تغريدة لأردوغان تفضح نواياه وتلاعبه بالألفاظ لإقناع شعبه بـ«الخلافة» المزعومة
الجمعة 11/أكتوبر/2019 - 11:05 ص
طباعة
أثارت تغريدة للرئيس التركي، رجب طيب أوردوغان، وجه خلالها تحية «لقواته» التي غزت شمال شرقي سوريا الأربعاء 9 أكتوبر 2019، جدلًا كبيرًا على مواقع التواصل.
كما كشفت التغريدة التي نشرها على حسابه الرسمي على تويتر تناقضًا كبيرًا في المصطلحات المستخدمة، وأظهرت كيف يتلاعب الرئيس التركي بمصطلاحاته للضرب على الوتر «الطائفي الديني»، معتمدًا على أيدلوجيته الإخوانية؛ لإقناع شعبه والعرب بأنه يقود حملة «شبه دينية»؛ لتأمين حدود الدولة التركية من المخاطر المحدقة المتمثلة بالأكراد المدعومين من أمريكا والغرب، مطلقًا على جيشه المشارك بعملية الغزو للأراضي السورية، وتسمية قواته «الجيش المحمدي»، في تذكير ضمني باستراتيجية ثنائية الحق والباطل، التي لطالما اعتمد عليها القادة في «الحروب الدينية»؛ من أجل إقناع الأتباع وحشد الدعم.
«الجيش المحمدي»
وقال أردوغان في تغريدة له باللغة العربية: «أُقبِّل كافة أفراد الجيش (المحمدي) الأبطال المشاركين في عملية نبع السلام من جباههم، وأتمنى النجاح والتوفيق لهم ولكافة العناصر المحلية الداعمة التي تقف جنبًا إلى جنب مع تركيا في هذه العملية، وفقكم الله وكان في عونكم».
كما استخدم نفس التسمية أيضًا، في تغريدته بالنسخة التركية.
إلا أن المفارقة، جاءت في أن الرئيس التركي لم يستخدم مصطلح «الجيش المحمدي» في تغريدته باللغة الإنجليزية، واستعاض عنها بـ «كلمة الجيش التركي»، مدركًا أنه يخاطب جمهورًا مختلفًا تمامًا، وأن هذا المصطلح قد يزيد متاعبه.
إلى ذلك، استخدم في تغريدته الإنجليزية تسمية «الجيش الوطني السوري»، وهو مصطلح تم اختياره بعناية؛ نظرًا للسمعة السيئة التي تحظى بها الفصائل المسلحة السورية الموالية لأنقرة في الغرب.
هل أردوغان أيدلوجي متعصب أم براجماتي؟
وفي هذا السياق، رأى الباحث، إيريك جان زوشر، أن خطابات أردوغان الأيديولوجية التي تهدف حشد دعم الأتراك، صادمة بالنسبة للغرب.
وقال في مقال سابق نشره موقع أحوال التركي «على مدى السنوات الماضية، تعرضت الدوائر السياسية والرأي العام في أوروبا والولايات المتحدة للصدمة؛ نتيجة الطريقة التي وصف بها رئيس تركيا رجب طيب أردوغان (الغرب) على أنه عدو في الخطابات الموجهة تحديدًا للجمهور التركي.
وأضاف كان ذلك بالنسبة لصناع السياسة وقادة الرأي الغربيين الذين اعتادوا على مدى عقود على التفكير في تركيا كحليف عصري في الشرق الأوسط المضطرب، وفي عالم ما بعد الاتحاد السوفيتي، بمثابة صدمة.
وتساءل الباحث «هل الخطاب المعادي للغرب من جانب أردوغان أداة سياسية؛ لحشد أنصاره في تركيا أم لممارسة الضغط على الغرب، أم أنه تعبير عن قناعة أيديولوجية عميقة؟
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يطلق فيها أردوغان هذه التسمية على الجيش التركي، ففي أعقاب الانقلاب الفاشل عام 2016، وصف أردوغان القوات التركية التي لم تشارك في المحاولة الانقلابية بأنها «جيش محمد».
بموازاة تلك التغريدة التي أثارت الجدل على مواقع التواصل، بدا رأس الدبلوماسية التركية بلباس عسكري.
فقد تناقلت عدة مواقع تركية، صورة لوزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، نشرها على حسابه على «إنستجرام» بالزي العسكري، وذلك بعد انطلاق الهجوم التركي على شمال سوريا.
كما رأت وسائل إعلام تركية في هذا الظهور، أن أوغلو أراد بذلك توجيه رسالة دعم لجيش بلاده الذي وصفه أردوغان بـ«المحمدي».