الجيش الليبي يتصدي لإرهاب تركيا بانتصار جديد في طرابلس
الجمعة 11/أكتوبر/2019 - 02:28 م
طباعة
أميرة الشريف
يواصل الجيش الوطني الليبي للشهر السادس على التوالي معركته لتطهير العاصمة الليبية طرابلس، حيث يقوم بمجموعة من العمليات العسكرية لتحرير المدينة من المليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية المسيطرة عليها منذ سنوات.
وكثف الجيش الوطني الليبي خلال الأيام الماضية من ضرباته الجوية مستهدفا تمركزات القوات الموالية لحكومة الوفاق مع تقدمه في عدة محاور تزامن مع تأكيدات على قرب حسم المعارك.وأكد المتحدث باسم القيادة العامة للجيش الليبي اللواء أحمد المسماري، أن حسم معركة طرابلس، بات قريبًا، مشيرًا إلى أن قوات الجيش تحقق تقدمًا في كل محاور القتال.
وقال المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، إن جماعة الإخوان، طالما عملت على تحقيق مصلحتها على حساب الوطن.
وأوضح في مؤتمر صحفي الأربعاء 9 أكتوبر، أن مصلحة الإخوان التي خططوا لها تضمنت محاربة إنشاء جيش وطني وشرطة مدنية، ومحاربة الديمقراطية وما يؤدي منها إلى انتخابات فى البلاد، فمنذ عام 2011 تستهدف الجماعة السيطرة على الحكم وأنشأت قوى موازية وقوات شرطية موازية، وبدأت فى مواجهة الشعب الليبي.
وأضاف: "الجماعة استخدمت جميع الوسائل والأساليب لإنجاح هذه الخطة، بما في ذلك الاغتيالات، وكان هناك مشروع لقتل الدولة الليبية من الداخل وتجنيد الإرهابيين من كل بقاع الأرض لإنجاح هذا المشروع وأصبحت ليبيا مسرحًا للإرهاب بدعم من قطر وتركيا."
وقال: "لن نسمح أبدًا بالعبث بأمن الدولة الليبية والمواطن، وهناك أعمال إرهابية يستفيد منها الإرهابيون، ونحن الآن لدينا تخوفات من نقل إرهابيين ومجرمين إلى ليبيا".
وطالب المسماري المجتمع الدولي، بتحمل مسؤوليته تجاه هذا الأمر، مؤكدًا أن ليبيا لن تكون مرتعًا للإرهابيين.
وتحتضن تركيا وقطر أهم رؤوس الإرهاب في ليبيا الذين يرتبطون معها بعلاقات كبيرة، وأبرز المطلوبين من قبل القضاء الليبي بتهم التورط في جرائم عنف وإرهاب والإضرار بالأمن القومي الداخلي، الإرهابي السابق في تنظيم القاعدة عبد الحكيم بلحاج، كما تؤوي عددا من قيادات الصف الأول لجماعة الإخوان المسلمين الذين كانت لهم أدوار مشبوهة في قيادة الفوضى بليبيا منذ العام 2011، على غرار علي الصلابي، إلى جانب عناصر من مجلس شورى بنغازي المصنف تنظيما إرهابيا.
واستهدفت مقاتلات سلاح الجو الليبي قوات حكومة الوفاق بمقر اللواء الرابع في العزيزية ومناطق أخرى، وقالت غرفة عمليات الكرامة على صفحتها بموقع "فيسبوك": إن ضربات سلاح الجو مستمرة في العزيزية ومحيط غريان، مع استمرار تراجع الميليشيات.وتعد قرية العزيزية الواقعة على بعد 45 كم جنوب العاصمة طرابلس استراتيجية، كونها حلقة الوصل بين الشمال والجنوب ومدن غرب ليبيا وخصوصًا غريان.
وذكرت تقارير إعلامية، أن صفوف المليشيات القادمة من مصراتة تكبدت خسائر فادحة،وقال مصدر صحي بمدينة مصراته، إن المعارك التي شهدتها المدينة الأربعاء، أسفرت عن مقتل أكثر من 20 شخصًا وإصابة 83.
ونجح الجيش الوطني الليبي في السيطرة على الأجواء ومحاصرة عناصر قوات حكومة الوفاق في ضواحي العاصمة طرابلس.
ومازال الدور التركي يلقي بظلاله على الساحة الليبية،حيث حذر الناطق باسم الجيش الوطني اللواء أحمد المسماري، من إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد يعمل على إرسال الإرهابيين المتواجدين في سوريا إلى ليبيا عبر موانئ ومطارات طرابلس ومصراتة وزوارة.مؤكدا أن ذلك يشكل خطرا كبيرا على مستقبل البلاد.
وأدانت الحكومة الليبية المؤقتة الهجوم التركي على الأراضي السورية معتبرة أن الهجوم يهدف لفتح ممر آمن للإرهابيين المحاصرين هناك تمهيدا لاستجلابهم إلى ليبيا.وأكدت الحكومة المؤقتة في بيان لها "أن هذا الهجوم الهدف من ورائه الضغط على القوات السورية لفتح ممر آمن للإرهابيين المحاصرين هناك تمهيدا لاستجلابهم إلى ليبيا".
واعتبرت أن هذا الهجوم يؤكد للعالم مجددا التدخل السافر لتركيا في الشؤون الداخلية لليبيا ودعمها للجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة والخارجين عن القانون عبر الطائرات المسيرة والدعم العسكري في انتهاك صارخ لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وهو ما جعلها تقدم على مثل هذه الفعلة مع سوريا، دون أي حسيب أو رقيب".
وتعتبر تركيا أبرز الداعمين للمليشيات المسلحة في طرابلس ومنذ بدء المعارك في أبريل الماضي تدفقت شحنات السلاح التركي الى ليبيا رغم الحظر الدولي.وتحدثت تقارير ليبية وعربية عن مخطط تركي لنقل العناصر الارهابية من سوريا الى ليبيا،وأكدت خلال الأشهر القليلة الماضية؛ أنّ "السلطات التركية كثفت من عمليات تجميع العناصر الإرهابية الفارة من المعارك في سوريا، خاصة أفراد تنظيم "جبهة النصرة"؛ حيث شرعت في نقلهم جواً إلى الأراضي الليبية لدعم الميليشيات المسلحة المنتشرة في العاصمة طرابلس".
وفي محاولة للتغطية على تحركاتها العسكرية في ليبيا، تحاول تركيا الايهام بدعمها للحل السياسي خاصة في ظل الحديث عن استبعادها من المؤتمر المزمع عقده في برلين حول الأزمة الليبية.
ودفع ذلك بأنقرة الى محاولة استمالة بعض الدول وعلى رأسها الجزائر التي تعتبر احدى أبرز دول الجوار الليبي.
وتصدّر الملف الليبي المحادثات التركية الجزائرية خلال زيارة أداها الوزير التركي مولود جاويش أوغلو للجزائر،حيث التقى مع نظيره الجزائري، صبري بوقادوم،وأكد أوغلو اصرار تركيا على تشريك الجزائر في الاجتماعات الدولية،مؤكدا على أن الجزائر تأثرت كثيرا بالتطورات الحاصلة في الدولة المجاورة لها ليبيا ووصفها باللاعب الهام في هذه الأزمة العربية.
وقال وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم، إنه قد "لمس دعما وتأييدا من الطرف التركي لمواقف الجزائر في جوارها الإقليمي، وبالأخص الحل السياسي وليس العسكري للأزمة في ليبيا".وأكد الوزير الجزائري أنه قد شرح لأوغلو موقف الجزائر من الوضع الراهن في دول الجوار، وبالأخص في ليبيا ومالي.
وتواصل تركيا إمداد الجماعات الإرهابية بآلاف الإرهابيين عبر مطاراتها وشركاتها الخاصة للطيران التى يقوم عليها قيادات إرهابية عبر تركيا إلى الأراضى الليبية للقتال ضمن صفوف حكومة الوفاق والتى تقود معركة ضد الجيش الليبى، وعلى رأسهم خالد الشريف وسامى الساعدى، وزياد بلعم، ومجموعات آخرى.
وظهر بداية الدعم التركي الأسود لإرهابي طرابلس، في سبتمبر 2015، حينما ضبطت اليونان سفينة تركية محملة بالأسلحة كانت متجهة إلى ليبيا، وفي يناير 2018، تم ضبط سفينة تركية محملة بالمتفجرات كانت متجهة لميليشيات طرابلس، وديسمبر 2018، ضبطت سفينة تحمل أسلحة تركية مهربة كانت في طريقها لميناء الخمس الليبي.
جدير بالذكر أن رعاة الإرهاب قطر وتركيا لم يكتف بتمويل ميليشيا طرابلس بالسلاح والمال فقط بل أمدتهم بالإرهابيين والمرتزقة من كافة بقاع البؤر المضطربة فى الوطن العربى وخارجه، معتمدة على انتهاء مهامهم التخريبية فى هذه البؤر، ليكونوا أدوات جديدة تمد العنصر البشرى للمليشيا بالرجال كلما تساقطت أعدادهم على أيدى الجيش الوطنى الليبى.
ويقوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمساعي طائلة لإمداد الجماعات الإرهابية فى ليبيا بكافة الوسائل حتي يعطل مسيرة الجيش الوطنى الليبى القتالية، إذ فتح الباب أمام إدخال شحنات من أجهزة التشويش على سلاح الجو الليبى، بالتعاون مع حكومة فايز السراج، لتدريب مجموعات من الميليشيا الإرهابية على الأسلحة الحديثة.