باستهداف المساجد.. الإرهاب يستوحش في بوركينا فاسو
الأحد 13/أكتوبر/2019 - 04:43 م
طباعة
أحمد عادل
أعلنت السلطات في بوركينا فاسو، السبت 12 أكتوبر 2019، مقتل 16 شخصًا، وإصابة اثنين بجروح خطيرة في هجوم استهدف مسجدًا في منطقة سالموسي شمال البلاد.
وهاجم مسلحون المسجد الكبير في سالموسي؛ ما أسفر عن مقتل 16 شخصًا على الأقل، وإصابة اثنين آخرين، وفر سكان سالموسي من منازلهم بعد العملية؛ خوفًا على أنفسهم حتى لا تمسهم مرارة الإرهاب.
من جانبه، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الأحد 13 أكتوبر، في بيان له، الهجوم، مؤكدًا التزام الأمم المتحدة بالعمل مع بوركينا فاسو لتعزيز التماسك الاجتماعي، وضمان بقاء البلد على طريق التنمية.
ويعتبر ذلك الهجوم، هو الثاني خلال أسبوع واحد، إذ لقي 20 شخصًا حتفهم خلال هجوم إرهابي، نفذه مسلحون من تنظيم داعش، على موقع للتنقيب عن الذهب في قرية دولماني في منطقة أربيندا بشمال بوركينا فاسو.
وتعتبر شمال بوركينا فاسو، مستنقع الإرهاب الموجود في منطقة الساحل والصحراء، إذ يوجد بها عناصر تنظيمي القاعدة وداعش، وهو ما ظهر خلال الفترة الأخيرة من ارتفاع وتيرة الإرهاب في البلاد، مستغلين حالة التردي الأمني، ومستفيدة من إمكانية التنقل بحُرية وسهولة بين البلدان المجاورة مثل مالي والنيجر.
وفي أبريل 2019، أعلن تنظيم داعش الإرهابي على لسان زعيمه «أبي بكر البغدادي» إقامة ما تسمى بولاية وسط وغرب أفريقيا من خلال فيديو مصور، وعقب ذلك الإعلان، شنت عناصر التنظيم الإرهابي، الكثير من العمليات المسلحة؛ بهدف إغراق البلاد في العنف، ولعل أهمها اختطاف وقتل جيولوجي كندي، كما قُتل 4 أشخاص، وأصيب اثنان آخران، في هجوم إرهابي لعناصر مسلحة اقتحمت كنيسة في شمال البلاد، في مايو الماضي.
اتحاد الشر
في الأول من مارس 2017، أعلنت الجماعات المسلحة الأربعة في مالي، اندماجها في مجموعة واحدة تحت اسم «نصرة الإسلام والمسلمين»، وفق ما أعلنه الإرهابي «إياد غالي» زعيم الحركة الجديد، والتي اعتبرتها وزارة الخارجية الأمريكية منظمة إرهابية في سبتمبر 2018، ويُنظر إليها على أنها الفرع الأقوى لتنظيم القاعدة في غرب أفريقيا.
وفي ديسمبر 2018، أعلنت الحكومة حالة الطوارئ في عدة أقاليم شمالية على الحدود مع مالي؛ بسبب هجمات الجماعات المسلحة.
وسعت الأجهزة الاستخباراتية في بوركينا فاسو، لوقف زحف تلك المجموعات، وفي نوفمبر 2018، قامت بتنفيذ عمليات مخابراتية واسعة لمكافحة الجريمة العابرة للحدود؛ ما أسفر عن اعتقال أكثر من 200 شخص، يشتبه بقيامهم بأنشطة جهادية.
من جانبها، قالت الدكتور أميرة عبد الحليم، الباحثة في الشأن الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن بوركينا فاسو نشأت بها من زمن طويل الاشتباكات العرقية والدينية، والتي تحاول التنظيمات المسلحة الآن استغلالها لصالحها في كسب أراض، وتجنيد عناصر جديدة لها في شمال البلاد.
وأكدت في تصريح لـها أن هناك حالة من التنافس الشديد بين تنظيمي القاعدة وداعش في الفترة الحالية، وهذا التنافس خلق حالة كبيرة من تمدد التنظيمات المسلحة، ومن ثم ارتفاع وتيرة الإرهاب في منطقة الساحل ككل.
وأضافت الباحثة في الشأن الأفريقي، أن التنظيمات المسلحة تستغل المساحات الواسعة الموجودة في شمال بوركينا فاسو، والتي أصبحت مع مرور الوقت خارج سيطرة القوات الحكومية في البلاد، لتنفيذ عملياتها.