«ترامب» يُحذر من العواقب.. عرائس «داعش» يمهدن الطريق للهروب الكبير

الإثنين 14/أكتوبر/2019 - 04:49 م
طباعة «ترامب» يُحذر من نهلة عبدالمنعم
 
دعا الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب للحفاظ على معتقلي داعش، محملًا تركيا والجانب الكردي مسؤولية هروبهم من السجون الموجودة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية «قسد» بمناطق المعارك المحتدمة بين الطرفين، وذلك من خلال تغريدة، كتبها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر في 14 أكتوبر 2019.
كما طالب ترامب الدول الأوروبية، بضرورة استرجاع مواطنيهم من سجون داعش، مشيرًا إلى مطالباته القديمة والمستمرة حيال هذا الأمر، والتي لم تستجب لها أوروبا حتى الآن.
وأكد دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة لديها أسوأ وأخطر العناصر الداعشية، وبناءً عليه يجب على الآخرين استلام مواطنيهم فالولايات المتحدة الأمريكية، لن تسمح لهم أبدًا بالقدوم إلى أراضيها، فهذا أمر غير مسموح به.

مخاوف متصاعدة
تعالت المخاوف الدولية تجاه احتمالية هروب عناصر داعش من السجون والمخيمات بسوريا، بعد اجتياح تركيا لشمال سوريا وحربها ضد قوات سوريا الديمقراطية، التي تتولى بالأساس السيطرة على سجون الدواعش.
كما اتجهت بعض المخاوف الأخرى تجاه إمكانية توظيف تركيا لهؤلاء الدواعش؛ من أجل تحقيق أهداف استراتيجية لأجندتها الخاص، وذلك وفقًا للسجل التركي تجاه جماعات الإرهاب وحدودها التي فتحتها بحرية؛ لتمكين العناصر الأجنبية من الانضمام للمجموعات المتطرفة في العمق السوري، وغيره من أعمال التجارة المتبادلة؛ إذ يقول الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، هشام النجار في تصريحات لـه: إن الحكومة التركية برئاسة رجب طيب أردوغان تتلاعب بملف الإرهاب لضرب استقرار واقتصاديات الدول لتحقيق مصالحها، وبناء على ذلك يضحى الخوف تجاه المصير المستقبلي للدواعش وضع منطقي.

احتمالات واقعية
لكن بعد بضعة أيام من بداية العملية العسكرية التركية تجاه القوات الكردية بشمال سوريا، هل تأثرت بالفعل معتقلات الدواعش؟
نشرت الصحيفة البريطانية «الجارديان»، تقريرًا في 13 أكتوبر 2019، أكدت عبر معلومات حصلت عليها من مسؤولين مهمين، أن ما لايقل عن 750 شخصًا على علاقة بتنظيم داعش، قد تمكنوا بالفعل من الفرار من أماكن الاحتجاز.
كما نقلت الصحيفة عن الرئيس المشارك لإدارة مخيم عين عيسى، جلال عياف، أن المخيم يستوعب حوالي 249 امرأة و 700 طفل ترتبطهم علاقة بداعش، مشددًا على أن عمليات القصف التركي بالقرب من المخيم، قد أحدثت الكثير من أعمال الشغب بين النساء مؤكدًا أن بعضهن اعتدين على الحراس للفرار، وقد تمكن بالفعل.
بينما لفتت صحيفة «صن» إلى أن أكثر من تمكنوا من الهروب بشكل حقيقي هم النساء، وترجح أن من بينهم البريطانية توبا جندال البالغة من العمر 25 عامًا، والتي اشتهرت بانشغالها بملف تجنيد النساء البريطانيات داخل التنظيم، والتي لطالما توسلت مؤخرًا للعودة إلى بلادها.
كما نشرت صحيفة «صن» عدة صور تشير إلى هروب النساء المتشحات بالسواد مع بعض الأطفال من مخيم عين عيسى، مؤكدةً أن الأكراد باتوا يرفضون الآن تسليم من هم مازالوا بحوذتهم من العناصر إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

مأساة الأطفال
إذا كانت المخيمات هي الحلقة الأضعف في مسلسل المحتجزين من داعش واستطاعت بعض النساء بالفعل الهرب، فماذا عن الأطفال وكيف سيتعامل العالم مع الأيتام منهم تحت القصف التركي للأراضي السورية؟.
فخلال المعارك المحتدمة والضربات العسكرية المتبادلة بالشمال السوري تمكنت شبكة الـ«BBC» في 13 أكتوبر 2019،  بشكل «غريب» من الوصول إلى أخطر المخيمات التي يُشكك البعض في هروب النساء منها، وهو مخيم عين عيسى، وبهدوء التقطت الشبكة ثلاثة أيتام، ترجح أنهم لعائلة بريطانية قتلت في المعارك.
وتقول الشبكة: إن الأطفال، وهم أميرة وهبة وحمزة بالترتيب العمري يريدون العودة إلى بلادهم، بعد أن اقتادهم آباؤهم إلى المنطقة في عمر الخمس سنوات على الأكثر، وردًا على ذلك، صرح متحدث باسم الحكومة البريطانية لصحيفة صن، أن المسؤولين على علم بوجود أطفال مجبورين على الارتباط بداعش، مشيرًا إلى أن أنصار داعش وزوجات وأرامل الإرهابيين هربوا بعد مهاجمة الحراس وخرق البوابات؛ نتيجة الفوضى التركية التي عمت المنطقة.

تدابير دولية
مع تيقن الجميع من خطورة مجريات الوضع في المنطقة وتمكن العناصر الداعشية بالفعل من الهروب، تحرص الدول على فرض إجراءات صارمة؛ للحيلولة دون تأثر حدودها بإمكانية عودة الدواعش.
وفي هذا الإطار، حضر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون في 14 أكتوبر 2019، اجتماعًا مع أعضاء مجلس الدفاع والأمن الوطني؛ للوقوف على ملابسات الأوضاع في شمال شرق سوريا، مؤكدًا على سعي بلاده لوقف العدوان التركي، وإلزام الأجهزة الأمنية بالبلاد باتخاذ كافة التدابير اللازمة؛لمنع عودة الدواعش إلى الأراضي الفرنسية.
وباجتماع آخر لحلف شمال الأطلسي «الناتو» في 14 أكتوبر 2019، قال الأمين العام ينس ستولتنبرج: إن العمليات العسكرية التركية تنذر بمزيد من الخطورة والتصعيد في المنطقة، مشددًا على أن الملف الأهم في هذه المعركة، هو منع الدواعش المحتجزين من الهروب.

شارك