الانتحار وسيلة الإيرانيين للهروب من فقر الملالي
الأربعاء 16/أكتوبر/2019 - 12:15 م
طباعة
روبير الفارس
كشفت تقارير اعلامية وحقوقية عن ازدياد حالات الانتحار الجماعي في ايران علي اثر تفاقم كوارث البطالة والفقر التى نجمت عن حكم الملالي ودعمهم للارهاب العالمي وقال تقرير حديث ان هناك أنباء مأساوية مروعة وغير مسبوقة في أرجاء المدن الإيرانية عن حالات الانتحار الجماعي والعائلي. أنباء انعكست في وسائل إعلام نظام الملالي على نطاق واسع. وذكر التقارير بعض الحالات المفجعة منها
اعترفت وسائل الإعلام الحكومية أن جميع أعضاء إحدى العائلات أقبلوا على الانتحار في كارثة مأساوية مروعة. فالأم انتحرت بحقن نفسها بكمية كبيرة من الأنسولين، ثم انتحر أبناء الأسرة الثلاث وبينهم فتاتان وصبي بتناول أقراص فوسفيد الألومنيوم.في مدينة يزد.
كما ذكرت وكالة فارس واقعة انتحار في مدينة نيريز حيث انتحرت أم وإبنتها البالغة من العمر 11 سنة، في شارع خوارزمي في مدينة نيريز بمحافظة فارس، وتفيد أنباء أخرى أن رب الأسرة انتحر في اليوم التالي بالدخول عمدًا تحت قاطرة عندما كان راكبًا سيارة أخيه من نوع برايد، بعدما علم بخبر انتحار زوجته ونجلته الصغيرة .
واتخذت كارثة الانتحار أبعادًا أوسع في ظل حكومة الملالي المناهضة لإيران وللإنسانية، ووصلت لدرجة حدوث حالات مأساوية ومروعة من الانتحار الجماعي والعائلي. فالفقر المدقع سبب رئيسي لحدوث حالات الانتحار في إيران حيث دمر الملالي وحرسهم المجتمع الإيراني خلال سنوات حكمهم الأسود على مدى 40 عامًا. فهم يحطمون الشعب الإيراني تحت ضغط الفقر. وكل أنواع الكوارث الاجتماعية والثقافية تجعل الحياة مريرة للشعب ولا سيما النساء والشباب. وفي العام الماضي، تم تسجيل ما لا يقل عن 5 حالات من الانتحار العائلي، بينما لم يتم تسجيل العديد من الحالات بسبب الكبت ورقابة الهيئات الحكومية، ولم يتم كشف النقاب عنها ومنها ألقت أم شابة من أردبيل تبلغ من العمر 18 سنة بنفسها من نافذة الفندق منتحرةً بسبب الفقر بعد أن قتلت ابنتها الصغيرة البريئة البالغة من العمر 2 سنة كما شنقت شقيقتان أنفسهما تبلغان من العمر 30 و 35 سنة وأنهوا حياتهما المليئة بالمعاناة. وايضا قتلت أم في قرية شاوا، الواقعة على بعد 25 كيلومترًا شمال مدينة كرمانشاه، طفليها، علي رضا محمدي البالغ من العمر 6 سنوات، وأميرعباس محمدي البالغ من العمر 3 سنوات شنقًا بالحبال ثم انتحرت.وحول الانتحار في إيران كتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية NCRI في بيانه :أصبح الاتجاه المتزايد للانتحار بين مختلف الطبقات في كافة الفئات العمرية كارثة إنسانية في إيران، وبلغ معدل تقليص سن الانتحار إلى 9 سنوات.
وأضاف البيان: " بموجب اعتراف وسائل الإعلام الحكومية، فإن حالات الانتحار بين النساء ضعف نظيرتها بين الرجال بسبب سياسات نظام الملالي وقوانينه المناهضة للمرأة والظلم والقمع المزدوج الذي يتعرضن له. وفي ظل حكم الملالي، تحتل إيران في الوقت الراهن المرتبة الأولى في الشرق الأوسط من حيث حالات الانتحار حرقًا بين النساءو .كارثة البطالة والفقر في إيران الرازحة تحت حكم الملالي، تظهر نفسها بأبشع صورة. منذ فترة حيث يتوافد الإيرانيون رجالا ونساء، شبابًا وشيوخًا، أميين وخريجين، إلى العراق ويعملون بالأجر اليومي. كما يعملون كبائعة متجولون . وسبب ذلك يعود إلى البطالة المتفشية في إيران، وانخفاض أجور العمال في إيران بنسبة خُمس خط الفقر.
ويقول آرامان حاجيان فرد (خبير اقتصادي): الحد الأدنى لأجر العامل في إيران حسب الحد الأدنى المصدق عليه خلال العام الجاري، هو مليون و115 ألف و 140 تومان. وإذا حسبنا قيمة الدولار حسب السعر الجاري 12 ألف تومان، فهذا المبلغ يعادل 92 دولار وهو أدنى أجر للعامل في كل العالم... في حين الحد الأدنى للأجر في الدول الأوروبية الغربية يعادل حوالي 2000 دولار في الشهر وفي الدول الأوربية الشرقية التي أجرها أقل يعادل مبلغا يتراوح بين 400 و 500 دولار حيث يضاعف حوالي 4 أو 5 مرات الحد الأدنى لأجر العامل في بلدنا إيران» (وكالة أنباء آنا 22 فبراير2019).
وفي يوم 8 أكتوبر، ذكرت وسائل الإعلام الحكومية أن السلة المعيشية أي خط الفقر قد تجاوزت 8 مليون تومان. ووفقًا للتقرير، فإن الأجر الأساسي للعمال الإيرانيين، المصدق عليه في بداية العام من قبل المجلس الأعلى للعمل والبالغ 1.5 مليون تومان حيث ادعوا أنهم أوصلوا إلى نصف خط الفقر ، تم تخفيضه إلى أقل من خمس خط الفقر في غضون ستة أشهر وانخفضت القوة الشرائية للناس بهذا القدر نفسه. ناهيك أن النظام الإيراني قد خفض عدد الأسر من 4 أفراد إلى 3.3 أعشار من أجل المزيد من نهب الأسر العاملة. وفقًا لذلك، في حالة سلة المعيشة لكل شخص يوميًا، ارتفع خلال الأشهر الستة الماضية من 100248 ريال (مائة ألف و248 تومان) إلى 215327 ريال خلال شهر واحد، أي أكثر من مائة بالمائة.
أفادت وسائل الإعلام الحكومية أن السلة المعيشية أو خط الفقر تجاوزت 8 ملايين تومان (يعادل 700 دولار) في الشهر
فهذا التقييم يوضح فرقًا يحصل بين نفقات سلة معيشية لعائلة تواجه معدل التضخم وبين الأجر الأساسي الذي يتقاضاه العامل، وهذا الفرق في أبسط شكل هو مبلغ يقدر 6 ملايين و500 ألف تومان في حين لا يستطيع العامل تأمين ذلك.
ويقول خبير اقتصادي للنظام: «هذا العام وبسبب ارتفاع معدل التضخم، اضيفت نفقات معيشة العمال بنسبة تتراوح بين 800 و مليون تومان. وإذا تم تحديد في زيادة أجر العامل بنسبة 30 بالمائة بالمقارنة بالعام الماضي، فهذا يعادل حوالي 350 ألف تومان، بينما المبلغ الحقيقي لهذه النسبة (35 بالمائة) هو 800 ألف تومان. أي زيادة أجر العامل يتم حسابه على أساس الحد الأدنى للأجر في العام الماضي. وبهذا الحساب فإن القوة الشرائية لشريحة العمال قد انخفضت بنسبة 50 بالمائة» (ايرنا 9 أكتوبر). في ظل سلطة الملالي جيش الفقراء والجياع في إيران یتوسع وخلال اثني عشر شهراً الماضية، فإن موجة التسريح وطرد العمّال من العمل، التي كان نظام الملالي سببها وعامل تفاقمها، أخذت ضحايا بمجموعات كبيرة من العمال.
قد رسّخ نظام الملالي سياسته المشؤومة لإبرام عقود مؤقتة ورخيصة مع العمال الإيرانيين، وفرض على 96٪ من العمال العقود المؤقتة أو الموقعة على ورقة بيضاء، وحوّل الطبقة العاملة الإيرانية إلى واحدة من أرخص القوى العاملة في العالم» وهكذا القهر من ناحية والفقر ناحية يقضي علي اشكال الحياة.