يومًا بعد آخر يزداد المشهد الليبي تعقيدًا وارتباكًا وابتعادًا عن تسوية سياسية تضع أوزار الحرب، وتفتح صفحة جديدة بعد طي صفحات الدم التي دونت، ووثقت آخر سبع سنوات من التاريخ الليبي.

فقد زادت التدخلات الأجنبية في أرض المختار، وارتفعت حدة الانتهاكات، وانتشر مرتزقة الحرب في سائر أنحاء البلاد، وفي ظل هذا المشهد المعقد يأتي مؤتمر برلين كمحاولة يائسة لحل الأوضاع الراهنة، ووضع حد لتلك المأساة الإنسانية في ليبيا.

وقد اعتبر المبعوث الأمم المتحدة غسان سلامة الجمعة 11 أكتوبر- 2019 في حواره عبر وكالة رويترز للأنباء، أن التدخل الأجنبي في ليبيا الذي صار صارخًا بصورة أكبر من ذي قبل، وينطوي على ما يمكن أو يحتمل أن يكون استعانة بمرتزقة أجانب، ومشغلين لطائرات مسيرة قدمتها جهات خارجية وخاصة تركيا.

وقال سلامة: إن نظام الإعلان عن الانتهاكات يحتاج إلى أن يكون أسرع وأكثر تفاعلية.

وأضاف: نحتاج منهم إلى أن يعبروا عن أنفسهم فور كشف الحقيقة، وألا ينتظروا تقريرًا يصدر في نهاية العام.

ومع تصاعد حدة الاشتباكات المسلحة على تخوم العاصمة الليبية طرابلس التي تشهد منذ الرابع من أبريل الماضي عمليات عسكرية يقوم بها الجيش الليبي في محاولة لتحرير المدينة، تطفو على سطح الأحداث مؤشرات متتالية على وجود تدخلات من أطراف خارجية؛ تهدف لدعم الميليشيات المسلحة ومنع سقوطها.

المسماري يواصل فضحه لتركيا

ولأكثر من مرة، كشف اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، في وقت سابق، أن تركيا تعمل على نقل الإرهابيين والمرتزقة الأجانب من سوريا إلى تركيا ومن ثم إلى ليبيا.

وفي هذا الإطار، أعلن الجيش الليبي مؤخرًا في بيان له مايو 2019، اعتقاله لمرتزقة أتراك كانوا يقاتلون إلى جانب الميليشيات المتشددة في طرابلس.

لوموند تحذر

من جانبها، حذرت صحيفة لوموند الفرنسية في مايو 2019 من خطر المرتزقة الأجانب القادمين من تشاد والسودان إلى الجنوب الليبي، مشيرة إلى أن وجودهم بمثابة قنبلة إقليمية موقوتة.

كما أوضحت الصحيفة، أن رئيس بلدية سبها، عاصمة فزان، المنطقة الجنوبية في ليبيا وصف المرتزقة بـ«الاحتلال الأجنبي»، مشيرة إلى أنه في ظل الانقسامات التي تعاني منها البلاد بين بنغازي وطرابلس، والجمود السياسي منذ أكثر من سبع سنوات، فإن الجنوب الليبي بات مسرحًا لصراع أشد خطورة.

الحسم الليبي.. قريبًا

وفي تصريح خاص لـه قال الباحث والكاتب المتخصص في الشأن الليبي، محمد الزيدي: إن القوات الجيش الليبي تمكنت في الفترة الماضية من إلقاء القبض على المرتزقة أجانب قادمين من تركيا.

وأضاف محمد أن المعركة العسكرية في طريقها إلى الحسم داخل ليبيا والجيش الليبي يقود المعركة بقيادة المشير خليفة حفتر.

وأكد الباحث محمد الزيدي، إن تركيا تقوم بالدعم المالي واللوجستي والسلاح للميليشيات التشادية المعارضة المسلحة داخل البلاد؛ بهدف تنفيذ المخطط العثماني؛ لتنفيذ عمليات إرهابية داخل طرابلس.

قال الزيدي إن عدد المقاتلين المرتزقة الأجانب القادمين من أفريقيا يبلغ حوالي 11 ألف مقاتل، وانضمامهم في صفوف الميليشيات المسلحة هربًا من مراكز الاحتجاز.