موزمبيق في مرمى بوكوحرام.. أرض مهيأة للفوضى ومناخ ملائم للإرهاب
السبت 12/أكتوبر/2019 - 09:40 ص
طباعة
آية عز
تحاول «بوكوحرام» الاستحواذ على أكبر مساحة ممكنة في موزمبيق، من خلال استهدافها بأكثر من هجوم إرهابي على مدار الأسبوعين الماضيين، وكانت آخر تلك العمليات التي نفذتها الحركة الإرهابية يوم الثلاثاء 1 أكتوبر 2019، في العاصمة «مابوتو»؛ ما أسفر عن مقتل 12 مدنيًّا، وفقًا لما جاء في صحيفة «الصومال الجديد» و«مرصد الأزهر».
وكان قد صدر تقرير مؤخرًا عن المجلة الأمريكية «فورين بولسي»، حول نشوء علاقة وثيقة بين بوكوحرام، وأكثر من جماعة إرهابية في موزمبيق، لعل أبرزها ما تُعرف بـ«جماعة أهل السنة والجماعة».
وتقول المجلة في تقريرها: إن موزمبيق بها العديد من الجماعات المتطرفة مجهولة الزعيم والاسم، ولا يُعرف انتماؤها قاعدي أم داعشي؛ إذ تستخدم وسائل الإعلام المحلية والدولية، أسماء عدة للإشارة إلى التنظيم ذاته في موزمبيق.
أرض الياقوت والنفط
وتعد مقاطعة «كابو دلغادو»، المركز الاقتصادي الأضخم في موزمبيق؛ حيث توجد في هذه المقاطعة حقول النفط والغاز الكبيرة، وتديرها شركتا «أناداركو» الأمريكية و«إيني» الإيطالية، وهو ما يراه الإرهابيون تدخلًا أجنبيًّا في حق بلادهم؛ لذلك يستهدفون معدات وعمال الشركتين، بعمليات إرهابية من حين إلى آخر.
وقد حظيت المقاطعة باستثمارات كبيرة في البنية التحتية؛ بهدف دعم إنتاج النفط والغاز، إلا أن الموزمبيقيين يشتكون من البطالة، وأغلب العمال الذين يبنون الطرق والجسور، هم من زيمبابوي بالتحديد، وهو ما شجع المتطرفين في موزمبيق على المتاجرة بقضية البطالة والعمالة الأجنبية في البلاد، و ساعدهم على تجنيد العديد من الشباب العاطل في صفوفهم.
ويسعى إرهابيو موزمبيق، تحديدًا ما تعرف بـ «جماعة أنصار السنة» الإرهابية، إلى السيطرة على صناعة تعدين الجواهر في المقاطعة الاستثمارية، فمن المعروف أن موزمبيق بها أكبر رواسب للياقوت الأزرق الوردي في العالم، وتمتلك شركة «جيم فيلدز» البريطانية امتيازًا في هذا البلد الذي يحظى بـ 40% من الصادرات العالمية من الياقوت.
مناخ ملائم للارهاب
ومن جانبه، قال محمد عز الدين، الباحث المتخصص في الشؤون الإفريقية: إن الفترة الأخيرة نفذت بوكوحرام، ما يقرب من 6 عمليات إرهابية في موزمبيق، وهذا الأمر يشير إلى أن هناك تمدد خطير من قبل الجماعة يؤكد رغبتها في التوسع، خاصةً بعد أن نجحت في بسط سيطرتها على بعض المناطق في ثلاث دول إفريقية وهما تشاد والنيجر والكاميرون.
وأكد عز الدين في تصريحات خاصة لـه، أن بوكوحرام تستغل في الوقت الحالي الأوضاع الاقتصادية السيئة في موزمبيق وتردي الأوضاع الأمنية واستغلال الشركات الأجنبية ثروات البلد، وتعمل على جذب المواطنين لها، بزعم مواجهة تلك الشركات؛ لأنهم مستثمرون أجانب.
وأشار الباحث المتخصص في الشؤون الإفريقية، إلى أن بوكوحرام بدأت تستخدم في القوت الحالي استراتيجية جديدة تجاه المواطنين في موزمبيق؛ إذ أصبحت تتجه إلى النساء والأطفال وتقوم بتقطيع آذانهم لإجبار أزواجهم وآبائهم على القتال في صفوفهم، وذلك الأمر يحدث في حالة رفض الرجال القتال معهم.