أيديولوجية مشتركة.. سرّ دعم «عمران خان» للعدوان التركي على سوريا

الثلاثاء 15/أكتوبر/2019 - 12:05 م
طباعة أيديولوجية مشتركة.. نهلة عبدالمنعم
 
في ظل ما تعانيه العاصمة الباكستانية «إسلام آباد» من احتمالية إدراجها على القائمة السوداء للدول الراعية للإرهاب من قبل فريق العمل المالي «FATF»، إلى جانب الكثير من الملفات الشائكة الخاصة بها، أعلنت باكستان دعمها الكامل للحكومة التركية ورئيسها رجب طيب أردوغان في الضربة العسكرية ضد الشمال السوري العربي.


وخلال مكالمة هاتفية أجريت في 12 أكتوبر 2018 عبر رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان لـ«أردوغان» عن تأييده للاجتياح التركي لشمال شرق سوريا، قائلًا إن بلاده تعي المخاطر الإرهابية التي تهدد تركيا عبر هذه النقطة الجغرافية.



يأتي ذلك في الوقت الذي تتحدث فيه العديد من التقارير عن فتح تركيا حدودها لإلحاق الأجانب بصفوف «داعش» وتزويد المجموعات الإرهابية الأخرى بالعناصر البشرية والمادية، فضلًا عن علاقتها الوثيقة بجبهة النصرة الناشطة بسوريا.



إلى جانب ذلك، تقصف أنقرة الأماكن القريبة من السجون التي يقبع فيها الدواعش، بعد أشهر فقط من إعلان التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية القضاء على التنظيم بالمنطقة، ما أسهم في هروب العديد من العناصر لاسيّما النساء، وفق ما ذكرت «الجارديان» فقد استطاع نحو 750 شخصًا من الفرار من مخيم عين عيسى.



كما أن غالبية دول العالم وحكوماتها تعي جيدًا بأن الحرب التركية المشتعلة بالمنطقة هي سياسية بامتياز يقصد من خلالها إبادة العرق الكردي، بالإضافة إلى بعض الأهداف الاقتصادية الأخرى.

مصالح مشتركة



في يوليو 2019 تحدث سفير باكستان في تركيا، محمد سايرس واصفًا العلاقات بين بلاده وأنقرة بأنها حلوة كالمانجو، إذ إن باكستان بجميع مشاكلها الأمنية الناتجة عن احتضانها لحركة طالبان وعناصر من القاعدة وداعش وغيرها من المجموعات الإرهابية الأخرى الناشطة في إقليم كشمير المتنازع عليه بين الهند وباكستان، تمثل واحدة من أهم الأسواق التجارية للأسلحة التركية.



وبحسب تقارير إعلامية تركية فإن 2018 شهد وصول صادرات تركيا من الأسلحة إلى باكستان ما يعادل 400 مليون دولار ومرجح زيادتها لأضعاف بعد الاتفاق على تزويد الأولى لإسلام آباد بمروحيات أتاك المعروفة بـ«T129» ومنتجات أخرى دفاعية وصاروخية.



كما أوردت صحيفة «Economic Times» في 12 أكتوبر 2019 بأن البلدين على وشك إبرام صفقة بـ2.3 مليار دولار لتزويد باكستان بأسطول حربي؛ إذ إن السفن التركية تعد هي الممول الأول لسلاح البحرية في الجيش الباكستاني.



بدورها، أبدت نيودلهي مخاوف كبيرة إزاء هذا الوضع خاصة أن أنقرة تسعى لتأمين وتجهيز أفضل الغواصات البحرية الباكستانية وبناء مقر للقيادة البحرية بالقرب من المركز البحري القيادي للهند.

زيارة مرتقبة



على صعيد متصل، فإنه من المتوقع أن يزور أردوغان باكستان في 23 أكتوبر 2019 مقدمًا مشروعاته الاقتصادية للدولة المأزومة إرهابيًّا؛ لتوطيد العلاقة الاستراتيجية فيما بينهما للمناورة بها في ملفات أخرى، إلى جانب تحقيق بعض من أحلامه الرامية إلى العثمانية الجديدة عن طريق السيطرة الدبلوماسية والاقتصادية على الدول المؤثرة في المشهد العالمي للأزمات.



وعن الزيارة المرتقبة تحدثت صحيفة «DAWN» الباكستانية، في 14 أكتوبر 2019 قائلة: إن أردوغان يهدف إلى استبدال الاحتياج الطبي للهند ببلاده، ما يعني تقديم صفقة طبية مهولة ورعاية المرضى الباكستانيين في مستشفيات تركيا بدلًا من السفر للهند، إذ يضطر الباكستانيون للسفر إلى نيودلهي حيث التقدم الطبي في بعض التخصصات.



وفي هذا الإطار تقول دراسة لمركز «جاستور» حول العلاقات بين الدول الآسيوية الإسلامية وتركيا، إن الروابط العثمانية القديمة وتربية أفراد المجتمع على الولاء للحاكم وفقًا لمفردات هذه الدولة القديمة يلقي بظلاله على تقبل هذه الشعوب للوصاية التركية، إلى جانب المصالح المشتركة والأيديولوجية المسيطرة على السياسات الخارجية والداخلية أيضًا لهذه الدول.

شارك