تسميمًا لعقول الطلاب... قطر تُجاهر بتمويل المشاريع الطائفية التخريبية في اليمن
السبت 12/أكتوبر/2019 - 11:34 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
كعادته كثف نظام الحمدين من دعمه لمليشيا الحوثي الانقلابية ماديًا وإعلاميًا، لكن المجاهرة بتمويل المشاريع الطائفية كانت هي المفاجأة الكبرى التي كشفت حجم التنسيق بين المشاريع التخريبية التي ترعاها الدوحة في اليمن.
وفي هذا الإطار أعلنت جمعية " قطر الخيرية" مناقصة لمشروع طباعة الكتاب المدرسي لطلاب اليمن في المحافظات التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي الانقلابية، وذلك بعد أن قامت المليشيا بتحريف المنهج وإضافة مقررات طائفية دخيلة على الكتاب المدرسي.
وجاءت المناقصة القطرية، لتحل لوزارة التربية والتعليم في حكومة الانقلاب التي يرأسها يحيى الحوثي، شقيق زعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي، إشكالية نفقات طباعة المنهج المدرسي المعدل بأثر طائفي.
وطرحت "قطر الخيرية" مناقصة، أطلقت عليها "مشروع دعم أطفال اليمن لطباعة الكتاب المدرسي". وأصدرت وزارة التربية والتعليم، طبعة جديدة من الكتاب المدرسي حمل تغييرات جوهرية في المضامين، وفق الفكر المذهبي للجماعة الحوثية.
وشملت التغييرات الحوثية على الكتاب المدرسي، بشكل أساسي "مواد التربية الإسلامية، والتربية الوطنية"، إذ تم تضمين هذه المقررات أفكاراً مستوردة من إيران.
وقوبلت الخطوة القطرية باستنكار واسع من جانب الحكومة اليمنية، حيث اعتبرت أن قطر تشارك الحوثيين في تسميم عقول الطلاب.
وأوضحت وزارة التربية والتعليم اليمنية في بيان صحفي: "إنه لا يخفى على أحد ما قامت به مليشيا الحوثي منذ انقلابها على الشرعية الدستورية من تحريف وتغيير مناهج التعليم العام في الجمهورية اليمنية بما يتواكب مع فكرها السياسي والديني الطائفي الخبيث".
وأضاف البيان "من أجل ذلك تدين الوزارة إقدام جمعية قطر الخيرية على تمويل طباعة تلك المناهج الدراسية المسمومة والهدامة لفكر الطالب اليمني وعقيدته ووطنيته ومستقبله".
وأشارت الوزارة، في بيانها الذي بثته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، إلى أن "قطر الخيرية بتبنيها لمشروع طباعة المنهج الدراسي المحرف والمصبوغ بالطائفية تشارك ميليشيا الحوثي الإرهابية في تسميم عقل الطالب اليمني، وتسهم في التعدي على التعليم في اليمن بتضمينه الشعارات والافكار العقائدية المزيفة التي تؤسس لمزيد من الصراع المذهبي بين أبناء الوطن الواحد".
يشار إلى أنه منذ بداية الانقلاب الحوثي قبل 5 سنوات، وجهت مليشيا الانقلاب عدة طعنات للتعليم في اليمن، من بينها تحريف المنهج المدرسي واستبدال ما تطلق عليه "قسم الولاية"، بدلا عن النشيد الوطني في طابور الصباح المدرسي.
وتؤكد مصادر تربوية يمنية إلى أن المناهج الحوثية المحرفة تؤسس للتطرف الفكري والديني والمجتمعي. وذكرت المصادر أن قطر ستقوم بتمويل أكثر من مليون كتاب سيتم توزيعها لمدارس صنعاء وجميع المحافظات الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية.
وكانت مليشيات الانقلاب ادخلت تعديلات في كتب التربية الإسلامية، إضافة إلى إلغاء مادة التربية الوطنية وإدخال مقررات تحرض على القتال وثقافة الموت، وتوسيع الشرخ الاجتماعي بين اليمنيين.
وجاءت الخطوة القطرية رغم أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) قد تراجعت عن تمويل مشروع المناهج الدراسية المحرفة من الحوثيين بعد رسالة احتجاج من الحكومة اليمنية العامين الماضيين.
هذا وكانت أمانة حقوق الإنسان في صنعاء قد أصدرت تقريراً يرصد الجرائم الحوثية منذ أكتوبر من العام الماضي وحتى الخامس من أكتوبر الحالي.
وأكد التقرير أن الميليشيات الحوثية ارتكبت في صنعاء والمحافظات التي تسيطر عليها نحو 30 ألف حالة انتهاك في البيئة التعليمية، في عام واحد.
كما أشار التقرير، والذي جاء تحت عنوان "نحو المجهول"، إلى أن التعليم في صنعاء والمحافظات التي تسيطر عليها الميليشيات الحوثية يعاني من وضع مأساوي، إذ تسيطر مفاهيم العنف والسلاح ونشر ثقافة الموت والمقابر بين الطلاب والأطفال منهم على وجه الخصوص، إضافة إلى معاناة المنتسبين إلى القطاع التعليمي من الفصل التعسفي.