«قطر الخيرية».. «المال الحرام» في خدمة المشروع «الحوثي» الطائفي
الأحد 13/أكتوبر/2019 - 02:14 م
طباعة
نورا بنداري
مرة أخري تحاول المنظمات التابعة للدوحة، تنفيذ مخطط "تنظيم الحمدين" الرامي إلى نشر الفوضي في اليمن، من خلال دعم ميليشيا الحوثي الانقلابية، وهذه المرة من خلال التعليم، إذ أعلنت جمعية «قطر الخيرية» في 11 أكتوبر الجاري، عن مناقصة أطلقت عليها "مشروع دعم أطفال اليمن لطباعة الكتاب المدرسي"، لطباعة المنهج الدراسي الذي يحمل تغييرات حوثية ذات بعد مذهبي وطائفي.
وجاءت المناقصة القطرية، لتحل لوزارة التربية والتعليم في حكومة الانقلاب التي يرأسها «يحيى الحوثي»، شقيق زعيم الميليشيا «عبدالملك الحوثي»، إشكالية نفقات طباعة المنهج المدرسي المعدل بأثر طائفي.
وهذه الطبعة الجديدة من المنهج المدرسي، جاءت بعدما أجرت ميليشيا الحوثي تغيرات عدة عليها، حملت تغييرات جوهرية في المضامين، وفق الفكر المذهبي للجماعة الحوثية، وشملت التغييرات بشكل أساسي "مواد التربية الإسلامية، والتربية الوطنية".
ونددت الحكومة اليمنية في بيان لها، الجمعة 11 أكتوبر، نشرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية؛ بقيام جمعية «قطر الخيرية» بتمويل طباعة تلك المناهج الدراسية المسمومة والهدامة لفكر الطالب اليمني وعقيدته ووطنيته ومستقبله، مؤكدة أنها مناهج تؤسس للتطرف الفكري والديني والمجتمعي، وأن تبني «قطر الخيرية» مشروع طباعة المنهج الدراسي المحرف والمصبوغ بالطائفية، بمثابة مشاركة الحوثيين "في تسميم عقول الطلاب، والتعدي على التعليم في اليمن بتضمينه الشعارات والأفكار العقائدية المزيفة، التي تؤسس لمزيد من الصراع المذهبي بين أبناء الوطن الواحد.
ومن الجدير بالذكر، أن ميليشيا الحوثي عمدت منذ انقلابها إلى تغيير المناهج الدراسية اليمنية لنشر الفكر المتطرف، ولذلك شهدت المدارس الحكومية في صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثي، إجبارًا للطلاب والمعلمين على تبني منهج الميليشيات المذهبي، ومن أجل ذلك أقامت الميليشيا الانقلابية دورات تدريبية وحفلات من أجل نشر هذا الفكر الطائفي، وفرض عقوبات على كل من يعارض ذلك بقيام هذه الميليشيا باستخدام كل أساليب التهديد لترويع اليمنيين من أجل الانصياع للجماعة الانقلابية.
دعم متواصل
وهذه ليست المرة الأولي التي تقدم فيه «قطر الخيرية» دعمًا لميليشيا الحوثي، ففي أكتوبر 2018، نشر موقع «قطريليكس» وثيقة من مصدر بالمجلس السياسي في صنعاء عن حقيقة دعم قطر للميليشيات الحوثية، وكشفت الوثيقة عن قيام الجمعية بتقديم مبلغ 60 ألف دولار لمؤسسة تدعى «الشهداء» وهي تابعة للحوثيين، تحت غطاء هدية لأسر الشهداء.
وأشار المصدر الى أن المبلغ القطري تم توزيعه بين عدد من قيادات الحوثي، مبينًا أن «محمد الواعى» مدير جمعية «قطر الخيرية» التقى عددًا من القيادات الحوثية، واتفق معهم على دعم مؤسسة قطر الخيرية لهم بشكل دائم ومستمر، وأيضًا للمؤسسات التابعة لهم، وذلك بعدما ترأس «الواعي» وفدًا قطريًّا وصل صنعاء في 14 أغسطس 2018، مكون من 5 أشخاص التقى عددًا من القيادات الحوثية، وعقد لقاءً مطولًا مع ما يسمى وزير الزراعة في حكومة الانقلابيين «غازي أحمد محسن»، وتم الاتفاق في هذا اللقاء على دعم الجمعيات الزراعية وإنشاء مصنع شبكات ري.
وتدعم "الدوحة"، "الحوثيين" بمليارات الريالات عن طريق سفارتها في صنعاء، وعندما أغلقت السفارة في عام 2015، قامت الدوحة بإرسال الوفود تحت أسماء جمعيات خيرية لتقديم الدعم بطرق غير مباشرة، وتحت مسميات مشاريع زراعية واجتماعية وخيرية، ولكنها في الآخر تسلم تلك الأموال للحوثيين.
مشروع استعماري
من جانبه أوضح هشام النجار، الباحث المختص في شؤون الحركات الإسلامية، أن الدعم القطري لمناهج الحوثي التعليمية، بمثابة ترويج لمناهج فكرية مناهضة للأفكار العربية والإسلامية المعتدلة، وبها يجذب القطريون المزيد من معتنقي هذه الأفكار في الداخل اليمني تحت إغراء المال، بمعنى أنه مشروع استعماري متكامل يتم فيه استغلال وتوظيف كل الأدوات من مال وترويج أفكار ضالة ومنحرفة ومناهج متطرفة وتكفيرية.
وأضاف في تصريح لـه، أن قطر تقوم بدور وظيفي في المشروع "الإيرانى ــ التركي" الذي يهدف للتحكم والسيطرة في المنطقة العربية سياسيًّا واقتصاديًّا.
وأكد الباحث المختص في شؤون الحركات الإسلامية أن الدوحة تدعم ممارسات ومشاريع كلٍ من تركيا وإيران بالمنطقة سواء العسكرية أو الثقافية والتعليمية والأيديولوجية والفكرية بدعم مادي غير محدود؛ لأن حكومة الدوحة على يقين بأنها لن تنجح في تنفيذ وتحقيق مؤامراتها بالداخل العربي بمفردها إذ لا تمتلك القدرات ولا المكانة ولا الإمكانات والخبرات، لذللك فهي تدعم المشروعين التوسعيين التركي والإيراني.