معهد دراسات الحرب: الانسحاب الأمريكي من شمال سوريا أعاد «داعش» للحياة
الثلاثاء 15/أكتوبر/2019 - 01:10 م
طباعة
أحمد سلطان
قال معهد دراسات الحرب: إن الولايات المتحدة الأمريكية ستدفع ثمنًا باهظًا لقرار انسحابها من شمال سوريا، الذي أتاح لتركيا بدء عملية عسكرية ضد القوات الكردية في تلك المنطقة.
وأضاف المعهد -وهو مؤسسة بحثية أمريكية مستقلة- أن الولايات المتحدة خسرت الداعم الأكبر لها في محاربة تنظيم داعش داخل سوريا، وهم قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، مشيرًا إلى أنها ستستغرق سنوات؛ لكي تدرك أنها قد خسرت حليفها الأبرز في محاربة الإرهاب بعد انهيار جسور الثقة بين الطرفين، بتخلي الولايات المتحدة عن الأكراد في مواجهة تركيا.
وأوضح المعهد في تحليل جديد صادر عنه، أن تداعيات الانسحاب الأمريكي من شمال سوريا ستكون سيئة على مستقبل أعمال مكافحة الإرهاب، كونها سترسل لجميع الأطراف رسالة مفادها أن الولايات المتحدة تتخلى عن حلفائها ولا تقف بجوراهم.
وذكر معهد دراسات الحرب، أن الانسحاب الأمريكي من سوريا، شجع الإرهابيين من جميع أنحاء العالم على التفكير في العودة من جديد لسوريا، لإعادة تأسيس الخلافة المكانية لتنظيم داعش، مضيفًا أن العقبة الوحيدة أمام عودة داعش كانت القوات الكردية التي أصبحت منشغلة بصد الهجوم العسكري التركي على مناطق سيطرتها.
وفى ذات السياق، كشفت صحيفة ديفينس نيوز الأمريكية المتخصصة في شؤون الأمن القومي أن القوات الكردية أوقفت أعمال مكافحة تنظيم داعش عقب الهجوم التركي.
وتوقع معهد دراسات الحرب، أن تشهد الفترة المقبلة نشاطًا أكبر لتنظيم داعش، عن طريق شن هجمات إرهابية منسقة، وتحفيز العناصر المنتشرة في عدد من الدول على تنفيذ هجمات الذئاب المنفردة، معتبرًا أن الإرهاب سيطلق حربه العالمية خلال الفترة المقبلة.
ودعا زعيم تنظيم داعش «أبوبكر البغدادي» في كلمة صوتية له، قبل عدة أسابيع، خلايا التنظيم المنتشرة داخل الشمال السوري ومناطق شرق الفرات، إلى شن هجمات إرهابية على معسكرات احتجاز الدواعش؛ لتحرير مقاتلي التنظيم المحتجزين لدى القوات الكردية.
التمدد التركي
وفى سياق متصل، قال معهد دراسات الحرب: إن عملية نبع السلام العسكرية التركية، بدأت بقصف مخيمات اللاجئين والمستشفيات الميدانية، والقرى، كما قامت الفصائل السورية المسلحة المحسوبة على تركيا باغتيال واحدة من السياسيين الأكراد، بعد أن أوقفوها في كمين نصبوه في شمال سوريا.
وأشار المعهد، إلى أن قوات الجيش التركي والفصائل المتعاونة معه يشنون هجمات ضد المدنيين، بينما تغض الولايات المتحدة الطرف عن الانتهاكات التركية.
وأكد المعهد، أن نظام الرئيس التركي يسعى عبر عملية نبع السلام العسكرية؛ لإقامة ما يسمى بالمنطقة الآمنة في شمال سوريا، وإعادة ملايين اللاجئين إليها.
ووصف معهد دراسات الحرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأنه من «العثمانيين الجدد»، لافتًا إلى أن يسعى إلى مد نفوذه داخل البلدان العربية، كما فعل سلاطين الدولة العثمانية قديمًا.
وأكد المعهد، أن العرب يعتبرون أن الدولة العثمانية كانت أحد أسباب تخلف بلدانهم؛ لذا من المتوقع أن يواجه التدخل العسكري التركي معارضة من العرب، وخاصةً في مناطق شمال سوريا.