«نبع السلام».. الوجه الدموي لـ«أردوغان» في سوريا
الأحد 13/أكتوبر/2019 - 10:20 ص
طباعة
علي رجب
تتواصل جرائم نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في شرق سوريا، فمع انطلاق العملية المعروفة بـ«نبع السلام»، ارتفعت عمليات النزوح والتهجير من مناطق الاشتباكات بين قوات الجيش التركي وقوات سوريا الديمقراطية «قسد»، التى دارت رحاها بالأسلحة الثقيلة.
وعلى مدار 72 ساعة مضت منذ إطلاق القوات التركية والفصائل المسلحة الموالية لها عملياتها في شمال وشرق سوريا تحت مُسمى عملية «نبع السلام»، شهدت منطقة الصراعات تطورات متسارعة في ظل القصف المدفعي والجوي المتواصل من جانب القوات التركية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في السبت 12 اكتوبر: إن عدد القتلى من القوات الكردية خلال التصدي للهجوم التركي، ارتفع إلى 81 ، أغلبهم سقط في بلدة تل أبيض الحدودية.
كما وثق «المرصد» مقتل مسؤولة حزبية كردية برفقة مدنيين اثنين جراء استهدافها بالرصاص من قبل فصائل موالية لتركيا عند طريق «القامشلي – الرقة» أثناء توجه سيارات مدنية للانضمام لاعتصام «خيمة الدروع البشرية» في مدينة تل أبيض، كما جرى توثيق مقتل 4 مدنيين جراء غارات جوية نفذتها طائرات حربية تركية على محيط مدينة «رأس العين» بريف الحسكة.
وارتفع تعداد قتلى الفصائل السورية الموالية لـ«أنقرة» وقتلى الخلايا الموالية لتركيا خلال الاشتباكات مع "قسد" خلال الفترة ذاتها إلى 59 من بينهم 13 من خلايا موالية لـ«أنقرة»؛ إضافة إلى مقتل 8 جنود أتراك اعترفت تركيا بمقتل 5 منهم فقط، وسط معلومات عن قتلى أتراك آخرين على الحدود «التركية ـــ السورية».
نزوح جماعى
وأفادت الإدارة الذاتية الكردية في سوريا، في بيان السبت 12 اكتوبر 2019، بأن نحو 200 ألف شخص نزحوا بسبب الهجوم التركي على شمال شرقي سوريا.
وقال البيان: إن 191 ألف شخص نزحوا بسبب العمليات العسكرية الحالية، والاستهداف العشوائي من قبل الجيش التركي لمدن وبلدات شمال وشرق سوريا والاستهتار بحياة المدنيين، ما تسبب في إفراغ مدن بكاملها من سكانها.
واستكملت «الإدارة الذاتية» إخلاء مخيم «مبروكة» الواقع على بعد كيلومترات قليلة من الحدود «السورية – التركية» في ريف رأس العين، ويضم نحو 7000 نازح تجاه مخيم «العريشة»، بعد سقوط قذائف مدفعية من قبل القوات التركية على منطقة المخيم، فيما جرى إغلاق مشفى في «تل أبيض» وإخلاء الطاقم الطبي تخوفاً من الاستهدافات التركية، كما خرج مشفى بمنطقة رأس العين عن الخدمة بعد سقوط قذائف صاروخية أطلقتها قوات التركية عليه، إضافة إلى استهداف الطائرات التركية نقطة طبية في قرية «الصالحية» بريف رأس العين.
تحذيرات من كارثة
وقد طالبت المنظمة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا (DAD) المجتمع الدولي ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا بالتدخل السريع محذرة من وقوع كارثة بحق المدنيين العزل في مناطق شرق الفرات.
وأكدت المنظمة الكردية في بيان لها السبت 12 اكتوبر حصل "المرجع" على نسخه منه، أن العملية التركية ما هي إلا احتلال لمناطق سورية جديدة وتهدف لتغيير ديموغرافية المنطقة لإنهاء الوجود الكردي .
وطالبت المنظمة المجتمع الدولي ومجلس الأمن بالتدخل ونشر قوات لحفظ السلام في الشريط الحدودي مع تركيا، لتفادى إبادة جماعية بحق الأكراد والمسيحيين والأرمن وكل مكونات المجتمع في مناطق شرق الفرات، وتشكيل لجنة تحقيق دولية حول الجرائم التي اقترفتها تركيا خلال اليومين الماضيين، وتوجه المنظمات الإنسانية وهيئات الأمم المتحدة لدعم مناطق شرق الفرات بشكل طارئ.
أهداف داعشية
من جانبه، أكد الحقوقي الكردي وعضو مجلس أمناء المنظمة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا (DAD)، برادوست الكمالي، أن ما يحدث هو احتلال تركي جديد يستهدف القومية الكردية في تكرار لمذابح الأرمن ضد قوميات وشعوب المنطقة.
وأضاف «الكمالي» في تصريح خاص لـه، أن المجتمع الدولي أمام امتحان قوى من أجل وقف العمليات العسكرية التركية ضد مكونات منطقة شرق الفرات، محذرًا من كارثة انسانية في شرق الفرات نتيجة عمليات النزوح والتهجير ، التى تكذب ادعاءات «أردوغان» بأن الهدف من العملية خلق منطقة آمنة لعودة اللاجئين.
ووجه الناشط الحقوقي التركي تحذيرًا شديدًا من عودة التنظيمات الارهابية مثل "داعش" إلى سوريا، وتهديده المنطقة بعمليات جديدة، مؤكدا أن العملية العسكرية التركية لا تخدم سوى أهداف الجماعات الإرهابية والمتشددة.