بعد فوز قيس سعيد.. ملامح مستقبل «النهضة» في تونس

الثلاثاء 15/أكتوبر/2019 - 10:20 ص
طباعة بعد فوز قيس سعيد.. أسماء البتاكوشي
 
هنأت حركة النهضة -ذراع جماعة الإخوان في تونس- أستاذ القانون «قيس سعيد» بعد الإعلان الرسمي عن فوزه في انتخابات الرئاسة التونسية.

وقال راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة، في منشور له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماع «فيس بوك»: إن النهضة تهنئ المرشح الفائز في الانتخابات الرئاسية في دورها الثاني «قيس سعيد».



وأكدت «النهضة» أن الغنوشي اتصل بقيس سعيد لتهنئته، وعبّر الأخير عن استعداده للتعاون والعمل المشترك مع حركة النهضة، كما دعت الحركة أنصارها إلى الالتحاق والاحتفال مع مناصري قيس في شارع الثورة.



مستقبل النهضة



وتطرح المعطيات الجديدة تساؤلًا عن مستقبل حركة النهضة وجهازها السري، خاصةً بعد التصريحات التي أدلى بها قيس سعيد في وقت سابق وأكد فيها أنه لن يسمح بوجود جهاز خارج الدولة.



وقال قيس سعيد: إن قضية الجهاز السري لحركة النهضة من مسؤولية القضاء، مؤكدًا رفضه وجود أي جهاز خارج إطار الدولة.



وأضاف خلال مناظرة تلفزيونية، أنه لا بد من تشكيل محكمة مختصة تبحث في قضية الجهاز السري لحركة النهضة. 



وفي وقت سابق أعلنت النيابة العامة التونسية، فتح تحقيق بشأن معلومات تفيد بامتلاك حركة النهضة جهازًا سريًّا موازيًا للدولة، والتلاعب بوثائق ترتبط باغتيال السياسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي.



وكان المحامي «رضا الرداوي»، عضو لجنة الدفاع فى قضيتى «بلعيد والبراهمي»، قد كشف تفاصيل علاقة الحركة الإخوانية بعمليتي الاغتيال، وقال: إنه عثر على معلومات بشأن التنظيم الخاص للنهضة، لافتًا إلى أن اسمه في البداية كان «الجهاز الأمني»، وفقًا لمقترح إخوان مصر.



وأضاف «الرداوي» أن التنظيم الخاص المكون من 6 أشخاص برئاسة راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة، تلقى دورة تكوينية في الاستخبارات من قبل وفد إخواني مصري، وأن الوفد وصل لتقديم دورة في الزراعة؛ ما مكن «النهضة» من التجسس على مؤسسات رسمية في الدولة لصالح جهات أجنبية من ضمنها المخابرات الإيطالية.




إنقاذ النهضة


بدوره، قال أبوالفضل الإسناوي الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، في تصريح لـه: إن مستقبل حركة النهضة بعد وصول قيس سعيد لقصر قرطاج، يعني أن نجاحه هو مرحلة إنقاذ كبيرة للحركة، خاصة بعد خسارتها في انتخابات البرلمان التونسي.



وتابع: في تصوري أعتقد أن إعلان نبيل القروي مسبقًا رفض التعاون مع النهضة؛ جعلها تلجأ إلى إعلانها دعم قيس سعيد؛ ما يعطي نفسًا آخرَ للحركة.



وأضاف «الإسناوي» أنه لو نظرنا إلى الـ10 أحزاب الأولى في انتخابات البرلمان، نجد 4 منهم تدعم قيس سعيد، منها حركة النهضة التي حصلت على 52 مقعدًا، مؤكدًا أنها مجموعة أحزاب أعلنت عن موقفها الثابت في دعم قيس بالمرحلة الأولى؛ ما يعني أن فوز قيس سعيد، سيؤدي إلى إعلان تقاربات بين هذه الأحزاب الأربعة لتشكيل حكومة، بالتالي سيعطي نفسًا للنهضة لتتقدم وتشكل الحكومة التونسية الجديدة.



وأشار الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إلى أنه في حال التوافقات ستكون النهضة المكون الرئيسي للحكومة، باعتبارها الحاصلة على أكبر عدد للمقاعد في البرلمان، وبالتالي سيكون رئيس البرلمان هو أحد عناصرها، وكل هذه الأمور خدمت مصالح حركة النهضة.



ويرى الإسناوي أن هناك سيناريو آخر، وهو رفض الأحزاب الأخرى التي دعمت قيس سعيد التوافق مع حركة النهضة؛ ما سيضعها في مأزق كبير، وبالتالي سيتوقف هذا على موقف الرئيس التونسي الجديد، فإذا تم الائتلاف ستأخذ النهضة أنفاسها من جديد وتعود للمشهد مرة أخرى.



وفيما يتعلق باتهام قيس بأنه أحد أذرع حركة النهضة، قال الإسناوي إن البعض يرى أن «سعيد» لديه ميول دينية، إضافةً إلى أن تصريحاته فيما يتعلق بمسألة المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث ورفضها، فهذا أيضًا دليل أنه يمثل تيارًا دينيًّا محافظًا.



وأردف: لكن هناك تيارًا آخرَ يرى أن قيس سعيد هو أحد أبناء التيار القومي المعارض، وما حدث مع النهضة هو مجرد توافقات انتخابية.

شارك