السودان يلفظ الإخوان.. «العدل» و«الأوقاف» و«الجامعات» تلفظ الكيزان
السبت 12/أكتوبر/2019 - 12:30 م
طباعة
محمد عبد الغفار
يعيش فرع جماعة الإخوان في السودان «الكيزان» أسابيع صعبة، وذلك عقب صدور العديد من القرارات، التي تنهي سيطرة التنظيم الإرهابي على العديد من القطاعات المهمة في الخرطوم.
قطاع العدل
نجحت قوى الثورة السودانية في إنهاء سيطرة تنظيم الإخوان على وزارة العدل؛ حيث تم تعيين نعمات عبد الله محمد خير رئيسًا للقضاء، لتكون أول امرأة تتقلد هذا المنصب في السودان، بالإضافة إلى تعيين تاج السر الحبر في منصب الأمين العام للبلاد.
وسعت جماعة الإخوان إلى إيقاف هذا التعيين لفترات طويلة، وذلك لأن الوزيرة الجديدة تأتي من رحم الثورة؛ ما يعني أنها سوف تتخذ مواقفًا متشددًا ضد إرهاب الجماعة.
وتعقيبًا على ذلك، كتب القاضي السوداني السابق سيف الدولة حمدنا الله على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، الجمعة 11 أكتوبر 2019، محتفلًا بهذا التعيين، قائلًا «خسرنا معركة تنصيب عبدالقادر محمد ومحمد الحافظ في منصبي رئيس القضاء والنائب العام، ولكننا كسبنا الحرب بتولي بديليهما نعمات عبد الله والأستاذ تاج السر الحبر، بعد أن بذل أتباع الدولة العميقة كل ما لديهم في سبيل إفشال تعيينهما، نبارك للثورة بداية مسيرة العدالة التي طال انتظارها، وبإتمام هذا التعيين تبدأ أولى خطوات إعادة بناء السلطة القضائية والنيابة وليس إصلاحهما».
الأوقاف تنتفض
بعد عقود من سيطرة جماعة الإخوان الإرهابية على وزارة الأوقاف والمجالس الدينية في السودان، وتسخير كل إمكانياتها في نشر فكر الجماعة عبر المساجد والدروس الدينية، مستغلين في سبيل ذلك حالة التدين لدى الشعب السوداني، هادفين إلى تغذية التطرف والتضييق على كل الأفكار الدينية غير الملائمة لفكر الجماعة.
أصدر مجلس الوزراء السوداني قرارًا بناءً على توصية من وزير الشؤون الدينية والأوقاف نصر الدين مفرح، بإعفاء مدير إدارة الحج والعمرة عمر مصطفى، ومدير الأوقاف عمر أحمد عمر الإمام، والأمين العام للمجلس الأعلى للدعوة الإسلامية عبد الله الأردب من مناصبهم، وجميعهم أعضاء في جماعة الإخوان الإرهابية والحركة الإسلامية السياسية.
الجامعات ترفض الأخونة
تعتمد جماعة الإخوان الإرهابية في سبيل نشر أفكارها على ثنائية معروفة، رواد المساجد ممن يمكن التأثير عليهم بالظاهر الديني المزيف للجماعة، وطلاب الجامعات الذين يمكن استغلالهم وغسل عقولهم كي ينفذوا خطط متهورة وغير عقلانية.
وللحد من هذا الأمر أعلن المجلس السيادي الحاكم في السودان، الخميس 19 سبتمبر 2019، إلغاء «الوحدات الجهادية» التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، والتي تنتشر على نطاق واسع في الجامعات السودانية، مع التحفظ على مقراتها.
وأشار محمد الفكي سليمان، المتحدث الرسمي للمجلس العسكري، إلى أن القرار جاء بهدف تهيئة المناخ في البلاد لاستئناف الدراسة بالجامعة، والمقرر أن تبدأ في أكتوبر المقبل، مع بدء عودة الطلاب للدراسة.
وأضاف المتحدث الرسمي للمجلس العسكري، أن هناك قرارات بتوجيه الحرس الجامعي إلى وضع يده على مباني الوحدات الجهادية وسجلاتها، معتبرًا أن هذا القرار يأتي في ظل المشاورات التي يقوم بها المجلس مع رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك؛ لإعادة فتح الجامعات بما يضمن سلامة الطلاب، وضمان استمرارية الدراسة دون وجود ما يعكر صفوها.
ويتضح أن الجهات الحاكمة في السودان تسعى بكل جد إلى تخليص البلاد من جماعة الإخوان الإرهابية، ونزع يدها عن المناصب القيادية في السودان، بما يضمن للجميع العمل بسلمية سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي، خصوصًا مع ميل الجماعة الدائم لاستخدام العنف في الحياة العامة.