في ذكرى تأسيسها الرابعة.. «قسد» تحت نيران « نبع السلام» التركية
الجمعة 11/أكتوبر/2019 - 11:06 ص
طباعة
سارة رشاد
منذ أكتوبر من العام الماضي، يهدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، باجتياح بلاده لمنطقة شرق الفرات، ورغم التأخر في تنفيذ وعيده للحد الذي دفع البعض للتشكيك في جديته، إلا أن هذا التهديدات وجدت سبيلها إلى الأرض، الأربعاء 9 أكتوبر 2019، عندما أعلن عن بدء عملية بشرق الفرات اختار لها اسم «نبع السلام».
ولا يُعرف إن كانت مقصودة أم على سبيل المصادفة، إلا أن العملية التي يلوح بها أردوغان منذ عام، وأحدثت صدى دولي واسع حتى الآن، تـزامنًا مع الذكرى الرابعة لتأسيس «قوات سوريا الديمقراطية» المعروفة اختصارًا بـ«قسد»، والتي تضعها تركيا ندًّا في «نبع السلام».. فما هي؟
التأسيس
قبل أربعة أعوام، في العاشر من أكتوبر لعام 2015، أعلن عن تشكيل تحالف جديد بطابع علماني، عُرف وقتها بـ«قوات سوريا الديمقراطية».
في ذلك الوقت، كان المناخ السوري أيدلوجي بامتياز؛ إذ امتلأت الساحة بكيانات متناحرة، تلخص نفسها في الغالب في هويات قومية أو دينية، ولهذا السبب أرادت أمريكا التي تعتبر الراعي الأول لـ«سوريا الديمقراطية»، أن يعمل هذا الكيان خارج السياق فألحقت به توصيفات من قبيل «العلمانية»، و«الديمقراطية».
ورغم الجهود الأمريكية المبذولة في هذا الاتجاه، إلا أن «قسد» بقت منذ اللحظة الأولى محسوبة على الأكراد، حتى أن البعض كان يفضل توصيفها بـ«ذات الأغلبية الكردية».
وبينما كانت أمريكا حريصة منذ اللحظة الأولى لولادة «قسد»، والتأكيد على سبب وجودها، وهو «محاربة تنظيم داعش»، كما أعلن وقتها، إلا أن واشنطن كانت تحصد من وراءها مكاسب آخرى، منها أنها كانت تستخدمها كواجهة، تنفي عنها تبني عناصر متشددة.
وفي ذلك الوقت، كشفت وقائع عن تورط عناصر تابعة لحركات من تلك التي كانت تفضل واشنطن تسميتها بـ«المعارضة المعتدلة»، في عمليات لا تقل وحشية عن ما يقوم به «داعش»، الأمر الذي أحرج واشنطن، واتهمها بتمويل متطرفين إسلامويين ضد الدولة السورية.
لهذا السبب تتعامل واشنطن مع «قسد»، باعتبارها المندوب المثالي لها في المشهد السوري، ويظهر ذلك في الإشارة التي يقولها قائد القوات الأمريكية في سوريا والعراق، الجنرال ستيفن تاونسند، كلما تحدث عن «سوريا الديمقراطية»؛ إذ يتحفظ عن قول اسمها كاملًا ويكتفي بلفظة «قواتنا».
ولتأكيد العلمانية فحرصت أمريكا على تنويع فصائلها المندرجة تحتها، بين قوات الحماية الشعبية، وهي قوات كردية تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، فرع حزب العمل الكردستاني في سوريا، إضافةً إلى قوات الصناديد، وهي ميليشيات عشائرية يقودها شخص يدعى حميدي الدهام، شيخ عشيرة شمر، ويقدر عدد عناصرها بنحو 500 شخص، ينتمون لبعض العشائر.
المرأة أيضًا، حضرت في هذا التشكيل، عبر كيان عرف بـ«قوات حماية المرأة»، وهي الجناح النسائي في قوات الحماية الكردية، وبالتالي تحمل نفس المرجعية الفكرية لحزب العمال الكردستاني.
ورغم عدم وجود إحصاء دقيق بعدد أفراد قوات سوريا الديمقراطية، إلا أن التقارير السورية تقول: إنها تتراوح بين 30 إلى 40 ألف من الجنسين، يعملون في محافظات دير الزور، الرقة، حلب، والحسكة.
وتذهب الترجيحات في الساحة السورية إلى أن قسد في طريقها إلى الزوال في ظل العملية التركية المستهدفة لعناصرها، إلى جانب رفع أمريكا يد الرعاية عنها.
وبينما كانت أمريكا توفر الرعاية المباشرة لهذا التنظيم، فالحديث في سوريا دائر منذ شهور عن سحب هذه الرعاية، عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونال ترامب عن نيته بسحب قواته من سوريا؛ بدعوى انتهاء الحرب على داعش، وهو بالضبط نفس الهدف الذي بررت به أمريكا تأسيسها لـ«قسد».