70 ألف سوري مشرد.. حصيلة العدوان التركي علي سوريا في يومين
الجمعة 11/أكتوبر/2019 - 12:55 م
طباعة
أميرة الشريف
منذ بدء الهجوم التركي داخل الأراضي السورية، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، التي يقودها الأكراد، في بيان الجمعة، عن مقتل 22 من عناصرها يومي الأربعاء والخميس خلال الحملة التي تشنها تركيا وحلفاؤها من مقاتلي المعارضة السورية.
هذا وأعلنت السلطات التي يقودها الأكراد في شمال سوريا، الجمعة، أنه سيجري إخلاء مخيم يؤوي ما يتجاوز 7 آلاف من النازحين في شمال سوريا، بينما تجرى محادثات بشأن نقل مخيم آخر يضم 13 ألف شخص بينهم عائلات مقاتلي تنظيم داعش بعد تعرض المخيمين للقصف.
وأطلقت تركيا هجومها الجوي والبري بعد أيام من إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، سحب القوات الأميركية من المنطقة القريبة من الحدود المتاخمة للقوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة، ما مهد الطريق أمام الهجوم التركي الذي لاقى تنديداً دولياً وعربياً.
ويستهدف الهجوم العسكري التركي "وحدات حماية الشعب" الكردية المدعومة من الغرب في معركتها ضد تنظيم "داعش"، لكن تركيا تعتبر الوحدات "مجموعة إرهابية".
وتزعم أنقرة بأنها ستقيم منطقة آمنة، من أجل عودة ملايين اللاجئين الذين يقيمون حاليًا على الأراضي التركية، على أن تكون فيما بعد منطقة عازلة، في مواجهة مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية، التي تعتبرها تركيا التهديد الأمني الرئيس في سوريا، وتقول إنهم على صلة بمقاتلين يشنون عليها تمردًا في الداخل.
من جانبه، قال برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، الجمعة، إن العمليات العسكرية التركية في شمالي سوريا، أدت إلى نزوح نحو 70 ألف شخص من منطقتي تل أبيض ورأس العين، منذ بدأت الأربعاء.
ومساء الخميس10 أكتوبر، دفعت أنقرة بتعزيزات عسكرية، وحملت ناقلات جند عناصر من فصائل سورية موالية لتركيا إلى شمال شرقي سوريا.
وكانت أطراف دولية عدة وجهت انتقادات للهجمات التركية، محذرة من أنها قد تسبب أزمة إنسانية كبرى في المناطق الكردية شمال شرقي سوريا.
ومن جهة أخرى، قالت منظمة أطباء بلا حدود إنه تم إغلاق مستشفى في تل أبيض، بعد فرار العاملين فيه تحت وطأة القصف، بينما ذكرت الإدارة الكردية شمالي سوريا بأنها بدأت في إخلاء "مخيم مبروكة"، الذي يضم 7 آلاف نازح بعد قصفه من قبل تركيا.
وكانت أعمدة الدخان جراء القصف على منطقة تل أبيض شوهدت تتصاعد، صباح الجمعة، مع استمرار تركيا في عمليتها العسكرية ضد المقاتلين الأكراد، التي أدت إلى نزوح جماعي للمدنيين.
وفي وقت سابق، ذكرت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن عشرات الآلاف فروا من منازلهم منذ يوم الأربعاء.
وكانت الطائرات الحربية والمدفعية التركية قصفت لليوم الثالث أهدافا تابعة للمقاتلين الأكراد في هجوم أسفر عن مقتل المئات وأجبر عشرات الآلاف على الفرار.
ووفقا لوكالة رويترز، فقد قصفت طائرات حربية ومدفعية تركية صباح الجمعة مناطق حول بلدة رأس العين السورية، وهي واحدة من بلدتين حدوديتين يتركز فيها الهجوم.
وقال صحفي من "رويترز" في بلدة جيلان بينار على الجانب التركي من الحدود، إنه كان من الممكن سماع دوي طلقات النار داخل البلدة.
وأضاف أن قافلة تضم 20 مدرعة تقل مقاتلين من المعارضة السورية دخلت سوريا من جيلان بينار الجمعة.
وعلى بعد 120 كيلومترا غربا، قال شاهد إن مدافع الهاون التركية واصلت قصف بلدة تل أبيض السورية.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية أن العملية "مستمرة بنجاح كما هو مخطط لها"، مشيرة إلى "تحييد 342 إرهابيا"، في إشارة على ما يبدو إلى مقتلهم حسب الاستخدام الشائع للمصطلح.
وتعدّ أنقرة المقاتلين الأكراد "إرهابيين" وترغب بإبعادهم عن حدودها، وسبق أن نفّذت هجومين في سوريا: الأول ضد تنظيم داعش عام 2016 والثاني ضد الوحدات الكردية عام 2018.