لوقوعهم في مرمى النيران.. أجانب «داعش» يستغيثون بدولهم لانتشالهم من الحرب
الأربعاء 16/أكتوبر/2019 - 12:30 م
طباعة
شيماء حفظي
استدعى الهجوم التركي على الشمال السوري، انتباه العالم، بسبب مخاطر هروب الدواعش المحتجزين في المخيمات الخاضعة لسيطرة قوات حماية الأكراد، ومع زيادة حدة القتال بين القوات الكردية والقوات التركية على الحدود الشمالية السورية، زادت استغاثات أجانب «داعش» تجاه دولهم لإنقاذهم من توابع تلك الحرب.
وبحسب صحيفة الجارديان البريطانية، ناشد أستراليون محاصرون في معسكر لعائلات «داعش» في شمال شرق سوريا الحكومة الأسترالية لإنقاذهم، من وقوعهم في مرمى نيران كل من القوات السورية والتركية المتحاربتين.
ويوجد 64 أستراليًّا - 20 امرأة و 44 طفلًا - محتجزين في معسكر يضم أكثر من 70 ألفًا من عناصر داعش.
وبحسب الصحيفة، تشير رسائل المحتجزين إلى أنهم خائفون للغاية، وأن الأطفال يصابون بشظايا القتال، وهو ما يهدد بشكل أساسي حياة الأطفال.
وقال مات تينكلر، مدير السياسات والبرامج الدولية في منظمة إنقاذ الطفولة في أستراليا، إن العائلات الأسترالية للمحتجزين في المعسكرات، كانت تعمل بشكل جيد مع الحكومة بشأن استعادة أفرادها المنضمين لداعش.
"من وجهة نظرنا، من الأفضل بكثير لنظام العدالة الأسترالي أن يحاكم أي فرد من هؤلاء، لضمان سلامة الأشخاص ومعاملتهم معاملة مناسبة، بدلاً من السماح لهم بالبقاء في مكان مثل شمال شرق سوريا الذي مزقته الحرب".
وقال تينكلر إن الإدارة الكردية في المنطقة لا تزال مستعدة لنقل الرعايا الأجانب من شمال شرق سوريا إلى بلدات حدودية مثل القامشلي في العراق.
وبينما تطالب الولايات المتحدة منذ فترة طويلة الدول الأوروبية باستعادة مواطنيها المنخرطين في القتال مع التنظيم، ترفض الدول هذه الخطوة بسبب تهديدات أمنية داخلية تخشى منها الحكومات.
وفي أستراليا، تعارض الحكومة باستمرار أي عملية لإنقاذ الأستراليين المحاصرين بسبب النزاع المتفاقم، وتقول إنها لن تعرض حياة مزيد من الأستراليين للخطر في أي مهمة إنقاذ.
وبعد محاولات، تقبلت حكومة سيدني إعادة أطفال الدواعش، لكنها أطلقت محاذير كثيرة تقف في طريق إعادة الكبار.
وفي يونيو 2019، وافقت الحكومة على إعادة أطفال داعش المحتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية، مع ضرورة الاهتمام بإعادة تأهيلهم في إشارة إلى كسب تأييد المسلمين الذين يمثلون 2.5% من سكان البلاد، خاصة مع استهدافهم من قبل اليمين المتطرف مؤخرًا.
على الجانب الآخر، يأتي القرار محفوفًا بمحاذير من استقبال الدواعش (عناصر التنظيم ونساؤهم) وشكوك اليمينيين من مساهمة هذا في زيادة التطرف الإسلاموي، في البلاد كما يصفه اليمين المتطرف.
وأعلن رئيس الوزراء الأسترالي موريسون، أنه تم إخراج ثمانية أيتام من أبناء وأحفاد مقاتلين في «داعش» من مخيم في سوريا، وأنهم باتوا في عهدة موظفين أستراليين.
وكان موريسون قد أعلن في وقت سابق أن حكومته لن تقدم المساعدة سوى لرعاياها الذين يتصلون بإحدى سفاراتها أو قنصلياتها، لكن يبدو أنه بدل موقفه في ما يتعلق بهذه المجموعة من القاصرين الذين لقي مصيرهم أصداء واسعة في الإعلام في أستراليا.
وأفاد موريسون في البيان أن قيام الأهل بتعريض أولادهم للخطر باصطحابهم إلى منطقة حرب أمر مشين، متابعًا: "لكن لا يجدر معاقبة أطفال عن جرائم أهلهم"
قال وزير الشؤون الداخلية ، بيتر داتون ، إن بعض الأستراليين في المعسكر كانوا "متشددين" و "لديهم القدرة على العودة إلى هنا والتسبب في وقوع ضحايا جماعية".
"لذلك لا أعتقد أنه ينبغي أن يكون مفاجأة عندما نقول أننا لن نرسل جنودنا لإنقاذ الناس من هذا النوع."
وتشنّ تركيا، منذ الأربعاء 9 أكتوبر 2019، هجومًا عسكريًّا على الشمال السوري، ضد مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكردية، التي أبدت خشيتها من أن يُؤدي ذلك إلى عودة تنظيم داعش الإرهابي، الذي تحتجز قوات سوريا الديموقراطية الآلاف من مقاتليه وأفراد عائلاتهم في السجون والمخيمات.