300 ألف مشرد في أسبوع.. حصيلة العداون التركي علي سوريا
الأربعاء 16/أكتوبر/2019 - 12:27 م
طباعة
أميرة الشريف
لليوم الثامن علي التوالي تكثف تركيا وتيرة القصف لبلدات وقرى تقع شمالي سوريا، حيث أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الأربعاء، بأن العدوان التركي على شمال شرق سوريا أسفر عن مقتل 70 شخصا، كما تسبب بنزوح نحو 300 ألف شخص من مناطقهم في أسبوع.
ووفقا لقناة "العربية الحدث"، أوضح المرصد ومقره لندن، أن من هذه الحصيلة 21 شخصا تم استهدافهم بالرصاص أو إعدامهم ميدانيا من قبل الفصائل الموالية لتركيا، ومنهم طفل وامرأتان ومسؤولة حزبية. وأضاف أن 19 شخصا أيضا لقوا مصرعهم، جراء غارات جوية تركية استهدفت مدينة رأس العين ومحيطها وقرية الريحانية، بينهم امرأة واثنان من طاقم صحفي محلي.
ومنذ أسبوع يشن الجيش التركي هجوما على "وحدات حماية الشعب"، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، لإبعاد هذه الفصائل الكردية التي تعتبرها أنقرة تنظيمات إرهابية، عن الحدود الجنوبية لتركيا.
وتابع المرصد: أن من ضمن القتلى أيضا 7 من موظفي الإدارة الذاتية الكردية في شمال تركيا قتلوا بالقصف البري على محيط تل أبيض، مشيرا إلى أن حصيلة القتلى تشمل 6 أشخاص، بينهم طفل وامرأة ورجلان، قتلوا جراء قصف صاروخي استهدف أحياء مدينة القامشلي، و5 بينهم طفل، في القصف على محيط وريف منطقة رأس العين بريف الحسكة، و4 جراء ضربات جوية تركية على قرية الباجية بمنطقة تل أبيض.
وقال المرصد إن 3 أشخاص لقوا حتفهم جراء عمليات قنص على قرى تابعة لتل أبيض، فيما لقت طفلة مصرعها في قصف استهدف ريف القحطانية، ورجل أخر جراء استهدافه بقناص القوات التركية في مدينة الدرباسية، وامرأة برصاص قناص تركي في مدينة القامشلي، ورجل جراء قصف صاروخي تركي على أطراف قرية قصر ديب بريف المالكية، بالإضافة إلى مقتل 2 في قصف فصائل موالية لتركيا على قرية الفارات شمال مدينة منبج.
على صعيد متصل، رصد المرصد استمرار نزوح المدنيين من مناطقهم على خلفية المعارك المتواصلة بعنف بمحاور عدة، بالإضافة للقصف الجوي والبري، مشيرا إلى أن عدد النازحين بلغ نحو 300 ألف مدني، وسط أوضاع إنسانية صعبة تعيشها المنطقة من التصاعد الكبير في أعداد النازحين، وخروج محطات تغذية كهرباء عن الخدمة بسبب القصف والاشتباكات.
وأكد المرصد أن عدة مدن وبلدات وقرى باتت خالية من السكان تماما، فيما عادت المياه إلى مدينة الحسكة بعد انقطاعها لمدة 5 أيام، كما وصلت عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية إلى المدينة التي تكتظ بالنازحين.
وعلي الصعيد الميداني، احتدمت المعارك في مدينة رأس العين السورية الحدودية، الأربعاء، بين القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها من جهة، والقوات الكردية من جهة أخرى، وفي غضون ذلك، شنت السلطات التركية حملة اعتقالات في الداخل ضد أشخاص يشتبه بصلتهم بحزب العمال الكردستاني.
ووفق تقارير إعلامية فهناك "حرب شوارع حقيقية" تدور في رأس العين، مشيرا إلى أنه يمكن سماع صوت النار داخل الأراضي السورية.
وأظهرت لقطات الفيديو تصاعد أعمدة الدخان في المدينة جراء القصف التركي على مركز المدينة وأطرافها، فيما أشار مراسلنا إلى أن الاشتباكات في الساعات الـ24 الأخيرة هي الأعنف منذ بدء العملية العسكرية التركية شمال شرقي سوريا منذ أسبوع.
وفي داخل تركيا، شنت حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان حملة اعتقالات بحق أشخاص يشتبه بدعمهم لحزب العمال الكردستاني والوحدات الكردية.
وذكرت صحيفة "حرييت"، أن النيابة العامة أصدرت قرارا باعتقال 14 شخصا في أنقرة، للاشتباه بدعمهم للوحدات الكردية، لافتة إلى أنه جرى اعتقال 11 شخصا منهم حتى اللحظة.
وتعدّ أنقرة المقاتلين الأكراد "إرهابيين" وترغب بإبعادهم عن حدودها، وسبق أن نفّذت هجومين في سوريا: الأول ضد تنظيم داعش عام 2016 والثاني ضد الوحدات الكردية عام 2018.
وأثارت العملية العسكرية التركية في شمال سوريا، التي دخلت يومها الثامن، انتقادات دولية شديدة، غير أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رفض كل الانتقادات، وقال إن الهجوم على المسلحين الأكراد "لن يتوقف مهما كانت التصريحات الصادرة بشأنه من أي طرف".