ردًا علي العدوان التركي بسوريا... الكونجرس يناقش مشروع قانون لمعاقبة أردوغان

الجمعة 11/أكتوبر/2019 - 01:34 م
طباعة ردًا علي العدوان فاطمة عبدالغني
 
عقوبات تطال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونائبه ووزراء الدفاع والخارجية والطاقة والتجارة والمالية الأتراك، هي بعض ما سيبحثه مجلس الشيوخ الأمريكي خلال الأيام المقبلة.
وهي عقوبات نص عليها مشروع قانون تقدم به السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام والديمقراطي كريس فان هولن، ردًا على الغزو التركي لشمال شرق سوريا، وقالت النائبة الجمهورية، ليز تشيني، في بيان: "يجب أن يواجه الرئيس رجب طيب أردوغان ونظامه عواقب وخيمة، بسبب الهجوم بلا رحمة على حلفائنا الأكراد في شمال سوريا".
وشمل المشروع أيضًا من بين ما شمل تقديم تقرير عن ثروة أردوغان وعقوبات على أي جهة تقدم الدعم للجيش التركي وقطاع الطاقة وطالب بوقف الدعم العسكري الأمريكي وتطبيق قانون مكافحة أعداء أمريكا، على تركيا بعد شراءها لمنظومة "اس 400" الروسية.
وبحسب نص المشروع فإن العقوبات إلزامية ما لم تؤكد الإدارة الأمريكية أن تركيا لا تقوم بخطوات أحادية وانسحبت من سوريا، وقال غراهام إن مشروع القانون يأتي بعدما رفضت الإدارة التحرك ضد تركيا، وهو موقف بدا واضحًا من قبل الرئيس الأمريكي الذي لم يجد في اليوم الأول للعملية التركي في سوريا إلا مواصلة الدفاع عن قراره، فترامب الذي حذر أنقره من عقوبات ما لم يتصرف رئيسها بعقلانية استحضر العداء التاريخي بين تركيا والأكراد.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، قد ذكر في حسابه على تويتر، أمس الخميس 11 أكتوبر: "لقد هزمنا 100% خلافة داعش ولم يعد لدينا أي قوات في المنطقة التي تتعرض للهجوم من قبل تركيا، في سوريا. لقد قمنا بعملنا على أكمل وجه! الآن تهاجم تركيا الأكراد الذين يقاتلون بعضهم البعض منذ 200 عام".
وكشف ترامب، عن عدد من الخيارات، للتعامل مع الأزمة الحالية بعد إطلاق تركيا العملية العسكرية "نبع السلام"، في شمال سوريا، للقضاء على الأكراد حيث قال: "لدينا واحد من ثلاثة خيارات: إرسال الآلاف من القوات والانتصار عسكرياً، أو ضرب تركيا بشدة مالياً وفرض عقوبات، أو التوسط بين تركيا والأكراد!".
وهذا هو الوعيد الثاني خلال 24 ساعة، حيث هدد الرئيس الأمريكي تركيا، في وقت سابق الخميس، بمزيد من العقوبات الاقتصادية إذا لم تحترم "قواعد اللعبة" في سوريا، مشيراً إلى أن تركيا ستضرر مالياً بشدة إذا لم تلتزم بالقواعد.
وقال في تغريدة على تويتر إن "تركيا كانت تخطط منذ فترة طويلة لمهاجمة الأكراد. لكنهم كانوا يقاتلون منذ زمن".
وتابع: "ليس لدينا جنود أو عسكريون في أي مكان بالقرب من منطقة الهجوم. أحاول إنهاء الحروب التي لا نهاية لها". كما أكد أنه يحاول التحدث إلى الطرفين.
وترافق كلام ترامب مع موقف متطابق من وزير الخارجية مايك بومبيو الذي اعتبر أن لتركيا مخاوف أمنية مشروعة، ونفى مجددًا أن تكون واشنطن قد اعطت الضوء الأخضر لبدأ هذه العملية، لكن مستشارة للرئيس التركي قالت خلال مقابلة تليفزيونية إن الرئيسين توصلا مسبقًا لاتفاق بشأن الهجوم.
وبحسب المراقبون فإنه على الأرجح سينجح الكونجرس بأكثريته في إقرار عقوبات على تركيا أردوغان، ولكنها عقوبات ستبقى منوطة بمدى تجاوب ترامب معها، لكن الأهم ان تلك التطورات سجلت مفارقة غير مسبوقة بين كونجرس يطالب بفرض عقوبات على رئيس دولة عضو في حلف شمال الأطلسي وإدارة تتخلى عن حليف قاتل إلى جانبها وتتركه عرضة لهجوم ربما يكون بأسلحتها. 
من ناحية أخرى  قالت وزيرة الدولة الفرنسية للشؤون الأوروبية، اميلي دو مونشالين، إن مسألة فرض عقوبات أوروبية على تركيا إثر تدخلها في شمال سوريا "ستبحث في القمة الأوروبية الأسبوع القادم".
وردت المسؤولة على سؤال عن احتمال فرض عقوبات أوروبية على تركيا بقولها "بديهي أن هذا مطروح للبحث في القمة الأوروبية الأسبوع المقبل".

شارك