اتفاق الأكراد والأسد.. روسيا تقلب الطاولة على أردوغان في سوريا
الثلاثاء 15/أكتوبر/2019 - 10:18 ص
طباعة
علي رجب
يبدو أن اتفاق الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية «قسد» قلب الطاولة على مخططات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ حيث تهدد تلك الاتفاقيات بوقف عمليته العسكرية الهادفة إلى احتلال شرق الفرات والمسماة «نبع السلام».
وأعلنت قوات «قسد» الاتفاق مع الحكومة السورية بإعادة انتشار الجيش السوري على الحدود مع تركيا بعد وساطة وضمانات من قبل روسيا.
بدوره، ذكر مسؤول مركز العلاقات الدبلوماسية في «حركة المجتمع الديمقراطي» الكردية، آلدار خليل، أن مذكرة التفاهم بين قوات سوريا الديمقراطية والجيش السوري عسكرية بحتة، وأنها إجراء طارئ للوقوف أمام العدوان التركي.
وقال «خليل» عبر حسابه على «تويتر»: إن التفاهم بين «قسد» والجيش السوري عسكري بحت، ولا يتناول وضع الإدارة الذاتية أو المدن والبلدات الأخرى، وإجراء طارئ للوقوف أمام العدوان التركي على سوريا عامة في استهدافه لشمال وشرق سوريا، مضيفًا: «شعبنا في شمال وشرق سوريا لم يكن داعيًا في أي مرحلة للانفصال، على العكس أثبت ما هو مطلوب من أجل وحدة سوريا ومجتمعها».
ودخلت وحدات من الجيش العربي السوري مدينة الطبقة ومطار الطبقة العسكري وبلدة عين عيسى وعددًا من القرى والبلدات بريف الرقة، إضافة إلى بلدة تل تمر بريف الحسكة الشمالي، وذلك انطلاقًا من واجبه بحماية الوطن والدفاع عنه في مواجهة العدوان التركي ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية، وفقًا لوكالة «سانا» السورية الرسمية.
أكاذيب أردوغان
فيما وصف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الاتفاق بين الأكراد وسوريا بـ«الإشاعات»، زاعمًا أن تركيا لن تدخل منبج، بل سيدخلها سكانها الأصليون من العرب والعشائر، وبلاده تهدف لضمان أمنهم وسلامتهم فقط، وذلك خلال إجابته عن أسئلة الصحفيين في مطار أتاتورك الدولي قبيل توجهه إلى «باكو» عاصمة أذربيجان.
وأعرب أردوغان عن ارتياحه من الموقف الروسي، فيما استخدم بحق الولايات المتحدة والغرب عبارات تنمّ عن الاستياء والانزعاج، وفيما يتعلق بادعاءات إبرام اتفاق بين النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية، أشار الرئيس التركي إلى وجود الكثير من الإشاعات في هذا الصدد قائلًا: «حاليا يبدو أننا لن نواجه مشكلة مع نهج روسيا في كوباني، وفيما يتعلق بمنبج نحن في مرحلة تنفيذ قرارنا الذي اتخذناه بشأنها».
مستقبل «نبع السلام»
وحول مستقبل عملية «نبع السلام» التركية، قال الخبير في الشؤون الدولية، نضال السبع: إن أردوغان قدم لنا خدمة جليلة للحكومة السورية.
وأضاف «السبع» في تصريح له، أن عملية نبع السلام جعلت الأكراد يطرقون أبواب دمشق بحثًا عن التفاوض، مؤكدًا أن التفاهمات بين الأكراد والحكومة السورية شكل ضربة كبيرة لأردوغان.
وتابع: أن هناك وفدًا روسيًّا زار مدينة القامشلي السورية وكان باستقباله وفد من قوات «قسد»، وبعد مباحثات طويلة توجه الوفد الروسي ومعه وفد كردي إلى قاعدة حميميم الروسية وتم التفاهم مع الحكومة السورية.
وأضاف الخبير الدولي، أن الحكومة السورية ووفد «قسد» توصلا إلى تفاهم كبير يقضي بنشر قوات الجيش السوري في مناطق شرق الفرات والحدود السورية التركية، حتى لا يتكرر ما حدث في عفرين.
وأوضح أن عملية أردوغان أدت إلى وحدة العالم العربي ضد تركيا، وفتح الأبواب نحو عودة سوريا للجامعة العربية، مردفًا: «في الماضي كنا نبحث عن دولة غربية واحدة تقف معنا ضد سياسته، واليوم كل أوروبا تندد به».
وأكد «السبع» أن استمرار أردوغان في العملية العسكرية سيؤدي حتمًا إلى صدام مع حلفاء الأسد «روسيا وإيران».