سيناريوهات العملية العسكرية التركية في الشمال السوري

الجمعة 11/أكتوبر/2019 - 02:16 م
طباعة سيناريوهات العملية أحمد سامي عبدالفتاح
 
بعد العملية العسكرية التي أعلنتها تركيا الأربعاء 9 أكتوبر 2019؛ بهدف السيطرة على الشريط الحدودي مع سوريا، والواقع تحت سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية التي تصنفها أنقرة إرهابية، أصبح هناك العديد من السيناريوهات التي تتعلق بمستقبل تلك العملية التي أطلق عليها اسم «نبع السلام»؛ حيث تهدف لإقامة منطقة آمنة للاجئين السوريين، وهزيمة تنظيم داعش الإرهابي، ودفع التنظيمات المسلحة الكردية للتراجع 32 كيلومترًا بحد أقصى عن الشريط الحدودي.

موقف القوى الدولية من العملية العسكرية اتسم بالتضارب الشديد، فبينما رفض عدد من الدول التدخل التركي بشكل صريح مثل فرنسا وألمانيا وإنجلترا، دعمت دول آخر العملية، مثل قطر صديق أنقرة المقرب، وعلى صعيد آخر، أبدت دول أخرى، مثل الهند، قلقها العميق من العملية، وطالبت تركيا بتوخي الحذر، وعدم استهداف المدنيين.

موقف الولايات المتحدة اتسم بالضبابية الشديدة التي نبعت من تضارب المواقف بين وزارة الدفاع الأمريكية من جهة والبيت الأبيض من جهة أخرى، فبينما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سحب قواته مما وصفه الحروب العبثية في المنطقة، أكد البنتاجون أن قوات بلاده قد انسحبت من موقع العمليات العسكرية التركية فقط، لكنها باقية في سوريا.

على صعيد متصل، اتسم موقف الجامعة العربية بالرفض الواضح لهذه العملية، كما دعت الجامعة لجلسة طارئة السبت 12 أكتوبر 2019 من أجل مناقشة الأمر، وإمكانية فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية على تركيا، لكن هذا الأمر مستبعد بسبب آلية الإجماع التي يتم اتخاذ القرارات بها داخل الجامعة، والتي من المرجح أن تعطل أية قرارات عقابية ضد تركيا؛ بسبب دعم الموقف القطري للأتراك.

وفي ضوء تضارب الموقف الدولي حول العملية، يثار عدد من التساؤلات حول مستقبل العملية العسكرية، وما إذا كانت سوف تنجح في تحقيق أهدافها، أم أن يتمكن الأكراد من إطالة أمد الحرب من أجل فرض واقع جديد، وعلى أمل أن يتغير موقف القوى الدولية؛ خاصة الولايات المتحدة.

من جانبه، أكد الباحث في العلاقات الدولية طارق فهمي، أن العملية العسكرية التركية تتم في مشهد بالغ التعقيد، كما أكد أن كلا من روسيا والولايات المتحدة بإمكانهما ضبط السلوك التركي، لافتا إلى أن مستقبل العملية العسكرية التركية يدور حول عدد من السيناريوهات، على النحو التالي:

- استمرار المعارك العسكرية: وفيه توقع الباحث أن تقوم تركيا بإنشاء منطقة آمنة للاجئين على أن تتبعها بأخرى تسمى منطقة عازلة؛ بهدف إبعاد المسلحين الأكراد عن حدودها لأكبر مسافة ممكنة، ولكن هذا الأمر يستغرق الكثير من الوقت، وربما تجد أنقرة نفسها في حاجة للمساعدة من قوى دولية أخرى، خاصة أن نقل اللاجئين من الداخل التركي إلى المنطقة الجديدة يستغرق وقتًا طويلًا، وفي حاجة لتكاليف مالية ضخمة.

- استنزاف القوات التركية: وفيه رجح الباحث أن يتحول الأمر إلى معارك دامية بين الطرفين خلال اليومين المقبلين، على أن تفشل تركيا في تحقيق أي نصر حقيقي على الأرض، الأمر الذي قد يدفعها لتبني تغيير جديد في استراتيجيتها العسكرية، ويعد هذا أمرًا واردًا خاصة بعد أن تلقت وحدات حماية الشعب الكردية تدريبًا مكثفًا من الولايات المتحدة، وزودتها بأسلحة متطورة خلال قتال «داعش»، الأمر الذي يرجح من قدرة وحدات الشعب على الصمود.

- تدخل القوات الأمريكية على خط الأزمة: قال الباحث إن الموقف الأمريكي الحالي يصب في صالح تركيا، على اعتبار أنها عضو في الناتو، وتجمعها بالولايات المتحدة العديد من المنافع الاقتصادية والعسكرية.

وأكد الباحث أن دعم الولايات المتحدة للأكراد في الوقت الحالي أمر مستبعد، لكنه قد يتغير مع مرور الوقت، وفقًا لمتغيرات الواقع؛ خاصة أن الرئيس ترامب قد هدد تركيا بفرض عقوبات قاسية في حالة تجاوزها للخطوط.

شارك