهنئ المعلمين بيومهم العالمي.. تابعت تفاصيل الإضراب، وبعضها كان مؤلمًا بعبثيته وأجنداته البعيدة عن مصلحة الطالب والمعلم والتعليم، فكان لا بد من إنهاء الاستعصاء خدمة للعملية التعليمية»

وأظهرت تلك التغريدة، اتجاه دوائر صنع القرار نحو تفكيك وحظر أنشطة الإخوان بالمملكة، لا سيما أن الجماعة تمتلك أصولًا مالية في البلاد تقارب قيمتها المليار دينار أردني «ما يعادل مليار ونصف المليار دولار أمريكي»، وهي أولى الأسلحة التي قد تضرب الدولة فيها الجماعة، بعد حظر نشاطها السياسي بشكل كامل.

وشنت السلطات مؤخرًا اعتقالات ضد قيادات إخوانية، خلال فترة الإضراب، ومنعت الزيارات عنهم.

وأفادت مصادر بالحكومة الأردنية، بأن الملك منح الجماعة فرصة قبل أشهر؛ لفتح صفحة جديدة، وتعهد بدراسة مطالبها، خاصة المبادرة السياسية التي تم عرضها عليه، خلال لقاء خص به كتلتها البرلمانية، بيد أن الأخيرة وبخطوتها استغلال مطالب المعلمين لدواع سياسية أعادت الثقة بها مجددًا إلى مربع الصفر.

يقول المحلل السياسي الأردني، عمر عياصرة: إن تغريدة الملك عبد الله الثانى تشكل إشارة شديدة اللهجة، موجهة إلى تفصيلات الدولة الأردنية، بمراجعة نهج النعومة المتبع مع جماعة الإخوان، خاصة وأن هناك قناعة لدى العاهل الأردني بأن إضراب المعلمين الأخير، لم يكن يستمر أو يعيش حالته الصلبة لولا دعم الإسلاميين له.

وأضاف، أن رسالة الملك شديدة اللهجة ومفاجئة، واشتبكت مباشرة مع النتائج، وقررت أن تكرار تلك المآلات مرفوض، وأن هناك أجندة لابدّ من التعامل معها في قادم الأيام؛ لذلك ستكون علاقة جماعة الإخوان بالدولة، على محكّ تلك التبعات الناجمة عن نتائج فوز المعلمين على الحكومة، وستكون تلك العلاقة موضع فحص وضغط جديد.

وتابع المحلل السياسي الأردني، قائلًا: «تغريدة الملك كانت غاضبة، وفيها من الرسائل ما يقلق الكثيرين، وأعتقد أن جماعة الإخوان حريصة على عدم خسارة التقارب مع الدولة، وتسعى لأن تتفهم المرجعيات ما جرى». 

شارك