فاشية الصوت الواحد.. أردوغان يخطط لتصفية «العدالة والتنمية» من معارضيه
السبت 12/أكتوبر/2019 - 09:46 ص
طباعة
أسماء البتاكوشي
يعيش رجب طيب أردوغان حالة من الهلع، للأزمة الداخلية التي يمر بها الحزب الحاكم في تركيا «العدالة والتنمية»؛ ما يجعل الرئيس التركي قد يلجأ إلى تصفية حزبه وإنشاء آخر جديد يضم مؤيديه فقط بعيدًا عن الخلافات.
ونقلًا عن صحيفة زمان التركية المعارضة: إن الكاتب الصحفي التركي فايسي دوندار، زعم أن أردوغان سيُصفِّي «العدالة والتنمية»؛ من أجل الخروج من المشاكل التي وقع فيها، وبعد ذلك يؤسس حزبًا جديدًا، مُشيرًا إلى أن توجهه سيكون نحو التيار القومي بنسبة كبيرة.
ويأتي ذلك وسط تفاقم الأزمات الداخلية لـ«الحزب الحاكم»، التي يعاني منها في الوقت الراهن، خاصة مع الوضع الحالي الذي يشهده الحزب من انشقاقات واستقالات تعصف به، اعتراضًا على سياسات الرئيس التركي.
وحتى الآن وصل عدد المستقيلين من العدالة والتنمية ما يقرب من مليون شخص خلال 2019، للسياسة التي اتبعها أردوغان، خاصة خلال الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد في الوقت الحالي.
إضافة إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية، وخسارة الحزب نسبة كبيرة من الأصوات في البلديات الكبرى الأهم، أبرزها العاصمة أنقرة، وإسطنبول، وأضنة، وإزمير.
استقالات بالجملة
وما عقد الأمور استقالة وزير الاقتصاد الأسبق علي باباجان، موجهًا انتقادات حادة للحزب، أبرزها الخروج عن مسار القيم التي أسس عليها، ومن بعده استقالة رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو الذي هدد بفتح دفاتر قديمة تدين أردوغان وحزبه، متعلقة بتوظيف الإرهاب.
وبالتزامن مع استقالة الوزيرين، تقدَّم عدد كبير من القيادات البارزة في الحزب أيضًا باستقالتهم، مثل بشير أتالاي نائب رئيس وزراء تركيا الأسبق.
وقال الكاتب الصحفي فايسي دوندار: إن داود أوغلو وعلي باباجان يسعيان إلى تأسيس أحزاب جديدة تضم المستقلين من حزب أردوغان.
كما زعم دوندار أن أردوغان سيتجه في الفترة القادمة، إلى تصفية حزبه؛ من أجل الهروب من كل هذه الأزمات التي باتت تلاحقه، وسيؤسس حزبًا جديدًا يميل إلى التيار القومي بشكل كبير.
وأشار دوندار إلى أن أبرز الأسماء التي ستكون في الحزب الجديد وزير الداخلية الحالي سليمان صويلو، وفؤاد أوكتاي مستشار أردوغان، ومحمد أغار وزير الداخلية الأسبق المنحدر من التيار القومي.
وفي هذا السياق قالت صحيفة «دير ستاندرد» النمساوية: إن الحزب ينتهي سياسيًّا بشكل تدريجي.
وقالت الصحيفة: إن الحزب الحاكم ينتهي سياسيًّا بشكل تدريجي، خاصة مع انشقاق رموزه البارزين، مضيفة: الانتخابات الرئاسية ستجرى في عام 2023، وحتى هذا التاريخ يمكن أن يحدث الكثير والكثير في السياسة التركية سريعة الحركة.
سلسلة انتكاسات
وفي تصريح لـه علق الباحث في الشأن التركي كرم سعيد: إن أردوغان يعاني من سلسلة انتكاسات هذا العام، على رأسها الركود الاقتصادي؛ ما تسبب في تآكل التأييد للحزب الحاكم وهزيمة مرشحيه في الانتخابات البلدية في أنقرة وإسطنبول.
وتابع «سعيد» إن العدالة والتنمية يعتمد على تحالفه مع القوميين؛ من أجل الوصول إلى البرلمانية المطلوبة؛ ما جعل موقفه ضعيفًا أمام خسارة الأصوات، حتى أقل عدد منها، لصالح الحزبين اللذين سيؤسسهما باباجان وداوود أوغلو.
وأضاف الباحث في الشأن التركي إن محاولات أردوغان؛ من أجل السيطرة على الوضع داخل الحزب لم تعد مجدية، واستراتيجيته التي يتبعها لم تعد فعالة، فضلًا عن تزايد السخط في قواعد الحزب من الدائرة الضيقة المحيطة بأردوغان؛ ما يجعله يلجأ إلى إنشاء حزب جديد يضم مؤيديه فقط.
ولفت إلى أن الرئيس التركي شن هجومًا عنيفًا على القيادات المنشقة من الحزب في يوليو الماضي، واصفًا إياهم بالخونة.
كما ترى الكاتبة في صحيفة فايننشال تايمز «لورا باتيل» أن الرئيس التركي اتخذ منهجًا توافقيًّا، خاصة بعد الخسائر التي مني بها في الانتخابات الأخيرة.