مأزق أردوغان.. الأكراد يستعينون بالجيش السوري لصد العدوان التركي
الثلاثاء 15/أكتوبر/2019 - 02:48 م
طباعة
سارة رشاد
أعلنت الإدارة الذاتية الكردية «كيان سياسي دشنه الأكراد لإدارة شؤونهم بعيدًا عن الدولة السورية» توصلها، الأحد 13 اكتوبر 2019، لاتفاق مع دمشق يقضي بانتشار الجيش السوري في مناطق شرق الفرات؛ للتصدي للعملية العسكرية التي بدأتها تركيا الأربعاء 9 أكتوبر 2019، بدعوى استهداف الإرهابيين.
الجيش السوري وتنازلات كردية
وفي بيان موجز نشرته الإدارة عبر حسابها الرسمي على «فيسبوك» قالت: «ولكي نمنع ونصد هذا الاعتداء فقد تم الاتفاق مع الحكومة السورية التي من واجبها حماية حدود البلاد والحفاظ على السيادة السورية؛ كي يدخل الجيش السوري وينتشر على طول الحدود السورية التركية؛ لمؤازرة قوات سوريا الديمقراطية؛ لصد هذا العدوان وتحرير المناطق التي دخلها الجيش التركي ومرتزقته المأجورون».
ووفقًا لما ورد في البيان، فالجيش السوري سيكون مطالبًا بصد الهجوم التركي، لاسيما استرداد باقي المدن السورية التي تفرض عليها تركيا سيطرتها مثل عفرين.
وطالبت الإدارة أهالي المناطق الخاضعة لسيطرتها، بعدم التصدي لعناصر الجيش السوري، موضحًا لهم أن حضورهم إلى هناك جاء وفقًا لاتفاق مع الإدارة.
ولم يكشف الجانب الكردي عن تفاصيل الاتفاق أو التنازلات التي قدموها لإقناع دمشق بالتدخل لمنع تقدم تركيا؛ إذ كانت دمشق قد تعمدت عدم التدخل في أي مواجهات بين الكرد السوريين وتركيا كنوع من العقاب للأكراد الذين استغلوا الأزمة السورية، وأعلنوا تأسيس إدارة ذاتية منفضلة عن العاصمة دمشق.
وخلال العام الأخير، دخلت الإدارة الذاتية في مفاوضات مع دمشق، إلا أنها انتهت بالفشل؛ نظرًا لإصرار دمشق على حل الأكراد لكافة الكيانات المستقلة التي بنوها في سنوات الحرب السورية، فيما يتمسك الكرد بما يعتبرونه إنجازات في طريق الانفصال وتكوين دولة.
ورغم تجنب الإدارة الذاتية الحديث عن أي تنازلات قد قدموها للدولة السورية، إلا أن مقال نشرته مجلة «فورين بوليسي» الأحد، للقائد العام لقوات سوريا الديموقراطية «قسد»، مظلوم عبدي، قد أكد على حتمية تقديم تنازلات، حال ما فكر الأكراد الاستعانة بدمشق.
وقال: «قدم لنا الروس والنظام السوري اقتراحات قادرة على انقاذ حياة ملايين من الناس يعيشون تحت حمايتنا»، معقبًا: «نعرف أنه سيكون علينا تقديم تنازلات مؤلمة، لكن علينا الاختيار بين التنازلات أو إبادة شعبنا، وبالتأكيد سنختار الحياة لشعبنا».
ووفقًا لهذه التطورات، تكون تركيا في مواجهة مباشرة مع الجيش السوري وحليفه الروسي، وهو ما كانت تتجنبه الأولى على طول الخط؛ إذ كانت تعمل في المشهد السوري عبر فصائل تصنعها وتحارب باسمها؛ حتى لا تكون في مواجهة مباشرة مع الجيش السوري.
تركيا في مأزق
الناشط السوري، عمر رحمون، اعتبر أن الاتفاق وضع الجيش التركي في مأزق؛ إذ سيكون عليه محاربة الجيش السوري في أرضه، ومن ثم إحباط الخطاب التركي الذي تزعم فيه أنقرة خوضها لاعتداء عسكري؛ من أجل محاربة الإرهاب، وليس اعتداءً على سوريا.
وقال: إن النتائج محسومة لصالح الجيش السوري، وستخرج تركيا خاسرة ليس شرق الفرات فقط، بل باقي المدن التي استولت عليها في وقت سابق بعمليات عسكرية شبيهة.
وكان الناشط السوري، قد نشر أخبار عبر حسابه على فيسبوك، يفيد بوصول قوات الجيش السوري بالفعل إلى الحسكة، واستلامه للحواجز الأمنية من الأكراد، فيما اعتبر ما حدث من اتفاق بين الأكراد والدولة السورية إقرار من الأول بوقوعه ضمن سيادة الدولة السورية، ومن ثم إجهاض كافة محاولاته التي بذلها عقب 2011 للانفصال.
من جانبه، توقع الباحث السياسي، محمد فرّاج أبو النور، أن ينهي دخول الجيش السوري في المشهد العمليةالعسكرية التركية سريعًا، وتعود تركيا مجبرة إلى حدودها.
وأكد على أن تركيا لن تقوى على مواجهة الجيش السوري، ليس لأسباب عسكرية، ولكن لكون تدخل الجيش يضع عملية تركيا في خانة الاعتداء على السيادة السورية.
يذكر أن تركيا قد ردت على الاتفاق المذكور بتأكيدها الاستمرار في عمليتها؛ إذ قال مستشار الرئيس التركي، ياسين أقطاي، في تصريحات لوكالة سبوتنيك الروسية: إن قواته مستمرة في عملها متوقعًا اندلاع اشتباكات مع الجيش السوري.