الآلة الإعلامية التركية تزيف حقيقة «العدوان الأردوغاني» على شرق الفرات
الإثنين 14/أكتوبر/2019 - 10:08 ص
طباعة
سارة رشاد
منذ اللحظة الأولى التي أعلن فيها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن بدء تحرك قواته باتجاه منطقة شرق الفرات، الأربعاء 9 أكتوبر، ضمن عملية أسماها «نبع السلام»، أعطت أنقرة العنصر الإعلامي أهمية كبرى للتغطية على جرائمها التي ترتكبها في الشمال السوري.
ويكشف اختيار مسمى «نبع السلام» للعملية العسكرية، عن محاولات تركية لتزييف الواقع مستخدمة الجانب الإعلامي، إذ أرادت أن تقول إن عمليتها جاءت لفرض السلام، ما تعتقد إنه له تأثير نفسي قد يغض الطرف نسبيًّا عن الأهداف الحقيقية من العملية.
ويبدو أن أنقرة كانت تتوقع حجم التنديد والرفض الدولي لعملياتها، حتى إنها استبقت كل ردود الفعل بإلصاقها صفات الخير والسلام بعملية عسكرية تستهدف من ورائها الاستحواذ على أراضٍ غير تركية والقتل بدم بارد.
ولزيادة التأكيد على هذا التوجه، قال أردوغان إن عملية بلاده جاءت للقضاء على من أسماهم بالإرهابيين، وتمهيد الطريق أمام عودة اللاجئين السوريين، أي إنها جاءت صافية النية، بحسب قوله، وهو ما لا تكف المواقع التركية والممولة تركيًّا عن ترديدها ضمن محاولة تجميل الوجه.
ومن اللاجئين إلى توظيف المدنيين عملت الآلة الإعلامية التركية، إذ تنشر مواقع مثل «شبكة شام» أخبارًا تحمل في طياتها إدانة إنسانية لقوات سوريا الديمقراطية «قسد»، إذ نشرت عبر موقعها، الأحد 13 أكتوبر، خبرًا بعنوان «ميليشيا قسد تستهدف سيارة مدنية بصاروخ موجه في قرية الغازلي بريف الرقة وتوقع شهداء».
ورغم أن الموقع تعمّد وصف السيارة بـ«المدنية» للتأكيد على خطأ «قسد» في حق أبرياء واستفزاز مشاعر القارئ، إلا أنه واصل وقال إن الواقعة ليست الأولى، بل حدثت من قبل جنوب مدينة جرابلس بريف حلب.
وأخذت المواقع التركية التوجه صف الدفاع لتكذيب كل الأخبار التي تنشرها «قسد» وتدين فيها تركيا، ومن بين هذه الأخبار تكذيب المواقع التركية للصور التي نشرتها قسد وقالت إنها للقتلى الذين أسقطهم الهجوم الجوي التركي.
يشار إلى أن هذه الصور حظيت باهتمام واسع على مواقع التواصل الاجتماعي لاحتوائها على جثث مئات القتلى، وقد تكومت أجسادهم فوق بعضها، ما اعتبره متداولوها غير إنساني.
ونفى الإعلام التركي ما نشرته المنافذ الإعلامية لـ«قسد» لطفلة يبدو عليها الرعب، وبينما قالت قسد إن الطفلة تعد أحد ضحايا القصف التركي، قال الإعلام التركي إن الطفلة ماتت في 2017 مع عائلتها، والصورة تعود لقصف جوي قجيم لطيران التحالف الدولي.
أستاذة العلوم السياسية، نورهان الشيخ، تحلل هذا التعامل التركي مع المعارك، موضحة أن تركيا تعتمد بشكل عام في تمرير سياستها في المنطقة على خطين، أحدهما سياسي أو عسكري والأخر إعلامي يخدّم على الأول، مشيرة في تصريح لـه إلى أنه لهذا السبب تنفق تركيا على إعلام ناطق بالعربية للترويج لسياساتها، وتلميع وجها وقت اللزوم.
ولفتت إلى أن المواقع التي تتناول الحرب التركية على شرق الفرات الآن، كانت تقوم بنفس الدور في «إدلب»، وباقي التحركات التركية في سوريا، وقالت إن أنقرة لا يهمها أن يكون خطابها الإعلامي محكما، بقدر ما يهمها أن يكون هناك بوق إعلامي يقدم رؤيتها حتى لو كان غير مقنع أو مفضوح.