«الذئاب المنفردة» في ألمانيا.. إرهاب بصبغة اليمين المتطرف

الإثنين 14/أكتوبر/2019 - 01:34 م
طباعة «الذئاب المنفردة» علي عبدالعال
 
أعاد هجوم استهدف كنيسًا يهوديًّا في مدينة «هاله» الألمانية، الأربعاء 9 أكتوبر 2019، ونفذه يميني متطرف، المخاوف من عودة ما يعرف إعلاميا بـ«الذئاب المنفردة»، وهو مصطلح يشير إلى قيام أفراد يحملون فكرًا معينًا بتنفيذ عمليات هجومية يقتضيها هذا الفكر، ولو لم يكونوا منتمين إلى تنظيمات تتبنى هذا الفكر.

ومع أن المسمى راج مع صعود التنظيمات الإسلاموية مثل القاعدة وداعش وغيرهما، إلا أن المخاوف الألمانية طفت إلى سطح مع كون منفذ هجوم «هاله» مسيحيًّا ينتمي لليمين المتطرف المعادي لليهود والمهاجرين.

ويرجح أن يكون منفذ الهجوم من «الذئاب المنفردة»، أي أنه نفذ جريمته التي أودت بحياة شخصين اثنين، بشكل منفرد، فقد وثّق المتهم شتيفان بـ(27 عاما)، هجومه بواسطة كاميرا كانت مثبتة على خوذة كان يرتديها، بشكل مباشر لمدة نحو 35 دقيقة على منصة «Twitch» التابعة لشركة أمازون.

وبحسب شبكة «دوتشيه فيلة» الألمانية كان شتيفان يتحدث تارة باللغة الألمانية وتارة أخرى بالإنجليزية، وكان يغلب على لغته طابع كراهية الأجانب، وعندما كان يتحدث الألمانية كان يستخدم عبارات يستخدمها النازيون الجدد.

وتتزايد مخاوف المجتمع الألماني في ظل تنامي تيار اليمين المتطرف وخطابه المليء بالكراهية.

وأظهرت تجارب سابقة -بحسب دوتشيه فيلة- أن السلطات الألمانية وجدت صعوبات بالغة في إلقاء الضوء على كل الإشكالات التي تتعلق بخلفيات جرائم شبكات الإرهاب اليميني المتطرف، كما هو الشأن بالنسبة لما يعرف بخلية «إن إس يو».

هذه الخلية اليمينية التي تمكنت بين عامي 2000 و2007 من قتل 10 أشخاص، وتنفيذ 43 محاولة قتل، وبدأت محاكمة عناصرها في عام 2013، حيث تم الحكم على (بيآت تشيبه)، وهي متهمة رئيسية، بالسجن مدى الحياة في عام 2018.

في عام 2013، قام المركز الدولي لأبحاث الإرهاب التابع لجامعة «بينسيلفانيا» الأمريكية بتحليل بيانات 119 إرهابيًّا كانوا كلهم تقريبًا من الرجال، وفي حوالي ثلثي الحالات كان أقاربهم أو أصدقاؤهم ومعارفهم يعلمون بتورط الجناة في أيديولوجيات متطرفة معينة.

وفي 64 في المائة من الحالات كان أقارب وأصدقاء لهم على علم بنية الجناة في تنفيذ أو المشاركة في نشاط إرهابي بعدما أخبروهم شفهيًّا بذلك.

وتزخر شبكة الإنترنت بالعديد من التجمعات المتطرفة، إذ يلتقي افتراضيًّا أشخاص معزولون بآخرين يتقاسمون معهم العزلة، وهذه الشبكات الافتراضية في الواقع حقيقية وفي غاية الخطورة، ففي مثل هذه التجمعات يقوم المتطرفون بتشجيع بعضهم البعض، وهنا يتم تبادل الأفكار العنيفة وممارستها، كما أنهم غالبًا ما يمجدون «الذئاب المنفردة».

بعض «الذئاب المنفردة» التي خرجت من رحم اليمين المتطرف مثل «أنديرس برايفيك» في النرويج، ومنفذ هجوم كريستشورش في نيوزيلاندا كانوا جزءًا من هذه التجمعات المتشابكة في العالم الافتراضي.

وبحسب بيانات المكتب الاتحادي لحماية الدستور، فإن عدد أعمال العنف ذات الدوافع اليمينية المتطرفة وكراهية الأجانب ارتفعت في ألمانيا من 774 في عام 2017 إلى 821 في العام الماضي، كما ارتفعت نسبة أعمال العنف المرتكبة بدوافع معادية لليهود بأكثر من 70 في المائة في نفس الفترة، بعدما ارتفع عددها من 28 في عام 2017 إلى 48 خلال العام الماضي.

وتعتبر ولاية «سكسونيا» التي ينحدر منها منفذ هجوم «هاله» «شتيفان ب» أكثر الولايات الألمانية التي تعرف ارتكاب جرائم بدوافع يمينية متطرفة بواقع 101 جريمة في عام 2017، و91 جريمة في العام الماضي.

شارك