السراج يبحث عن الدعم لدى الرئيس التونسي الجديد
الإثنين 14/أكتوبر/2019 - 03:41 م
طباعة
سارة رشاد
ألقت نتيجة الانتخابات الرئاسية التونسية، بثقلها على المشهد الليبي المشتعل؛ إذ صارعت حكومة الوفاق المسيطرة على طرابلس والمدعومة من الميليشيات المسلحة؛ للكشف عن اتصال هاتفي جرى بين رئيس الحكومة فائز السراج والرئيس التونسي الجديد قيس بن سعيد؛ لتهنئته بفوزه بالانتخابات.
وبحكم الجغرافيا، فتعتبر تونس أحدث أبرز الدول المعنية بالمشهد في ليبيا؛ ما يفسر اهتمام السراج بالتواصل مع الساكن الجديد لقصر قرطاج.
وبينما كان نظام الرئيس التونسي الراحل الباجي قائد السبسي، يشاع عنه أنه كان داعمًا للسراج ولو تأييد محدود، فيستشعر رئيس الوفاق القلق من توجه الدولة التونسية تحت إدارة الرئيس الجديد.
القلق نفسه عكسته تصريحات قادة جماعة الإخوان في ليبيا، والتي أعربت فيها عن ترحيبها المبالغ فيه بالرئيس التونسي، وارتياحها لشكل إدارته للدولة الجارة.
من جانبه، ضمّن الرئيس التونسي الجديد، قيس بن سعيد ليبيا في خطابه الأول الذي القاه على الشعب عقب الإعلان عن النتائج؛ إذ قال: إن وجهته الأولى للخارج ستكون الجزائر ويتمنى زيارة ليبيا، في إشارة لرغبته في إنهاء الصراع هناك.
وفي مناظرة بينه وبين المرشح المنافس نبيل القروي، الجمعة الماضية، قال بن سعيد: إن رؤيته فيما يخص الأزمة الليبية، هي أن تكون تونس أرض الحوار وقوة اقتراح، وستستعمل الشرعية الدولية ودورها في مجلس الأمن الدولي.
بدوره قالت الإعلامية الليبية، فاطمة غندور: إن الوفاق تستبق الأحداث لتقديم نفسها للرئيس الجديد حتى تحسن صورتها عنده، ومن ثم تضمن داعمًا جديدًا لها بالمنطقة.
وتوقعت، أن تكون حالة من التخوف تسيطر على السراج وأعوانه؛ لكون بن سعيد شخصية واضحة التوجه ليس لها في المساومات أو المواقف الباهتة، وبالتأكيد لن يقبل بالوقوف في صف الإرهابيين القائمين في طرابلس.
وشددت على أن بن سعيد لن يعلن أنه مع طرف ضد طرف، ولكنه يعلم من داخلة أن من يحكم طرابلس، هم ميليشيات مسلحة، ومن ثم سيعمل على إجهاضها؛ لضمان أمن بلده.
تبقى مواقف دول الجوار لليبيا ذات أهمية بالغة؛ إذ تعتبر مؤثر قوي على المشهد الداخلي الليبي.
وتعتبر تونس والجزائر على وجه الخصوص الأكثر ارتباطًا بالمعارك الدائرة في طرابلس ومسألة سيطرة الميليشيات عليها؛ إذ يمثل ذلك خطر على دول الجوار من ناحية الغرب؛ لقرب طرابلس الواقعة في أقصى الغرب الليبي منها.