أردوغان في خدمة الإرهاب.. عشرات الدواعش يهربون من سجون «قسد»
السبت 12/أكتوبر/2019 - 09:48 ص
طباعة
محمد عبد الغفار
تنفس العالم الصعداء بعد أن أعلنت قوات سوريا الديمقراطية «قسد» في مؤتمر صحفي، مارس 2019، التخلص من قوات داعش، والانتصار في معركة الباغوز وتحرير آخر معاقله الجغرافية بالتعاون مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، بعد خمس سنوات من القتال ضد التنظيم الإرهابي.
وابتهج العالم بهذا النصر إلا دولًا محددة حول العالم، مثل تركيا وقطر، وكلتاهما أسهمت في تسليح تنظيم داعش الإرهابي، وقدمت له الخدمات اللوجيستية والمالية اللازمة، عبر فتح تركيا لحدودها البرية بصورة كاملة أمام دخول وخروج إرهابي التنظيم.
تركيا في خدمة داعش
لم يقف النظام التركي برئاسة رجب طيب أردوغان مكتوف الأيدي أمام هذه التطورات، والتي تنهي أحلامه في توسيع رقعته الجغرافية على حساب الشمال السوري، كنواة لتحقيق حلم الإمبراطورية العثمانية التي يسعى أردوغان إلى إحيائها مرة أخرى.
وكان أول تحرك لتركيا عبر ما أسماه عملية «نبع السلام»، والتي بدأت بقصف مدفعي وجوي للجيش التركي وأعقبه هجوم بري، الأربعاء 9 أكتوبر 2019، متخذة من التواجد الكردي في هذه المنطقة مبررًا لهجومها العسكري.
وظهرت أولى ثمار هذا الهجوم؛ حيث أعلن مسؤول إعلامي تابع لقوات سوريا الديمقراطية، الجمعة 11 أكتوبر 2019، عن هروب 5 من أعضاء تنظيم داعش الإرهابي من سجن في مدينة القامشلي، الواقعة في شمال شرق سوريا، بعد أن قامت القوات الجوية التركية بقصف مواقع قريبة منه.
وفي سياق متصل، أكد المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي، الجمعة 11 أكتوبر 2019، أن العشرات من سكان مخيم الهول مترامي الأطراق والواقع في شمال شرقي سوريا، والذي يؤوي آلاف الأسر التابعة لتنظيم داعش الإرهابي هاجموا بوابات الخروج.
وهدف هؤلاء إلى تهريب أكثر من 70 ألف امرأة وطفل، وأكد المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية أن أجهزة الأمن احتوت محاولة الهروب، ولكنه وصف الوضع في المخيم بـ«الحرج».
وعرضت وسائل إعلام محلية مقطع فيديو يظهر أفراد الأمن داخل المخيم وهم يطاردون النساء، ممن حاولوا الهروب عبر الطريق الرئيسي الذي يمر بوسط المخيم.
وعلى الرغم من نجاح القوات في إحباط هذه المحاولة للهروب، فإن هناك محاولات أخرى قد نجحت، حيث صرح الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي عبد حامد المهباش، الخميس 10 أكتوبر 2019، أن تركيا سهلت هروب آلاف العناصر الإرهابية المنتمية إلى تنظيم داعش في شمالي سوريا، بعد أن استهدفت السجن الذي يقبعون به بقصف جوي ومدفعي.
وأضاف الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي أن الهجوم التركي أحدث ثغرة داخل السجن، مما مكن آلاف الدواعش من الهروب خارجه، وجميعهم من جنسيات مختلفة تصل إلى نحو 60 جنسية.
يذكر أن قوات سوريا الديمقراطية تحرس منشآت سجون تضم نحو 11 ألف إرهابي من تنظيم داعش الإرهابي، تتوزع جنسياتهم وفقًا للآتي، 9 آلاف سوري وعراقي، وألفين من 50 دولة أخرى لم تقبل حكوماتهم إعادتهم مرة أخرى إلى بلادهم.
ليست الأولى
شن الجيش التركي عمليتين عسكريتين سابقتين في الشمال السوري، وهما «غصن الزيتون» و«درع الفرات»، ولم يستفد أحد منهما سوى تنظيم داعش الإرهابي، حيث ساهمت العمليتين في تحويل وجهة قوات سوريا الديمقراطية تجاه مواجهة القوات التركية بدلًا من محاربة داعش.
وعبر عملية درع الفرات العسكرية في شمال سوريا، 24 أغسطس 2016، نجحت جماعات مسلحة مدعومة بالطيران والمدفعية التركية من السيطرة على بلدة جرابلس الحدودية، حيث رأى النظام التركي أن وجود إرهابيين على حدوده أمر أقل خطرًا من وجود القوات الكردية.
وفي العملية الثانية المعروفة باسم غصن الزيتون، 20 ينايير 2018، وبعد أن تدخل الجيش التركي جويًا وبريًا في منطقة عفرين بشمال غرب سوريا، بهدف إنشاء منطقة آمنة، ولكنها رغم ذلك تركت المنطقة لسيطرة مجموعات إرهابية مسلحة تابعة لها بعد نجاحها في إبعاد قوات سوريا الديمقراطية.
ويرى ثيودور كاراسيك، مستشار مركز سياسات الخليج في واشنطن، أن هناك قلقًا كبيرًا من أن تكون تركيا ساعدت في إنشاء حساب مالي كبير لداعش منذ فترة، وبعض مقاتليه ذهبوا إلى العراق وسوريا، وهناك العديد من الجيوب، ويمكن استغلال الخدمات التي يقدمها له النظام التركي.
ويضيف مستشار مركز سياسات الخليج في واشنطن أن تركيا تهدف إلى تهريب النفط والبضائع من داخل سوريا، وهو الأمر الذي لم ينجح التحالف الدولي في منعه، حيث رأي أنه من الخطر أن يتم تعقب تلك القوافل وضربها بعد أن دخلت الأراضي التركية، وترددت الولايات المتحدة الأمريكية في تعقبهم.