منسجمًا مع جهله السياسي.. «أردوغان» يشبه اعتداءه العسكري بعمليات التحالف العربي
الإثنين 14/أكتوبر/2019 - 05:46 م
طباعة
نورا بنداري
وجهت العديد من الدول إدانات واسعة لتركيا بشأن العمليات عسكرية شمال سوريا، ولم يجد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمام اتساع الإدانات الدولية لتهوره العسكري إلا الرد فقط على المملكة العربية السعودية، التي كانت واحدة من دول كثيرة نددت بالعمل التركي في شمال سوريا؛ حيث اتهم أردوغان المملكة- في لقاء مع أعضاء من حزب العدالة والتنمية الحاكم، نقلها التلفزيون الرسمي التركي- بأن عمليات التحالف السبب فيما يحدث في اليمن، مطالبًا السعودية- تحديدًا- بعدم التنديد بالعمليات التركية.
رد يمني
وردت الحكومة اليمنية في بيان لها نشرته وكالة الأنباء الرسمية اليمنية يوم السبت 12 أكتوبر 2019، على حديث «أردوغان» حول عمليات التحالف العربي؛ حيث وصفت الحكومة اليمنية تصريحات الرئيس التركي بأنها استفزازية، وأن مقارنته بين انتهاك تركيا لسيادة واستقلال سوريا وبين عمليات تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية لمواجهة الحوثيين، بأنها مقارنة ظالمة وباطلة.
وذكرت الحكومة اليمنية أنقرة بمواقفها المصلحية السابقة المساندة للشرعية ولعمليات تحالف دعم الشرعية في اليمن، مؤكدةً أن العمليات جاءت بدعوة من الرئيس اليمني «عبدربه منصور» في مواجهة متمردين إرهابيين مدعومين من إيران، وأكدت الحكومة اليمنية أن جهود تحالف دعم الشرعية ترتكز لمبدأ الدفاع عن النفس المضمن في المواثيق الدولية خاصةً ميثاق الأمم المتحدة وميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك.
وندد اليمن بالهجوم التركي الذي يستهدف شمال سوريا، مؤكدًا وقوفه إلى جانب الشعب السوري وتطلعاته المشروعة في نيل الأمن والاستقرار وممارسة حقه في الحكم والسيادة على كامل أراضيه.
دوافع أخرى
تأتي المواقف التركية المناهضة لجهود قوات التحالف العربي لمواجهة الميليشيا الإيرانية في اليمن؛ لتكشف عن مساعي «أردوغان» لتفتيت المنطقة العربية وجعلها عرضة للتدخلات الخارجية؛ حيث تنسجم المواقف التركية مع المواقف الإيرانية في ضرب استقرار المنطقة وجعلها ساحة رخوة للتدخلات الأجنبية، وهو ما يحصل اليوم في الأراضي السورية واليمنية والعراقية والليبية.
إضافةً إلى أن موقف «أردوغان» يضع حلفاءه في اليمن وبالتحديد الإخوان الممثلين في «حزب الاصلاح اليمني» في مأزق حقيقي ويكشف بالتالي حقيقة هذه التحالفات أمام الرأي العام في اليمن وتعرضها مع تطلعات الشعب لإنقاذ البلاد من المتمردين، بيد أن في المحيط العربي لا تجد تركيا مواقف مساندة لها سوى الموقف القطري.
مزايدة تركية
وفي تصريح للمرجع،أوضح «مصطفي أمين» الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية، أن مقارنة «أردوغان» اعتداءه على سوريا بعمليات التحالف في اليمن، يعد مزايدة رخيصة لا تليق برئيس، وما يقوم به «أردوغان» يعتبر شكل من أشكال الابتزاز، ببعث رسالة لدول التحالف ، مفاداها «أن ما يقوم به في سوريا يخدم مصالحه تمامًا مثل عمليات التحالف».
وأشار «أمين» إلى أن قوات التحالف العربي دخلت اليمن بطريقة شرعية، عندما طالبت الحكومة اليمنية من الدول العربية حماية اليمن من تغلغل وسيطرة الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران على الحكم في اليمن، الأمر الذي يؤكد أن السعودية سعت لإعادة الأمور لسياقها الطبيعي في اليمن؛ بهدف نشر الأمن والاستقرار وتخليص صنعاء من العصبات الإرهابية، أما بالنسبة لما تقوم به تركيا في سوريا، فالأمر مختلف تمامًا؛ حيث إن «أردوغان» تدخل لغزو الشمال السوري لحماية مصالحها السياسية وحماية مصالح جماعته؛ لأن غزو الشمال السوري يأتي على حساب القضية السورية، فالرئيس التركي يهدد الشعب السوري والمجموعات الكردية الموجود في الشمال السوري، في محاولة منه لإبعاد اللاجئين السوريين عن تركيا وإدخالهم إلى منطقة الشمال السوري، وهذا يعد احتلال واضح من جانب «أردوغان».
وأضاف «أمين»، أن جميع أحاديث «أردوغان» مليئة بالمزايدة وليس لديه حجج واضحة، وهذا يرجع إلى الأزمات الكثيرة التي يعاني منها بالداخل التركي خلال الفترة الماضية التي قوضت من شعبته؛ لذا فهو يحاول أن يلعب على وتر الحصول على الشعبية من خلال غزو الشمال السوري، وهذا لخدمة مصالحه ومصالح حزبه الحاكم.