السودان يلفظ الإخوان.. مطالب شعبية بحل «الإيثار» ومصادرة أملاكها

الإثنين 14/أكتوبر/2019 - 03:47 م
طباعة السودان يلفظ الإخوان.. أسماء البتاكوشي
 
بعد قرار السودان بحل أضخم أذرع الإخوان، وأبرزها ما تسمى «الهيئة الخيرية لدعم القوات المسلحة»، لجأت جماعة الإخوان إلى حيلة جديدة؛ من أجل السيطرة على مفاصل الدولة من خلال منظمة «الإيثار»، التي تعتبر من أخطر حيل الجماعة في السيطرة على ضباط الصف بالجيش والمجتمعات الريفية لصالح أجندة الجماعة، تحت ستار الأعمال الخيرية.
وازدادت المطالبات في السودان بوجوب تفكيك منظمة «الإيثار الخيرية»، ومصادرة أملاكها في كل ولايات السودان لصالح الخزينة العامة للدولة، مثل ما حدث مع الهيئة الخيرية لدعم القوات المسلحة.
وتتوغل منظمة «الإيثار» في 11 ولاية إقليمية؛ حيث تعمل على نشر أجندة الإخوان هناك منذ أكثر من 28 عامًا، وكانت المنظمة تحصل على تسهيلات من النظام الإخواني السابق بقيادة عمر البشير، لكنها في الوقت الحالي تشكل خطرًا على المرحلة المقبلة للبلاد، خاصةً بعد الإجراءات الأخيرة التي يتخذها المجلس العسكري الانتقالي بقيادة عبدالفتاح البرهان، باجتثاث الإخوان من البلاد.
ويعود تاريخ مؤسسة الإيثار إلى يونيو 1991؛ حيث تأسست على يد جماعة الإخوان؛ ما يعني أنه بعد عامين فقط من وصول الجماعة إلى سدة الحكم هناك، بانقلاب عسكري في مخطط كبير لدمج المجتمع والقوات المسلحة السودانية لصالح أجندته وإنشاء قاعدة أتباع عريضة؛ من أجل أن يستمروا أطول فترة ممكنة في الحكم.
ووفق الصحف السودانية، فإن قادة المنظمة يتم اختيارهم بعناية فائقة من قبل جماعة الإخوان؛ حيث إن القيادات دائمًا ما تكون بعيدة عن الأضواء ودائمًا ما تكون بعيدة عن الأضواء، فضلًا عن قدرتهم الهائلة في التغلغل وسط المجتمع تحت ستار العمل الخيري والدعوة الإسلامية.
ويتولى رئاسة المنظمة حاليًّا الإخواني، محمد موسى البشير، وسبقه في هذه المهمة عددًا من عناصر الإخوان؛ حيث إن أغلبهم من ضباط جهاز الأمن الشعبي التابع للإخوان «ميليشيا مسلحة؛ من أجل قمع الخصوم السياسيين، أبرزهم «إبراهيم محمد أحمد البلولة، وعباس عبدالله حسين».
فيما تتوغل أذرع المنظمة في ولايات عدة بالخرطوم؛ فضلًا عن الجزيرة والقضارف، والنيل الأبيض، والنيل الأزرق والكثير غيرهم، كما تنشط في إقليم دارفور غربي السودان وتتعاون في ذلك منظمات إخوانية أخرى.
ويزعم قيادات المنظمة، أنها تعمل على ساحات العمل الخيري؛ من أجل أن تكون أداة لنشر قيم الحق والفضيلة والإيثار في المجتمع والإسهام في التنمية الاجتماعية والصحة.
ولكن الإيثار، تستغل العمل الخيري واللافتات الإنسانية؛ من أجل تنفيذ أجندة الجماعة؛ إذ بدأ مشروعها من رياض الأطفال وصولًا إلى ضباط صف وجنود القوات المسلحة.
كما أوكلت جماعة الإخوان مهمة أدلجة ضباط الصف والجنود لمنظمة «الإيثار» ذراع الجماعة المهم؛ حيث إن المنظمة تعمل بكثافة وتقدم المساعدات لكسب التعاطف، فيما أعطت مهمة اختيار وتنقيح طلبة الكلية الحربية «الضباط» للهيئة الخيرية للقوات المسلحة» التي فككها المجلس العسكري في الأسابيع الماضية.
ويذكر، أنه في منتصف سبتمبر الماضي، أصدر البرهان مرسومًا دستوريًّا يقضي بحل «الهيئة الخيرية لدعم القوات المسلحة»، إحدى أضخم أذرع تنظيم الإخوان داخل الجيش، وتؤول ممتلكاتها إلى الصندوق الخاص للتأمين الاجتماعي للعاملين بالقوات المسلحة؛ موجهًا بحل الهيئة اعتبارًا من تاريخ التوقيع عليه في سبتمبر الماضي.
في تصريح لـه قال الباحث المتخصص في الشؤون الأفريقية محمد عزالدين: إنه على مدار 30 عامًا مضت، استطاع النظام الإخواني السابق، من السيطرة على مفاصل الدولة السودانية ومؤسسات الخدمة المدنية من خلال سياسة التمكين، التي أُحيل بموجبها الآلآف إلى المعاش واستبدالهم بعناصر من التنظيم الإخواني.
وتابع «عزالدين»:«إن النظام السابق زرع معاونيه في مؤسسات الدولة؛ ما جعل المجلس الانتقالي يتخذ إجراءات باجتثاث نظام الإخوان من البلاد».
ويضيف الباحث في الشأن الأفريقي، أن مصلحة السودان تتوقف على حل جماعة الإخوان، وكشف مفاصلها كلها، وأذرعها وامتداداتها بميليشيات الظل التي شكلتها، والشركات الواجهة التي أقامتها، وشباكها التي نشرتها في الداخل والخارج، والمجلس الانتقالي في طريقه لتحقيق هذا الأمر.
وأكد أن المجلس الانتقالي منذ سقوط النظام الإخواني البائد، وهو يشن حملة واسعة على مؤسسات الإخوان، وأذرعها المنتشرة في البلاد.

شارك