بذور الخراب التركي.. تنذر بتصدير دواعش سوريا إلى الأراضي الليبية

الأحد 13/أكتوبر/2019 - 02:10 م
طباعة بذور الخراب التركي.. فاطمة عبدالغني
 
صرح الناطق باسم القيادة العامة للجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري، إنّ تركيا تقوم بغزو في سوريا وتقتحم أراضي عربية، مشيراً إلى أنّ أعداداً كبيرة من الإرهابيين أطلق سراحهم من السجون وباتوا في أيدي الأتراك، محذراً من أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد يعمل على إرسال الإرهابيين الموجودين في سوريا إلى ليبيا عبر موانئ ومطارات طرابلس ومصراتة وزوارة.
وأضاف المسماري، إنّ تركيا سبق لها نقل إرهابيين لدعم الميليشيات المرتبطة بغرف العمليات التركية، وإنها لن تتردد في التخلص من إرهابيي داعش بعد إخراجهم من سجون قوات سوريا الديمقراطية عبر إرسالهم إلى الغرب الليبي لمساندة حلفائها في محاور القتال.
ورجّح المسماري أن تتولى تركيا إطلاق آلاف الإرهابيين، ما يمثل خطراً على الأمن والسلام في المنطقة، ولا سيما في ظل وجود عائلات إرهابية ليبية تسكن في تركيا ستساهم في نقل الإرهابيين من سوريا إلى الغرب الليبي، وأبرزها عائلة علي الصلابي، عضو التنظيم الدولي للإخوان.

ومن جانبه أوضح الناطق الرسمي باسم غرفة عمليات الكرامة العميد خالد المحجوب، أن الجيش يضع في اعتباره إمكانية نقل إرهابيي داعش من شمالي سوريا إلى غربي ليبيا لمساندة الميليشيات، ومستعد للقضاء عليهم وإحباط كل المؤامرات التي تستهدف الأمن الوطني والاستقرار الليبي.
وأضاف المحجوب أن هناك اتجاها واضحا من قبل تركيا لاستعمال آلاف الإرهابيين من تنظيم داعش ممن كانوا تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، في تنفيذ أجنداته في دول أخرى ومنها ليبيا.
وأوضح المحجوب أنه تم تسجيل وصول مئات الإرهابيين التابعين لجبهة النصرة من سوريا إلى ليبيا عبر تركيا للقتال في صفوف التشكيلات المسلحة خلال الأشهر الماضية، وأن هناك غرفة عمليات يديرها أتراك وقيادات إرهابية ليبية مقيمة في تركيا، لاستقطاب الإرهابيين ونقلهم إلى ليبيا ضمن المخطط التركي لعرقلة تقدم الجيش الوطني.
ويرى المراقبون، أن مجريات الأمور على الواقع الليبي والمتمثلة في الهزائم المتكررة للمليشيات المدعومة من أردوغان والموقف الدولي والإقليمي الحازم تجاه مكافحة الإرهاب جميعها ترجح وجود مساعٍ تركية لتخريب المشهد.

وكان وزير الخارجية للحكومة الليبية المؤقتة عبدالهادي الحويج قال: "لدينا معطيات كاملة وأدلة موثقة عن نقل إرهابيين من إدلب إلى غربي ليبيا، وسنستظهر بهذه الأدلة في الوقت المناسب"، مشيرًا إلى أنّ تسفير مقاتلي جبهة النصرة من الشمال السوري إلى الأراضي الليبية، ليس بالأمر الجديد وتمّ التطرق له سابقاً.

وأوضح الحويج أن القوات المسلحة الليبية بقيادة المشير خليفة حفتر، تقوم حربها ضد الإرهاب، نيابة عن العالم، بينما يعد الإرهابيون أنّ معركتهم في ليبيا هي التي ستحدد مصيرهم في المنطقة والعالم، وتمثل معركة وجود لهم، لذلك يجدون الدعم الكامل من محور التطرّف.

ويرى المحلل السياسي ناصر الفرجاني الفرجاني، أن حجم الخسائر في صفوف المليشيات والتنظيمات الإرهابية على يد الجيش الليبي منذ بدء عملية "طوفان الكرامة" تدلل على الفرضية القائلة بسعي أردوغان لإيجاد معطيات جديدة.
وتتمثل المعطيات الجديدة بحسب المحلل السياسي الليبي، في فتح الطريق أمام عناصر تنظيم داعش الإرهابي المحاصرين في شمال سوريا إلى طرابلس عبر العملية العسكرية الأخيرة التي تشنها أنقرة تحت لافتة "نبع السلام" التي تحمل خلفها أكثر أنواع الحروب دموية في التاريخ الحديث.

من ناحية أخرى أكد الباحث أحمد عطا، المختص بشؤون الإرهاب بمنتدى الشرق الأوسط بلندن، على وجود معلومات تفيد بأن أردوغان نجح في إقناع بعض القوى الدولية بتوغله في الشمال السوري وتحويله لمنطقة آمنة في مقابل نقل الدواعش لشمال أفريقيا وتحديدا في ليبيا.
وأضاف عطا، في تصريحات صحفية له، أن "الاجتياح  التركي لسوريا يستفيد أردوغان منه  أولا بالقضاء على حلم الدولة الكردية الذي يؤرقه، وثانيا يتم تدعيم جبهة مليشيات حكومة السراج أمام الجيش الليبي، تمهيدا للاستيلاء على ليبيا بشكل كامل بعد نقل هذه العناصر إليها، وثالثا للضغط على الدول الأوروبية والدول الإقليمية التي تحاول استبعاده من المشهد الليبي".

أما المحلل السياسي جمال شلوف فيرى أن ليبيا بالنسبة لتركيا ورقة تفاوض مع أوروبا التي تعتبرها دولة ذات خصوصية بالنسبة لها، كونها تمثل موقعا استراتيجيا شديد الأهمية لدول جنوب أوروبا تحاول أنقرة من خلال تدخلها فيه ودعم تيار الفوضى وصناعة نقطة توتر في مقابل الجنوب الأوروبي.

وأوضح شلوف في تصريح خاص له أن تركيا تحاول إجبار أوروبا بشكل أو بآخر على التفاوض معها مقابل أن يطلق الأوربيون والأمريكيون يدها في شمال سوريا.

كما أشار شلوف إلى جانب آخر من الحلم الأردوغاني في السلطنة الإسلاموية، وهو ما تيقظ له الجيش الليبي بضرب وحصار مليشياته وتنظيماته الإرهابية في ليبيا.

شارك