تقرير تونسي يؤكد: تنظيم الإخوان أشد خطرًا من «داعش والقاعدة»
الأحد 13/أكتوبر/2019 - 02:17 م
طباعة
معاذ محمد
نشر المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية بتونس، تقريرًا جديدًا تحت عنوان: «البلدان العربية بين مطرقة الإخوان وسندان القاعدة وداعش»، تحدث فيه عن علاقة التنظيمين بالجماعة وكيف ساعدت على خروجهما وتطورهما، خصوصًا في البلدان العربية وأفريقيا.
أخطر التنظيمات
وبحسب التقرير، فإن التنظيم العالمي للإخوان الذي أنتج أجنحته الإرهابية من القاعدة إلى داعش، هو أكبر وأخطر التنظيمات الدولية العابرة للحدود، خصوصًا أنه يعمل على تغيير وجهة الشباب من مواطن يؤمن بقيم المواطنة والإنسانية إلى إنسان غريب عن وطنه، له انتماء إلى جماعة متطرفة تمارس العنف الإيديولوجي، ويؤمن بالأوهام التي تروجها له الجماعة.
وأكد التقرير، أن تنظيم الإخوان هو مطرقة العالم العربي، يزرع في الفرد بذرة الشر والعنف وكره الآخر المختلف الذي لا يؤمن ولا يتبنى فكرهم، حتى يصل بهم الاعتقاد بأن المختلف عنهم عدو يجب محاربته واغتياله إن اقتضى الأمر، وترجع الكلمة دائمًا إلى مرشدهم ومفتيهم.
وبحسب تقرير المركز الدولي، فإن كل الدراسات أثبتت أن أشد القادة الإرهابيين والمتطرفين كانوا منتمين إلى تنظيم الإخوان، وضمن الصفين الثاني والثالث من القيادات السياسية، مؤكدًا أن العنف الإيديولوجي الذي تمارسه الجماعة أنتج المقاتلين الأفغان العرب والقاعدة وداعش، ولا يزال يُخرج فصائل مختلفة من الجماعات الإرهابية.
ويشير التقرير، إلى أن تنظيم الإخوان الإرهابي دخل عبر أذرعه في البلدان العربية إلى السلطة، ليتمكن من مفاصل الدولة، وليخرب ما يستطيع بطريقة ممنهجة، ويجيش المشاعر ويزرع الفتنة، ويتعاون مع أكبر المافيا العالمية في تجارة المخدرات والسلاح، وتسفير الشباب إلى بؤر التوتر، مشددًا على أنه أصبح المطرقة التي تضرب كل الدول العربية.
وشدد المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية، على أن جماعات الإرهاب ومن وراءها تنظيم الإخوان فشلوا في التمكن من السلطة، وتمكنوا من تدمير الأوطان، مشيرًا إلى أن الأزمة في سوريا قد تطول.
ونوه المركز في تقريره، إلى أن تونس وليبيا ومصر أكبر دليل على ما يفعله تنظيم الإخوان من تخريب داخلي وتأليب للمجتمع وتقسيمه وزرع الفتنة وبذور الكراهية.
تعاون الإخوان والتنظيمات
وأشار التقرير، إلى أن أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، أعلن في وقت سابق أن جبهة النصرة التي كانت تصنف من قبل كامتداد لجماعة الإخوان وهي بمثابة امتداد للقاعدة، موضحًا أنها تعتبر من أقوى المعارضة التي تخوض صراعًا عسكريًّا ضد الحكومة السورية، وتتلقى دعمًا من تنظيم الإخوان المسلمين.
وأكد التقرير، أن التعاون بين الجناح السياسي الإخواني في ليبيا والميليشيات المسلحة وجيوب القاعدة أصبح واضحًا، بعد قرار دخول الجيش العربي الليبي في مواجهة مباشرة معهم، من أجل تحرير طرابلس وليبيا عموما، مشددًا على أن مطرقة الإخوان تحاول الصمود وتأجيل الانهيار، مستنجدة بسندان داعش والقاعدة، في تناغم كبير من أجل البقاء، وفرض عدم الاستقرار والدمار.
وشدد المركز في التقرير، على أن تغلغل الإخوان في دول المنطقة شمال إفريقيا وتحديدًا دول الساحل والصحراء تسبب في زيادة الهجمات الإرهابية، منوهًا إلى أن الجزائر كانت أكثر الدول استهدافًا، وخصوصًا المنطقة الحدودية فيها.
ولفت التقرير إلى دور تركيا في التعامل مع الثورات العربية، خصوصًا في سوريا والعراق، مؤكدًا أنها ساعدت في وصول عناصر تنظيم داعش إلى تلك الدولتين، مُشددًا على أن المواجهة الناجحة والفاعلة ضد التنظيم والإرهاب لابد أن تقوم على تحالف دولي حقيقي، خصوصا بين الدول التي تمثل قوى إقليمية رئيسية مثل مصر والسعودية والجزائر والمغرب والأردن، مع انضمام سوريا والعراق مستقبلًا، باعتبار أنهما يمثلان أرضية مهمة لمواجهة قوى الإرهاب الدولي.
ويقول التقرير: إنه تبين من خلال الدراسات المقارنة بين حالتي القاعدة وداعش، أن هناك تحولًا كبيرًا، خصوصًا أن الأخير أصبح التنظيم الأقوى والأكثر تأثيرًا في المنطقة العربية، لافتًا إلى أن هناك الكثير من العوامل التي جعلته يتمركز في شمال شرقي سوريا وشمال غربي العراق، والتي تمثلت في غياب الدولة أو ضعفًا في تمركزها، إضافة أن تلك المناطق تشهد صراعًا تاريخيًا مؤثرًا بين الطوائف الدينية والجماعات العرقية.