بدون تركيا وقطر.. صوت الحرب سيتحدث عن ليبيا في مؤتمر برلين المقبل
السبت 12/أكتوبر/2019 - 12:29 م
طباعة
سارة رشاد
بالتوازي مع المعارك التي تشهدها العاصمة الليبية طرابلس منذ أكثر من سبعة أشهر، دخلت معطيات جديدة في المشهد بعدما تأكد انعقاد مؤتمر دولي، بحضور الأطراف المعنية بالأزمة الليبية، في العاصمة الألمانية برلين.
وعبر تغريدة دونها على حسابه، كشف السفير الألماني لدى ليبيا، أوليفر أوفتشا، عن بدء عملية تشاور مع من أسماهم بـ«الشركاء الدوليين الرئيسيين»، قائلا: «بفضل العمل التحضيري الكافي، فإن مثل هذه الجهود ستؤدي إلى حدث دولي ذي مغزى في فصل الخريف الحالي».
قلق ألماني واستقرار مأمول
وتابع الدبلوماسي الألماني أن بلاده تشعر بالقلق حيال الوضع في ليبيا، وتشارك الكثيرين في ضرورة بذل جهود جديدة لتحقيق الاستقرار في ليبيا، استنادًا على الخطة المكونة من 3 نقاط التي قدمها المبعوث الأممي في ليبيا، غسان سلامة، والتي ارتكزت على عقد اجتماع دولي، وفرض التطبيق الصارم لحظر الأسلحة لمنع تدفق الأسلحة إلى المسرح الليبي، وتعزيز الالتزام الصارم بالقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان.
ورغم عدم نشر تفاصيل عن المؤتمر المرتقب، حتى إن موعد انعقاده لم يُعلن بعد، إلا أن تقارير تناقلتها الصحافة الليبية تفيد بأن المؤتمر سبقه لقاء تحضيري غير معلن، عُقد ببرلين في 17 سبتمبر 2019، وحضره ممثلون عن كل من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا ومصر وروسيا والصين وتركيا والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، لاسيما المبعوث الأممي، غسان سلامة.
وفيما تفيد المعلومات المتوفرة بأن المؤتمر قد لا يحضره الأطراف الليبيون، حتى إن عضو مجلس النواب عبد الله بليحق قال في مداخلة مع قناة «ليبيا روحها الوطن»، الأربعاء 9 أكتوبر 2019: إن المشاركة في مؤتمر برلين ستقتصر على أطراف دولية فقط، نافيًا تلقي مجلس النواب أي دعوة لحضور المؤتمر، إلا أن حكومة الوفاق قد استبقت الأحداث، وأصدرت بيانًا تضمن شروطًا للموافق على المشاركة في المؤتمر.
شروط الوفاق
وكشفت هذه الشروط عن تخوف الوفاق المسيطرة على طرابلس على مكتسباتها، إذ اشترطت أن يكون اتفاق الصخيرات (2014) هو المرجعية التي يُبنى عليها المؤتمر المرتقب؛ ما يعني خوف الحكومة من وضع المؤتمر لقاعدة جديدة تطيح باتفاق الصخيرات الذي تتذرع به الوفاق، ومن ورائها الميليشيات المسلحة.
إلى جانب ذلك طالبت الوفاق بضرورة حضور كل الأطراف الدولية المعنية بالأزمة الليبية، وهنا يحضر الحديث عن احتمالية استبعاد قطر وتركيا من المؤتمر المقرر عقده قريبًا، بحسب ما نشرته جريدة العرب اللندنية.
وأفادت الصحيفة بأن الدولتين تلقيان حرجًا كبيرًا على المستوى الدولي، بعدما كثرت الدلائل على تعقدهم للمشهد الليبي بتوفير السلاح والمال للميليشيات، الأمر الذي يدفع بعقد المؤتمر في غيبتهم، وهو ما تخشاه الوفاق التي تجد في الدوحة وأنقرة الداعمان الأبرز لها.
وفي قراءته لهذه المؤتمر قال السياسي الليبي، محمد الزبيدي: إن الطموحات الملقاة على المؤتمر ليست كبيرة رغم السرية الشديدة المفروضة عليه، الأمر الذي يشير بنية صادقة في إيجاد حل.
وأوضح أن التجارب السابقة أثبتت أن إيجاد حل سياسي في ليبيا لن يحدث طالما ظل المجتمع الدولي يتعامل مع الميليشيات على أنها طرف شرعي في المعادلة الليبية، ولفت إلى أن الحديث عن غياب قطر وتركيا ربما يكون بداية جيدة لحل الأزمة الليبية.
وأضاف أن المجتمع الدولي نفذ صبره على حكومة الوفاق بعدما تأكد من تعاونها مع الميليشيات، مشيرًا إلى أن الحكومة فقدت جزءًا كبيرًا من شرعيتها، ولم يبق غير الإعلان عن ذلك رسميًّا.
من جانبه، لم يتفاءل السياسي الليبي، عبد المنعم اليسير هو الآخر بالمؤتمر المرجح عقده في برلين، مؤكدًا أن الحل يبقى على الأرض في إشارة للمعارك التي تشهدها طرابلس.
ودلل على ذلك بقناعة المجتمع الدولي بفضل الوفاق، وتحولها لعقبة في سبيل الحل، ومع ذلك لم يقبل على تعديل المسار أو فضح حكومة الوفاق، مشددًا على أن المجتمع الدولي أجبن من أن يقر بخطئه في حق الشعب الليبي عندما اعترف بحكومة الوفاق.
واستبعد أن يحدث أي مؤتمر تحولًا على المشهد الليبي، مستشهدًا على ذلك بسلسلة اللقاءات والمؤتمرات التي شهدتها ليبيا منذ 2011.
ويضع المتفائلون آمالًا واسعة على مؤتمر برلين، إذ يرى البعض أن ألمانيا كانت دائمًا بعيدة عن الأزمة الليبية، ومن ثم هي طرف جيد للتوسط وحل الخلاف، فيما تفيد تقارير ليبية بأن المؤتمر سيكون إما نهاية أكتوبر الحالي أو بداية نوفمبر على الأكثر.