تقرير أمريكي يرصد محطات التمكين لإخوان ليبيا.. وسياسي: الجماعة خطر على المنطقة
السبت 12/أكتوبر/2019 - 09:39 ص
طباعة
سارة رشاد
أصدر «مشروع مكافحة التطرف» (كيان أمريكي غير هادف للربح) تقريرًا حديثًا في 14 صفحة، عن ما اعتبره دورًا تخريبيًّا لجماعة الإخوان في دول الشرق الأوسط.
ومن مصر حيث التأسيس إلى الكويت والأردن وتركيا وغيرهم من الدول التي يوجد فيها الإخوان، رصد التقرير أشكال الحضور الإخواني وتأثيره على سياسات الدول.
ليبيا كانت أحد أبرز هذه الدول التي رصد التقرير بالتفصيل تجربة الإخوان فيها، بداية من كيفية وصول الفكر الإخواني إليها وحتى الانقسام السياسي الراهن الذي قال إن الإخوان سبب أساسي فيه.
ويستهل التقرير قراءته لتجربة الإخوان في ليبيا بتعمدهم اللعب على المتناقضات، والحفاظ على العلاقات مع كل الأطراف حتى المتناحرة فيما بينها.
وتطرق إلى تأسيس حزب العدالة والبناء، ممثل الإخوان في ليبيا على يد القيادي الإخواني محمد صوان، مشيرًا إلى أن هذا الحزب اعتمدت عليه الجماعة في إعادة المؤتمر الوطني المنتهية ولايته، ما عوق عمل البرلمان الليبي المنتخب، والحكومة المنبثقة منه.
وبحسب التقرير فالمؤتمر الوطني العام العائد بفعل الإخوان تحالف مع ما يُعرف بـ«فجر ليبيا»، لتكون مهمته الدفاع عن وجود سياسي لجماعات وأطراف مرتبطة بالإخوان.
وحمل التقرير مسؤولية وجود برلمانين في ليبيا وحكومتين للجماعة، إذ قال إنه في سبتمبر 2014، سيطر تحالف فجر ليبيا المدعوم إخوانيًا على العاصمة الليبية طرابلس، وأنشأ المؤتمر الوطني العام هناك كيانًا خاصًا به يعرف بحكومة الإنقاذ، بينما انتقل البرلمان المنتخب إلى طبرق، وأنشأ الحكومة الليبية المؤقتة؛ ما أدى لوجود برلمانيين وحكومتين.
فيما عدد التقرير الميليشيات المتحالفة مع الإخوان أو تلك التي ساهمت الجماعة في تأسيسها عقب 2011 في ثلاث كيانات، هم: لواء شهداء 17 فبراير، وميليشيات مصراتة، وغرفة عمليات ثوار ليبيا.
وينسب التقرير لهذه الميليشيات أعمالًا تخريبية، منها قوله بأنها متورطة في تهديد المجتمع الدولي عبر ممارستها لأعمال عنف ضد حكومة معترف بها دوليًّا.
ويضيف أنه في 16 نوفمبر 2013 أطلقت ميليشيا مصراتة المدعومة من الإخوان النار على مجموعة من المتظاهرين في طرابلس (غرغور)؛ ما أسفر عن مقتل 37 شخصًا وجرح أكثر من 400.
ويتابع «طيلة سنة 2014 شاركت ميليشيات الإخوان مثل لواء 17 فبراير ضد قوات الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر في بنغازي»، مضيفًا «يونيو 2014، انتحاري من فجر ليبيا فجّر سيارة جيب مفخخة خارج منزل اللواء خليفة حفتر في منطقة الأبيار كمحاولة اغتيال لكنه نجا منها، وقُتل فيها أربعة من مرافقيه».
وأحدث التقرير صدى إيجابيًّا في الوسط الليبي، إذ اعتبر خطوة نحو تعرية الدور الإخواني في ليبيا منذ 17 فبراير.
ويشيد رئيس لجنة الأمن القومي بالمؤتمر الوطني السابق المعارض للإخوان عبد المنعم اليسير، بالتقرير، مرجعًا عملية تمكين الجماعة في ليبيا إلى 2005.
ويقول قد تمكن الإخوان من اختراق الدولة الليبية عن طريق سيف القذافي منذ 2005، بعدما فشل تنظيمهم السري الإرهابي من الإطاحة بالنظام في التسعينيات، تبنوا أسلوب السلم والمهادنة».
ويضيف «وعندما أتى الربيع العربي، وجدوا في ذلك الفرصة الثمينة؛ للإطاحة بالأنظمة العربية التي تأثرت به في ذلك الوقت كمرحلة أولى تليها باقي دول المنطقة»، مؤكدًا أنهم استغلوا ضعف القوة السياسية الوطنية، وتدمير مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية؛ للسيطرة على الواقع السياسي.
ويتابع: أن الجماعة كانت تتعمد تعطيل تشكيل الأجهزة الأمنية في ليبيا مقابل تقوية شوكة الميليشيات لإبقاء سطوتها على المؤسسات.
ويتوقع اليسير، بقاء خطر الإخوان رغم انهيار الجماعة في مصر، قائلًا: «رغم الخسائر الفادحة التي تكبدوها، مازال الإخوان يشكلون أكبر خطر استراتيجي على المنطقة بأكملها في وجود دول داعمة لهم وقنوات إعلامية مضللة للمواطن العربي».