صوفان جروب: «نبع السلام» ستؤدي لعودة «داعش» واشتعال التوترات الطائفية بسوريا
السبت 12/أكتوبر/2019 - 09:49 ص
طباعة
أحمد سلطان
قالت مؤسسة صوفان جروب المعنية بالتحليلات الاستخبارية وشؤون الأمن الدولي: إن خصوم الولايات المتحدة الأمريكية وعلى رأسهم تنظيم داعش الإرهابي سيكونون أكثر المستفيدين من العملية العسكرية التي أطلقها الجيش التركي داخل مناطق سيطرة القوات الكردية في شمال سوريا.
وأضافت صوفان جروب في تحليل جديد أصدرته عقب إطلاق الجيش التركي وعدد من الفصائل السورية المسلحة الموالية له عملية نبع السلام ضد معاقل القوات الكردية في شمال سوريا، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن فجأة سحب القوات الأمريكية من سوريا، مشيرةً إلى أن هذه القوات كانت جزءًا لا يتجزأ من القوات الكردية المسؤولة عن تأمين المناطق الحدودية، وحرب تنظيم داعش.
وأوضحت المؤسسة المعنية بشؤون الاستخبارات والأمن الدولي أن القوات الكردية المعروفة بقوات سوريا الديمقراطية (قسد) تحملت العبء الأكبر في قتال تنظيم داعش خلال السنوات الماضية، وتكبدت خسائر تصل إلى 11 ألف مقاتل خلال معارك استعادة السيطرة على «معاقل داعش».
وأكدت صوفان جروب أن الولايات المتحدة عملت -خلال السنوات الماضية- على تدريب وتسليح قوات سوريا الديمقراطية، لافتةً إلى أن العملية العسكرية التركية أدت لتوقف العمليات الكردية ضد فلول تنظيم داعش في الشمال السوري.
وذكرت صوفان جروب أن الجمهوريين داخل الكونجرس الأمريكي -وعلى رأسهم السيناتور ليندسي جراهام- وجهوا نقدًا لاذعًا لإدارة الرئيس دونالد ترامب؛ بسبب قرار سحب القوات الأمريكية الذي تلاه مباشرةً بدء عملية نبع السلام التركية.
وألمحت المؤسسة إلى أن الولايات المتحدة وتركيا لم يتفقا مطلقًا على استراتيجية حرب تنظيم داعش، التي تبنتها الدولة الأولى، واعتمدت بشكل أساسي على تدريب وتسليح المقاتلين الأكراد للتصدي لتنظيم داعش، مضيفةً أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اعتبر في أكثر من مناسبة أن الوجود العسكري الكردي داخل الشمال السوري يشكل تهديدًا مباشرًا لأمن بلاده.
وأشارت صوفان جروب إلى أن الوجود العسكري الأمريكي في الشمال السوري برفقة القوات الكردية، ساهم في منع إطلاق العملية العسكرية التركية لفترة طويلة، رغم قلة عدد القوات الأمريكية التي كانت هناك، مردفةً أن تركيا لم تضيع وقتًا عقب إعلان «ترامب» سحب قواته بلاده، وأطلقت عمليتها العسكرية في شمال سوريا.
وعن تطورات الوضع الميداني، قالت صوفان جروب إن تركيا بدأت حملتها العسكرية بسلسلة من الغارات الجوية، والقصف المدفعي على معاقل القوات الكردية في تل أبيض ورأس العين، وتلى حملة القصف توغل بري للجيش التركي مدعومًا بفصائل سورية مسلحة.
واعتبرت المؤسسة المعنية بشؤون الاستخبارات والأمن الدولي أن الوضع في شمال سوريا فوضوي، وأنه لا تتوافر حتى الآن تقارير دقيقة عن الأوضاع هناك، موضحةً أن أبراج الاتصال الكردية توقفت، وجرى تسجيل إصابات في صفوف المدنيين.
وتوقعت صوفان جروب أن تستمر العملية العسكرية التركية لبضعة أشهر، مؤكدةً أنه لا يمكن التنبؤ حتى الآن بالمدى الذي ستصل له القوات التركية داخل الشمال السوري.
وذكرت المؤسسة أن تركيا تسعى للتوغل عدة كيلومترات في الشمال السوري، وتدمير المواقع الكردية، ومن ثم إقامة منطقة آمنة لإعادة اللاجئين السوريين إلى الشمال السوري.
وأكدت صوفان جروب أن الولايات المتحدة كانت تعقد مفاوضات مع تركيا خلال الفترة الماضية حول إقامة المنطقة الآمنة، معتبرةً أن أمريكا أعطت فرصة لـ«نظام أردوغان» لإقامة هذه المنطقة، وبسط سيطرته على الأرض في داخل الشمال السوري.
وأشارت المؤسسة إلى أن تركيا تنوى إعادة أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين إلى تلك المنطقة، وهو ما سيؤدي لتغيير التركيبة الديموغرافية للسكان، وينذر باندلاع نزاعات طائفية وعرقية خلال الفترة المقبلة.