200 ألف مشرد في أربعة أيام.. حصيلة العداون التركي علي سوريا
السبت 12/أكتوبر/2019 - 01:04 م
طباعة
أميرة الشريف
كثفت تركيا من وتيرة القصف لبلدات وقرى تقع شمالي سوريا السبت 12 أكتوبر، فيما انفجرت سيارة مفخخة قرب سجن يضم عناصر من تنظيم "داعش" في الحسكة.
ويعد هجوم الحسكة أحدث تفجير بسيارة مفخخة تشهده منطقة شمال شرقي سوريا، بعدما تفجير مماثل، أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه في مدينة القامشلي أدى إلى مقتل 6 أشخاص بينهم مدنيون.
وتشن تركيا وفصائل سورية موالية لها منذ الأربعاء، هجوما عسكريا ضد مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكردية، التي أبدت خشيتها من أن يؤدي ذلك في عودة داعش، الذي تحتجز قوات سوريا الديمقراطية الآلاف من مقاتليه وأفراد عائلاتهم في سجون ومخيمات مكتظة.
وتعدّ أنقرة المقاتلين الأكراد "إرهابيين" وترغب بإبعادهم عن حدودها، وسبق أن نفّذت هجومين في سوريا: الأول ضد تنظيم داعش عام 2016 والثاني ضد الوحدات الكردية عام 2018.
وأثارت العملية العسكرية التركية في شمال سوريا، التي دخلت يومها الرابع، انتقادات دولية شديدة، غير أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رفض كل الانتقادات، وقال إن الهجوم على المسلحين الأكراد "لن يتوقف مهما كانت التصريحات الصادرة بشأنه من أي طرف".
واستهدف القصف التركي تحديدا بلدتي تل أبيض وعين عيسى، فيما ذكرت تقارير تركية أن قوات من الجيش التركي وصلت إلى الطريق الدولي الواصل بين مدينتي منبج والقامشلي شرقي سوريا.
ومنذ بدء الهجوم التركي داخل الأراضي السورية، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، التي يقودها الأكراد، في بيان الجمعة، عن مقتل 22 من عناصرها يومي الأربعاء والخميس خلال الحملة التي تشنها تركيا وحلفاؤها من مقاتلي المعارضة السورية.
فيما، أعلنت مصادر كردية أن العمليات العسكرية التركية شمالي سوريا، أسفرت حتى السبت عن نزوح ما يقترب من 200 ألف شخص.
وقالت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا التي يقودها الأكراد، إن 191069 شخصانزحوا بسبب العمليات العسكرية التركية الحالية.
وجاء في بيان للإدارة أنه "بسبب الاستهداف العشوائي من قبل الجيش التركي لمدن وبلدات شمال وشرق سوريا، والاستهتار بحياة المدنيين، حدثت موجات نزوح كبيرة جدا تسببت في إفراغ مدن بكاملها من سكانها".
وأضاف البيان: "من منطقة ديريك في أقصى الشرق حتى كوباني في الغرب. ينزح السكان في موجات متتالية".
وقدرت الأمم المتحدة الجمعة أن نحو 100 ألف شخص فروا من منازلهم في شمالي سوريا، منذ بدء الهجوم التركي يوم الأربعاء.
ورغم المزاعم التركية التي تشير إلى أن هجوم أنقرة يستهدف تنظيم "داعش" إلى جانب القضاء على المسلحين الأكراد شمالي سوريا، فإن أطرافا دولية عدة أشارت إلى أن التوغل التركي يمكن أن يفتح الباب أمام فرار الآلاف من أعضاء التنظيم المتطرف الذين كانت تحتجزهم القوات الكردية.
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عنصرا أساسيا فيها، على معظم الأراضي التي سيطر عليها تنظيم داعش في سوريا سابقا، وتحتجز الآلاف من الدواعش في السجون وعشرات الآلاف من أسرهم في مخيمات.
وتعتقل قوات سوريا الديمقراطية 12 ألف عنصر من التنظيم، من بينهم 2500 إلى 3 آلاف أجنبي من 54 دولة، بحسب مسؤول هيئة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، عبد الكريم عمر.
ويتوزع هؤلاء على 7 سجون مكتظة، موزعة على عدة مدن وبلدات، بعضها عبارة عن أبنية غير مجهزة تخضع لحراسة مشددة.
وعبرت قوات سوريا الديمقراطية مؤخرا عن خشيتها من أن ينعكس انصرافها إلى قتال القوات التركية، سلبا على جهودها في حفظ أمن مراكز الاعتقال والمخيمات، كما في ملاحقة الخلايا النائمة لداعش.
وحذرت رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية، إلهام أحمد، من أن ضرب استقرار المنطقة من خلال الهجمات التركية، يشكل خطرا كبيرا على تأمين عناصر داعش المحتجزين لدى القوات الكردية.
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع التركية، السبت، استيلاء الجيش التركي على بلدة رأس العين شمالي سوريا، وقالت وزارة الدفاع في حسابها على تويتر: "نتيجة العمليات الناجحة ضمن "عملية نبع السلام".. تمت السيطرة على مدينة رأس العين شرق الفرات".
وكشفت مصادرأن الفصائل المسلحة الموالية لتركيا سيطرت على أجزاء واسعة من رأس العين، وسط تراجع للمسلحين الأكراد.
جاء ذلك بعد أن كشف مسؤول تركي كبير أن مقاتلي المعارضة السوريين المدعومين من أنقرة، سيطروا على وسط المدينة.
في المقابل، نفت قوات سوريا الديمقراطية ما أعلنته تركيا، وقال مسؤول بالقوات لـ"فرانس برس": "رأس العين لا تزال تقاوم، والاشتباكات مستمرة".