خطة استباقية لتجنب وصول الدواعش الفارين من سجون شرق الفرات إلى ليبيا

الأحد 13/أكتوبر/2019 - 04:07 م
طباعة خطة استباقية لتجنب سارة رشاد
 
تسيطر أجواء عملية «نبع السلام» التي تشنها تركيا على منطقة شرق الفرات، على المشهد الليبي، إذ يترقب قادة الجيش الوطني الليبي، الموقف الراهن عقب الأنباء التي نشرتها المنافذ الإعلامية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية «قسد»، والتي تفيد بتورط تركيا في استهداف السجون التي كان تحوي عناصر تنظيم داعش؛ ما سهل عملية هروبهم.
ووسط التساؤلات عن أهداف تركيا من تحرير الدواعش المحبوسين لدى «قسد»، وما إذ كانت تخطط لاستخدامهم، قال مدير المركز الإعلامي لغرفة عمليات الجيش الوطنى الليبي، العميد خالد المحجوب: «إن الجيش يضع في اعتباره إمكانية نقل إرهابيي داعش من شمالي سوريا إلى غربي ليبيا لمساندة الميليشيات الإرهابية»، مؤكدًا استعداد الجيش لإحباط أي عملية تهريب للدواعش إلى الداخل الليبي.
وتابع المحجوب في تصريحات صحفية، أن هناك اتجاهًا واضحًا من قبل تركيا لاستعمال آلاف الإرهابيين من تنظيم داعش، ممن كانوا تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في تنفيذ أجنداته في دول أخرى ومنها ليبيا، مشيرًا إلى أن الجيش سبق وضبط عناصر تابعة لجبهة النصرة، بعدما تم نقلهم إلى ليبيا لمساعدة الميليشيات في السيطرة على العاصمة الليبية.
ويتسق حديث المحجوب مع الخطاب التركي تجاه الأزمة في ليبيا، إذ يعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بشكل صريح دعمه للميليشيات المسلحة التي يدعوها بـ«الثوار»، ولا يكتفي بذلك إذ لا ينفي وجود قوات تركية في ليبيا ومد الإرهابيين بالسلاح التركي.
لا يرى الباحث السياسي، محمد فرّاج أبو النور، أن استهداف تركيا للسجون المحتجز بها الدواعش اعتباطيًّا أو مصادفة، مؤكدًا أن لها سياسات تعتمد في تنفيذها على العناصر المتطرفة، ما يبرر اهتمامها بتحرير الدواعش.
ولفت فى تصريح له إلى أنها تراهن على أن الدواعش الفارين سيدينون لها بالولاء؛ ما يسهل عليها العملية العسكرية «نبع السلام» لاسيما إمكانية نقلهم لأي مناطق نزاع أخرى للعب دور ترسمه لهم تركيا.
وشدد على أن ليبيا هي المكان الأول المرشح لاستقبال الإرهابيين حال ما فكرت تركيا في إخراجهم من سوريا، نظرًا لاعتباره المكان الأكثر اشتعالًا في المنطقة، لاسيما المصالح التركية الكبيرة فيه، مدللا على ذلك بالسلاح الذي ترسله تركيا إلى الإرهابيين في ليبيا، ومدهم بطيارين للعمل إلى جانب الميليشيات.
من جانبه، توقع الباحث الليبي، محمد الزبيدي، أن يكون للجيش الوطني الليبي خطة استباقية لضبط أي من العناصر الداعشية قبل دخولها للبلاد، معتبرًا أن الجيش الليبي تعلم من المرات السابقة التي دخلت فيها العناصر لليبيا، وزادت من اشتعال المشهد.
وأرجع طول أمد المعارك المندلعة في طرابلس مع الميليشيات الإرهابية، إذ تدخل شهرها السابع في أكتوبر الجاري، إلى الدعم العسكري والمادي التي تحصل عليه الميليشيات في طرابلس، وعلى رأسها مدها بالأفراد، مستبعدًا أن تكف تركيا عن سياساتها الداعمة للميليشيات، ومؤكدًا أن استمرارها في نقل الإرهابيين إلى ليبيا أمر لا شك فيه.
وفيما يخص قدرة الجيش الليبي على التصدي لتسلل الإرهابيين إلى ليبيا، قال: إن كفاءته في ذلك ارتفعت، ولكن تبقى الأزمة في المدن التي مازالت تخضع للإرهابيين، وعلى رأسها مصراتة وطرابلس.
وتحظى جماعة الإخوان بحضور قوى في المدينتين، إذ تعتبر صاحبة الكلمة فيهما، وهو ما يبرر استماتة الجماعة عليهما.
وتشهد ليبيا مواجهات قوية قرب العاصمة طرابلس، إذ بدأ الجيش الوطني الليبي منذ الرابع من أبريل الماضي في تحرير العاصمة من قبضة الميليشيات الإرهابية، فيما تستدعي الأخيرة دول مثل قطر وتركيا لمنع الجيش من استرداد العاصمة.

شارك