بفضل العقوبات الأمريكية.. إيران تتوقف عن تمويل ميليشياتها الإرهابية
الثلاثاء 15/أكتوبر/2019 - 02:14 م
طباعة
نورا بنداري
نجحت العقوبات الأمريكية المفروضة على ملالي إيران في تحقيق أهدافها، وانعكست سلبياتها على الميليشيا المسلحة المدعومة من قبل طهران، وهو ما أكدته الفصائل الإرهابية، والتي من بينها ما يدعى «اللواء 110» التابع للكرد الفيليين والزركوش في العراق، والذي أسس بدعم إيراني كامل، كما أنه مندرج تحت لواء الحشد الشعبي، ومنتشر في مناطق بشمال شرقي محافظة ديالى بالقرب من الحدود الإيرانية مع العراق، وهذا هو طريق الزوار الإيرانيين.
قطع الرواتب
وفي إطار هذا، كشف مصدر من اللواء نفسه في تصريحات له مع موقع «العربية نت» في 13 أكتوبر الجاري، أن طهران كانت تدفع رواتب عناصره منذ العام 2014، حتى بلغت أزمتها الاقتصادية الخانقة حد الذروة، فقطعت طهران الأموال، موضحًا أن عناصر اللواء لم يعد يصلهم أي إيرادات شهرية، ولذلك قدموا عدة طلبات لهيئة الحشد الشعبي؛ بغرض صرف الأجور، ولكنهم لم يحصلوا على أي نتيجة حتى الآن.
وتفاقمت الأزمة أكثر، بعد أن أدرجت واشنطن «الحرس الثوري الإيراني»، الذي يتولى تدريب وتسليح وتمويل فصائل شيعية عراقية على قائمة الإرهاب؛ لتصل عملية دفع الرواتب إلى طريق مسدود.
ميليشيات سوريا
لم تنتهِ توابع الأزمة عند الحشد الشعبي فقط، بل امتدت إلى الأراضي السورية؛ حيث واجهت الميليشيات المدعومة إيرانيا نفس المصير، ففي أواخر مارس الماضي، نشرت صحيفة « نيويورك تايمز» الأمريكية عن أحد الارهابيين التابعين لميليشيا تدعمها إيران في سوريا، أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران تسببت في خفض رواتبهم، موضحًا أن إيران ليس لديها ما يكفي من المال؛ لتنمحه لميليشياتهم.
كما أوضح تقرير «نيويورك تايمز»، أن الأزمة المالية الإيرانية، التي تفاقمت بسبب العقوبات، بدأت تقوض دعم طهران للجماعات المسلحة والحلفاء السياسيين، الذين يعززون النفوذ الإيراني في العراق وسوريا ولبنان وأماكن أخرى، متسائلة عن أنه في الوقت الذي يظهر فيه حلفاء إيران في المنطقة علامات على الضغوط المالية، فما مدى انعكاس ذلك على النزاعات المسلحة في سوريا والعراق على المدى الطويل؟.
حزب الله يلجأ للتبرعات
على صعيد متصل، اشتكت ميليشيا «حزب الله» اللبناني، الجماعة الشيعية الموالية للولي الفقيه، والممولة من إيران، اشتكت من تأثير العقوبات الاقتصادية الأمريكية؛ حيث اعترف «حسن نصرالله» أمين عام «حزب الله» في 8 مارس 2019، بثقل العقوبات الأميركية على الحزب، فاستنجد بـ«هيئة دعم المقاومة» لمواجهة العقوبات من خلال تفعيل نشاطهم المادي لجمع التبرعات، كما أن عناصر من حزب الله اللبناني، أوضحوا أنهم فقدوا الكثير من رواتبهم وخسروا مزايا أخرى.
رؤية تكتيكية
في تصريح للمرجع، أكد أحمد قبال، الباحث المتخصص في الشأن الإيراني بمركز الأهرام للدرسات السياسية والاستراتيجية، أن تمويل إيران لجماعات وميليشيات إرهابية في سوريا والعراق ولبنان ودعمها للحرب في سوريا واليمن بأشكال ووسائل مختلفة، ساهم في تفاقم أزمتها الاقتصادية، إلا أنه من اللافت للنظر أن إيران ونظامها السياسي يعتمد في سياسته وتدخلاته الخارجية على ميزانية موازية غير رسمية منبعها مرشد الإيراني «خامنئي»، وحسابات ومشروعات اقتصادية عملاقة تتبع الحرس الثوري ولا تخضع لرقابة المؤسسات الحكومية، وتلك الأموال التي تحصل عليها، تذهب لمؤسسة المرشد والنذور والتبرعات وتقدر بالمليارات وتشكل اقتصاد موازي ينفق منه النظام لتحقيق مصالحه وأهدافه الخارجية.
وأضاف «قبال»، أنه ربما يتخلى الحرس الثوري عن تمويل بعض المليشيات كإجراء تكتيكي، يقابله دعم ميليشيات ونشاطات أخرى؛ لأنه أيضًا يسير وفق رؤية ودعم مالي لا ينضب، وإن كانت مؤسسة المرشد التي يصلها بشكل مستمر أموال مرتبطة بالانتماء المذهبي من أعداد كبيرة من الشيعة في الخليج والعراق وسوريا ولبنان، تنفق أموالًا على مؤسسات خيرية داخل إيران، إلا أن أموال ضخمة توظف لتحقيق أهداف النظام التوسعية في الخارج.
وأضاف أن النظام الإيراني وسياساته في العراق، لا تتأثر إلا من خلال الرأي العام العراقي ومطالب التغيير التي قد تسهم في خفض النفوذ الإيراني في العراق كخطوة أولى لمحاربة الفساد وتشكيل دولة جديدة خارج نطاق الهيمنة الإيرانية، ومن ثم فإن معركة نظام الملالي تتمثل في إثارة الطائفية والتركيز على خطر النفوذ الأمريكي والإرهاب.