3 معسكرات لتدريب مسلحي التنظيم.. تركيا تدعم «داعش» في سوريا
الإثنين 14/أكتوبر/2019 - 10:10 ص
طباعة
معاذ محمد
على إثر العملية العسكرية «نبع السلام» والتي تنفذها تركيا ضد الأكراد في الشمال السوري، الأربعاء 9 أكتوبر 2019، تمكن الكثير من عناصر تنظيم داعش من الفرار من معسكرات الاحتجاز.
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، الأحد 13 أكتوبر 2019، أن 785 أجنبيًّا ينتمون لتنظيم «داعش» تمكنوا من الفرار من معسكر اُحتجزوا فيه بعد القصف التركي بمحيط معسكر عين عيسى، بحسب ما أفادت وكالة رويترز.
وفي هذا الصدد، أصدرت وحدة الدراسات والتقارير بالمركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، تقريرًا يحمل عنوان: «كيف تورطت تركيا مع تنظيم داعش؟ وما معسكرات التنظيم على أراضيها؟».
3 معسكرات لتدريب
الدعم التركي لتنظيم «داعش»
وبحسب التقرير، فإن تركيا تدعم التنظيمات الإرهابية من خلال التمويل وعقد صفقات شراء النفط المسروق من مصافي نفط بسوريا والعراق، بالإضافة إلى تسهيل حصولها على مواد خطرة تستخدم فى صناعة المتفجرات، وتقديم العلاج لمصابي «داعش» في المشافي التركية.
وشدد تقرير المركز، على أن تركيا تغض الطرف عن الوجود الداعشي المسلح في منطقة غازي عنتاب بالجنوب، وامتلاك «داعش» لمعسكرات تدريب فيها، بجانب تجنيد أنقرة لمقاتلين من التنظيم الإرهابي للمشاركة في الهجوم على منطقة عفرين الكردية شمالي سوريا، يناير 2018.
ويشير التقرير، إلى أن تركيا دربت مسلحي التنظيم من أجل تغيير تكتيكاتهم العسكرية، من خلال اعتماد أساليب جديدة مختلفة عن السيارات المفخخة والهجمات الانتحارية، حتى لا يظهر تعاون أنقرة مع «داعش»، مما يتسبب في الانتقادات الدولية.
وأشار المركز الأوروبي في تقريره، إلى أن تنظيم داعش الإرهابي تلقى تحويلات مالية ضخمة عند بدء عمليات تحرير الساحل الأيسر من الموصل عبر تركيا، بالإضافة إلى دعم أنقرة للتنظيم بالأسلحة والمعدات العسكرية في سوريا والعراق، عن طريق قوافل السيارات التي تحمل المساعدات الإنسانية.
وأشار التقرير، إلى أن مجلة «إنتليجنس أون لاين» المتخصصة في شؤون الاستخبارات، قدرت عدد الأجانب الذين انضموا الى صفوف داعش عبر البوابة التركية بنحو 30 ألف متطرف أجنبي، على الرغم من زعم أنقرة وقوفها في صف التحالف العالمي لمناهضة إرهاب التنظيم.
ووفقًا للتقرير، فإن 2000 من المقاتلين الأجانب دخلوا سوريا من الأراضي التركية للانضمام إلى صفوف تنظيمي «داعش، وجبهة النصرة»، بالإضافة إلى إرسال ما يزيد على 120 طنًا من الذخيرة ونحو 250 عربة.
وأفاد التقرير، بأن الاستخبارات الألمانية، كشفت في يناير 2018، أن هناك معسكرًا لداعش في مدينة «غازي عنتاب» جنوبي تركيا لتدريب المسلحين ونقلهم فيما بعد إلى سوريا والعراق للقتال، وأن «داعش» يمتلك مكتبًا غير رسمي في مدينة إسطنبول، ويتم من خلاله تنظيم عمليات دعم وإمداد التنظيم في سوريا والعراق بالعناصر الأجنبية.
معسكرات تدريب «داعش» في تركيا
وأوضح تقرير المركز الأوروبي، أن تركيا تحتوي على ثلاثة معسكرات لتدريب وتجنيد الجهاديين: الأول في مدينة «كرمان» التي تقع وسط الأناضول بالقرب من إسطنبول، والثاني في مدينة «أوزمانيا» الإستراتيجية بالقرب من القاعدة العسكرية التركية الأمريكية المشتركة في عدنان ومنطقة وسط آسيا إلى ميناء «سيهان» التركي على البحر المتوسط، أما عن الثالث فيقع في «سان ليلورفا أورفا» جنوب غرب البلاد.
وأشار التقرير، إلى أن البرلمان الألماني انتقد في عام 2017 المعوقات التي تضعها تركيا أمام حركة القوات الألمانية المتمركزة فى قاعدة انجرليك الجوية، فيما يتعلق بتوجيه الضربات لـ«داعش» في تخوم منطقة الرقة السورية، واعتبر حينها أن ذلك يجافي تعهدات أنقرة كدولة عضو في حلف شمال الأطلنطي، بتسهيل عمليات مكافحة الإرهاب الداعشي.
وأوضح المركز الأوروبي، أنه على أثر ذلك اتخذ البرلمان الألماني في يونيو 2019، قرارًا بسحب قوات بلاده من الأراضي التركية، وإعادة تموضعها في مكان آخر.
3 معسكرات لتدريب
تركيا وجماعات متطرفة في الصومال
وكشف التقرير، امتلاك تركيا نفوذَا مؤثرًا في بعض مناطق إفريقيا مثل الصومال، والتي تمتلك فيها قاعدة عسكرية، بالإضافة إلى دعم حركات ما يسمى «الإسلام السياسي».
ووفقًا للمركز الأوروبي، فإن أنقرة تلعب دورًا كبيرًا في الصومال، خصوصًا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زارها 3 مرات منذ عام 2011، وأعلنت بلاده افتتاح أكبر قاعدة عسكرية لها خارج حدودها في الدولة الأفريقية بالقرب من مطار مقديشيو، وتشتمل القاعدة المذكورة على ثلاث مدارس عسكرية، ومخازن للأسلحة والذخيرة وأبنية للإقامة، بتكلفة 50 مليون دولار.
وبحسب التقرير، فإن القاعدة الصومالية تعد الثانية من نوعها، التي تقيمها أنقرة خارج البلاد، بعد الأولى والتي تقع في قطر، بالإضافة إلى دخول تركيا على خط الصراع مع الميليشيات والتحكم في اختيار رئيس وتنظيم مؤتمر في عام 2010 وإصدار إعلان إسطنبول، مشددًا على أنها ثبتت قدمها في القرن الأفريقي.
وكانت عقوبات دولية، استهدفت في فبراير 2018، يونس إمري سكاريا وشركته «بروفيسيونيلر إلكترونيك»، ومقرها تركيا، والتي يشتبه بأنها قدمت دعمًا لوجستيًّا لتنظيم داعش.
وشدد تقرير المركز الأوروبي، على أن تركيا تورطت في علاقات خفية مع تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا والعراق، وحاولت في بداية العملية خداع الدول بإدعاء أنها تحارب التنظيم، مؤكدًا أن الحقيقة كانت أنها تدرب المسلحين وترسلهم إلى مناطق الصراعات، كما أنها مارست «ضغوطًا على عناصر داعش لإجبارهم على القتال ضمن مظلة الفصائل المسلحة والتي تقاتل مع أنقرة».