الإخوان اليوم.. متابعات الصحف العربية والعالمية
الأربعاء 16/أكتوبر/2019 - 01:22 م
طباعة
إعداد: حسام الحداد
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص جماعة الإخوان، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) اليوم 16 اكتوبر 2019
صدى البلد: آخر أكاذيب قطر.. وزير خارجية الدوحة يتنصل من الإخوان
في تصريحات متناقضة، ادعى وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن بلاده لا تدعم جماعة الإخوان الإرهابية في مصر ولكنها ساندت الرئيس المعزول، محمد مرسي.
ونقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن وزير الخارجية القطري قوله ضمن حوار أجراه بمنتدى الأمن العالمي إن قطر لا تدعم جبهة النصرة ولا الإخوان في مصر، زاعما أن جماعة الإخوان قصة تم اختلاقها بعد الربيع العربي، متنصلا بذلك منهم.
وأشار وزير الخارجية القطري إلى أن الدوحة واصلت دعم الدولة المصرية بعد انتخاب محمد مرسي رئيسا، كما دعمت المعارضة السورية المسلحة بالمجمل.
وتؤكد تلك التصريحات، أكاذيب الإمارة القطرية مجددًا، والتي تجاهلت الإرهاب الإخواني في مصر والمنطقة، كما ثبت بالأدلة أنها
زودت الإخوان بالدعم المالي والإعلامي والدبلوماسي لشن هجماتها بالمنطقة، ويوجد على أراضي قطر الكثير من الإخوان الإرهابيين الهاربين.
العربية نت: باحث بمعهد غيتستون: لهذا يجب أن تواجه أميركا الإخوان
يدرس البيت الأبيض، منذ شهر أبريل، رسمياً إدراج جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية أجنبية. وسوف يسير هذا التصنيف على خطى دول مثل السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة، التي تملك تجربة وفهما مباشرا للتهديد الخطير الذي تمثله جماعة الإخوان، بحسب ما جاء في مقال تحليلي للدكتور توفيق حامد، مؤلف كتاب "داخل الجهاد: كيف يعمل الإسلام الراديكالي، ولماذا يخيفنا، وكيف نهزمه"، والباحث البارز في "معهد غيتستون" مركز الأبحاث الأميركي المعني بالسياسة الدولية.
طريقة عمل الإخوان
ففي تقرير تحليلي مطول، نشر على موقع المعهد قبل أسابيع، كشف حامد أن الإخوان يعتمدون على طريقة عمل تتألف من 4 مراحل، هي التبشير والمشاركة واستخدام العنف والسيطرة الكاملة، معتبراً أنه بات من الحكمة مواجهتهم عاجلاً وليس آجلاً، قبل أن يظهروا قوتهم الكاملة.
كما رأى أن بعض المتعاطفين والمدافعين عن التنظيم يعتقدون بصدق أن جماعة الإخوان هي جماعة معتدلة، مضيفاً "لكن للأسف، فإن الأدلة تشير بقوة إلى العكس".
وفند بعض تلك الأمثلة، قائلاً: "إن الدعم الأيديولوجي والسياسي من تنظيم الإخوان لحركة حماس، وهي فرع من الإخوان، موثق جيدًا ومعترف به علنًا. ورغم أن حماس زعمت أنها قطعت علاقاتها مع جماعة الإخوان عام 2017، في محاولة لتحسين علاقاتها مع دول الخليج، إلا أن عدة مراقبين شككوا في ذلك. فبينما كان من المفترض أن تتخلى حماس عن جميع العلاقات مع الإخوان، بحسب ما أكد المتحدث باسم حركة حماس الفلسطينية، سامي أبو زهري، في حديث مع العربية.نت، حيث قال إن "الحركة ليس لها أي علاقة سياسية أو تنظيمية أو بنيوية مع جماعة الإخوان، وعلى رأسها الجماعة الأم في مصر."
إلا أنه أضاف أن حماس تنتمي أيديولوجيا إلى جماعة الإخوان. كما أدلى محمود الزهار بتصريحات مماثلة نقلها موقع Paltoday.
وهنا أشار حامد إلى أن استمرار تنظيم الإخوان من خلال الشركات التابعة له في تقديم الدعم المادي لحركة حماس بات سرًا مفضوحا.
وتابع: "لقد أنشأ أعضاء جماعة الإخوان، المتمركزون في الولايات المتحدة، لجنة فلسطينية كُلفت في نهاية المطاف بمهمة جمع الأموال لدعم جهود حركة حماس".
إلى ذلك، تطرق حامد إلى الداعية يوسف القرضاوي، قائلاً إن هذا الداعية الذي يتخذ من قطر مقرا له، والذي يعد الأب الروحي للإخوان، يعتبر التفجيرات الانتحارية بأنها "شكل من أشكال الجهاد في سبيل الله، وأنها عمليات استشهادية بطولية".
كما أشار إلى أن الرئيس المصري الراحل محمد مرسي، وأحد كبار قيادات الإخوان، وجه في 6 أكتوبر 2012، الدعوة إلى طارق الزمر (المتطرف الإسلامي الذي شارك في حادث اغتيال الرئيس أنور السادات) إلى الاحتفال الرسمي بذكرى انتصار أكتوبر، بل وتجاهل التقليد المتبع بتوجيه الدعوة إلى عائلة الرئيس السادات. كما حث مرسي المصريين على "تربية الأطفال والأحفاد على كراهية اليهود".
كذلك، أبرز الباحث حامد نقطة أخرى مهمة، رأى أنه يجب أخذها في الاعتبار بشكل كبير، وهي التعاون المثير للدهشة بين إيران الشيعية وجماعة الإخوان المسلمين السنية على الرغم من الاختلافات الدينية الواسعة، معتبراً أن إيران كانت واحدة من أوائل الدول التي انتقدت إعلان الرئيس ترمب بأن إدارته تدرس إدراج جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية.
وبحسب حامد يمكن لأي مراقب صادق أن يرى أن كلا من نظام الملالي الإيراني والإخوان يكرهون الولايات المتحدة، ويتشاركون في نفس الأجندة العالمية الساعية إلى تدمير الحضارة الغربية.
الدعم التركي للتنظيم الدولي
كما اعتبر أن "نفوذ الإخوان المسلمين في تركيا يثير القلق، حيث تمكن التنظيم وأنصاره، خلال العقود القليلة الماضية، من "أسلمة" جزء كبير من المجتمع التركي، وعليه يمكن للمرء أن يتخيل للحظة ما قد يحدث إذا ارتكب الاتحاد الأوربي خطأ قبول تركيا كعضو فيه. يمكن لتركيا، كما تهدد أنقرة حاليا بالقيام بأي حال، أن تسهل بشكل كبير أجندة الإخوان المسلمين عن طريق توفير تأشيرات دخول لعدد كبير من الإسلاميين من جميع أنحاء الشرق الأوسط. ويمكن أن تغمر أوروبا التي تواجه بالفعل صراعا محتملا بين الحضارات، ودون إطلاق العنان حتى لموجات جديدة من الإرهاب، أن تغير ديمقراطيا مستقبل أوروبا إلى الأبد.
إلى ذلك، أشار الدكتور حامد في مقالته إلى أن مخططات تنظيم الإخوان لإجبار أوروبا على الخضوع لجدول أعمالها الإسلامي، يتسق أيضا مع نفوذها القوي في قطر، أحد أكبر منتجي الغاز الطبيعي في العالم.
وتابع قائلاً:" أطلقت قطر قناة الجزيرة بدعم من عائلة آل ثاني الحاكمة، التي تعتبر بوقاً رئيسياً لتنظيم الإخوان. كما تمول قطر ببذخ هائل عمليات تنظيم الإخوان في الشرق الأوسط وكذلك في الولايات المتحدة وأوروبا".
مخطط شيطاني
كما اعتبر أن محاولة قطر السيطرة على سوق الغاز الأوروبي كانت مستترة وراء دعم الدوحة للجماعات الإرهابية في سوريا للإطاحة بنظام بشار الأسد، لإزاحة العوائق أمام السماح لخطوط الأنابيب القطرية بدخول أوروبا عبر سوريا ثم تركيا.
وتابع: "لم تقتصر هذه الحملة الإرهابية على سوريا فقط، بل توسع نطاقها لدعم الجماعات الإرهابية في دول أخرى مثل مصر وليبيا والعراق، التي يمكن أن تنافس قطر في مجال تصدير الطاقة إلى أوروبا. ولم يكن من الممكن أن يحدث هذا المستوى من الدعم للمنظمات المتطرفة دون التعاون مع تنظيم الإخوان، الذي يعتبر على نطاق واسع التنظيم الرئيسي الذي ينبثق عنه العديد من تلك المنظمات الإرهابية".
واستشهد الدكتور حامد بجهود كل من السعودية ومصر في التصدي للتطرف والإرهاب في إطار مساعي قيادات الدولتين للوصول إلى مرحلة الحداثة، موضحا أن الخطوات التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي في مصر، وولي العهد محمد بن سلمان في السعودية تعد بمثابة كابوس لجماعة الإخوان، التي تهدف إلى إعادة العالم العربي والإسلامي لزمن غابر، مضيفاً "لذلك يمكن أن يساعد إدراج واشنطن لتنظيم الإخوان كجماعة إرهابية على شل قدرتها على مقاومة المحاولات النبيلة لهؤلاء القادة في السعودية ومصر".
قيادات الاخوان البلتاجي و الشاطر وبديع اثناء المحاكمة في مصر
وأشار حامد إلى أن التحالف بين جماعة الإخوان (والمنظمات المرتبطة بها والمتعاطفين معها) مع الجماعات اليسارية في الولايات المتحدة قد يساعد على تمكين تنظيم الإخوان من ممارسة تأثير هائل على السياسة الأميركية لصالح أجندتهم.
كما لفت إلى أنه يمكن لسيطرة الإخوان، بحكم الأمر الواقع، على المصارف الإسلامية أن تساعدهم على تحقيق هيمنة عالمية لأجندتهم ومخططاتهم.
واستشهد حامد بما خلص إليه الدكتور زهدي جاسر، رئيس ومؤسس المنتدى الإسلامي الأميركي من أجل الديمقراطية، في شهادته أمام مجلس النواب الأميركي، والتي قال فيها: يعد إدراج جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية ذا أهمية ووضوح تام كأولوية في استراتيجية الأمن القومي ومكافحة الإرهاب الأميركية. ويمكن تشبيه أهمية تلك الخطوة بضرورة إجراء جراحة لعلاج ورم سرطاني في جوهره قبل أن يستشري وينتشر في باقي الجسم.
على الفور وكافة المستويات
واختتم الدكتور حامد مقالته بعد تقديم عدد من التوصيات والنصائح حول كيفية تفعيل إدراج جماعة الإخوان في كل دولة على حدة ككيان إرهابي والبتر التام لكافة أطراف وتوابع التنظيم في الولايات المتحدة والدول الحليفة، قائلا: أخيرًا، لا يمكن تجاهل تهديدات جماعة الإخوان المسلمين لحضارتنا الإنسانية وأمننا الحديث، لذا نحتاج إلى مواجهة جدية على الفور وعلى جميع المستويات.
اخبار اليوم: «البشاري»: جماعة الإخوان الإرهابية تشكك في فتاوى المؤسسات الإسلامية الرسمية
أكد الدكتور محمد البشاري، أمين عام المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، أهمية التجديد في الفتوى من خلال بناء منظومة متحدة في التعامل مع قضية الخلاف الفقهي، لمنع الاحتقان الاجتماعي والجدل السياسي الذي يقود إلى إشعال الثورات التي تستهدف استقرار الشعوب وأمن دول المنطقة، بالاعتماد على بعض الجماعات المتطرفة في المنطقة، وفي طليعتها جماعة (الإخوان المسلمين) الإرهابية.
ودعا- في كلمة أمام مؤتمر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، المنعقد حاليا بالقاهرة تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى ضرورة التجديد من خلال بناء منظومة متحدة في التعامل مع قضية الخلاف الفقهي، تتمثل في كونها السبيل الأنصع للدفع بالمجتمعات وقبلها "العقول"، وبامتياز نحو دائرة الحوار مع مختلف الثقافات والحضارات، وقيادة مشروع التعاون في بناء المشترك الإنساني، والرفع بمستوى المعرفة الإنسانية.
وقال البشاري، في كلمته التي جاءت تحت عنوان "مراعاة المقاصد والقواعد في إدارة الخلاف الفقهي: الإطار المنهجي"، إن موضوع إشكالية التجديد في الفتوى من الإشكاليات الأكثر حضوراً في المبادرات التي تطلقها كثير من الدول الإسلامية، وذلك لقناعة هذه الدول بأن ما حدث وما يحدث في عالمنا المعاصر من انتشار لأفكار دينية متشددة، ساهم بشكل كبير في تأزيم الوضع الداخلي للدول، بما ذلك الاحتقان الاجتماعي والجدل السياسي، مما قاد إلى إشعال ثورات تستهدف استقرار الشعوب وأمن دول المنطقة، الأمر الذي نتج عنه اندلاع أزمات في العلاقات الدولية دفعت بعض الدول للتدخل المباشر في الشئون الداخلية للدول المستهدفة، سياسياً وأمنياً وعسكرياً واقتصادياً، بل إلى احتلال دول إسلامية ومحاولة فرض سياسة ابتزاز للنيل من سيادة الدول عبر فرض نماذج حكم يتبعها الجميع بغية تنفيذ سياسات الدول الأجنبية المتدخّلة، وذلك بالاعتماد على بعض الجماعات في المنطقة، وفي طليعتها جماعة (الإخوان المسلمين) الإرهابية.
وأكد البشاري، أن المتابع لخطط واستراتيجيات تنظيمات الإسلام السياسية، والقتالي، يجد أنها تعمل أولاً على التشكيك في فتاوى المؤسسات الإسلامية الرسمية، من مجامع فقهية وطنية أو عالمية، وذلك لدفع الشباب المسلم نحو البحث عن المعلومة الدينية من خلال المنابر الإعلامية والمواقع الإلكترونية التابعة لجماعات التطرّف، فيحصل انفصام لدى المتلقي بين ما حصل عليه من "علم " مصدره العالم الافتراضي، وبين واقع يعيش تقلبات ومتغيرات يصعب ضبطها لإخراج أحكام فقهية مناسبة لروح العصر وخصائص المرحلة.
وشدد البشاري، على أن ضبط الفتوى، والتصدي لفوضى الفتاوى الفقهية، وتحديد المفاهيم بصورة واضحة، والمشاركة في حل مشكلات عالمنا المعاصر، كل ذلك أصبح أكبر تحدٍ تواجهه أمتنا الإسلامية، وذلك لما يجده البعض من صعوبة في التوفيق بين التراث الفقهي (الذي يضم في داخله المتساهل والمتشدد) وبين ما كان صالحاً في زمانه ومكانه وما يستحيل تطبيقه اليوم، مع العمل على نقل مجال الإفتاء من مجال سلبي يقتصر على حل المشكلات إلى مجال أكثر إيجابية ينتقل إلى عمل التدابير الوقائية من المشكلات، ويشارك في البناء ومنع نشر الفتن الكلامية المؤدية إلى استعمال منطق القوة عِوَض قوة المنطق .
وأشاد بمشروع «نحو ميثاق عالمي جامع للفتوى» الذي أطلقه المؤتمر الرابع للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم الذي عقد في القاهرة بين يومي 16 و18 من شهر أكتوبر لعام 2018، وقال : إنه محل اهتمام شديد من كل المعنيين والمهتمين بهذا الموضوع، خصوصاً بعد استفحال حالة الفوضى التي أصيبت بها "الساحة الإفتائية" خاصة، والخطاب الإسلامي عامة، ما يزيد الحاجة إلى تعاون علمي يخرج بالواقع من حالة الفوضى إلى الاستقرار، عبر منهج احترافي له أصول أخلاقية، يجمع شمل الجهود التي بُذلت في الفترة السابقة لضبط عملية الفتوى، ويجدد بشكل حضاري آداب الفتوى، ويقدم لمدونة شاملة لأخلاقيات مهنة الإفتاء، ومن ثم يصبح أداة لتكون الفتوى إسهاماً حضارياً في البناء والعمران.
وأضاف البشاري، إن الميثاق العالمي للمجتمعات المسلمة قام بتخصيص فصل كامل لهذا الموضوع، وذلك انطلاقاً من القناعة الصادقة للقيادة الراشدة، بأن مواجهة جماعات التكفير والتفسير السياسي للإسلام تبدأ أولاً برد الاعتبار للمؤسسات الدينية ورجالاتها من أئمة وخطباء ومفتين، والارتقاء بدورها الرسالي في تأصيل ثقافة التسامح ونشرها عبر الخطب المنبرية والرسائل الرقمية، لتحصين أبناء المسلمين من خطورة خوارج العصر ومن خطر التجنيد من طرف جماعات الإسلام السياسي، وثانياً بأن مواجهة الفكر المتشدد تبدأ أولاً بمراجعة تراثنا الفقهي، في ضوء الحكمة من التشريع، مع العمل من أجل الارتفاع بفكرة المصالح إلى مستوى المصلحة العامة الحقيقية كما تتحدد من منظور الخلفية الإسلامية، وثالثاً العمل على «تأصيل الأصول» بإطلاق التجديد في القواعد الأصولية عبر استحداث وسائل أخرى للقياس والتعليل والدوران، وما إلى ذلك، لأن كل اجتهاد في النوازل الفقهية انطلاقاً من القواعد الأصولية القديمة فحسب إنما هو اجتهاد تقليد لم يرق إلى اجتهاد تجديد، وإنْ أتى بفتاوى جديدة في شكلها الظاهري. لذلك لا بد أن تنتصر مبادرات اجتهاد التجديد التي تؤسس لمنهجية علمية منضبطة بأحكام الدين، على تيارات الجمود والتفسير السياسي والمصلحي للإسلام. وإن التجديد في الفهم السليم للدين والإدراك الواعي للواقع، سينجح عملية التنزيل في سياق المرحلة، تحقيقاً لمصالح الناس والأوطان.
ودعا البشاري، إلى ضرورة إعادة بناء ثقافة تدبير الاختلاف من جديد في إطار الرؤية المقاصدية الكلية التي تحقق مقصود الشرع ومصالح الناس، وإعادة بناء الثقافة الإسلامية بناء مقاصديا حتى تتمكن من تطوير آليات الاجتهاد لإعادة قراءة النص الشرعي على ضوء المستجدات الاجتماعية والسياسية ومصالح العباد و الأوطان، مع ضرورة الالتفات إلى الضوابط الشرعية التي تحصن الناس من التحلل والانفلات، كما تصونهم من التحجر والجمود، والتأصيل الفلسفي لتدبير الاختلافات المذهبية والعقدية خارج دائرة العنف وثقل الأحداث التاريخية ، كما دعا إلى إعادة بناء المؤسسات الفقهية على أرضية تصورية مقاصدية قادرة على إدارة الخلاف الفقهي وتحقيق الأمن الروحي للمجتمعات والاستقرار السياسي للدول، والعمل على تطوير آلية التنسيق والتواصل بين المؤسسات الإفتائية والعلماء والباحثين من مختلف المذاهب، من خلال فضاء تشاركي وتفاعلي يخدم وحدة المسلمين وتطوير البحث العلمي، وإعداد أطر متخصصة في الدراسات المقارنة في مختلف المجالات الفقهية والمذهبية حتى يمكن للعقلية الفقهية الاستفادة من هذا التنوع المذهبي بما يخدم حركية تطور القضايا المجتمعية بنوازلها سوسيوثقافية والسياسية وغيرها، التي تتطلب أجوبة فقهية، تكون في مستوى هذه التحديات.
يذكر أن، مؤتمر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، كان قد بدأ فعالياته أمس الثلاثاء بالقاهرة ، تحت عنوان "الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي"، وبرعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومشاركة 85 وفدا من مختلف دول العالم، ومن المقرر أن يختتم فعالياته في وقت لاحق اليوم.
صوت الأمة: "المرتزقة" في المصيدة.. مذكرة برلمانية تطالب بإجراءات ضد الإخوان المشاركين في غزو سوريا
في أول تحرك قانوني ضد عناصر الإخوان المشاركين في غزو سوريا، أعلن اللواء حسن السيد عضو مجلس النواب، عن تقدمه بطلب إحاطة للدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب، موجه إلى وزيري الداخلية والعدل بشأن ما وصفه بمشاركة عدد من عناصر جماعة الإخوان فى الغزو التركي على سوريا.
وطالب السيد باتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضد كل من شارك من عناصر الإخوان فى الحرب التركية على سوريا، مطالبًا بتوقيع أقصى العقوبة عليهم، معتبرًا إياها جريمة خيانة للوطن.
وتضمن طلب الإحاطة على أنه عملا بحكم المادة رقم 134 من الدستور والمادة رقم 212 و213 من اللائحة الداخلية بمجلس النواب، أتقدم بطلب إحاطة يخص مشاركة عدد من مذيعى الإخوان فى تركيا فى دعم الحرب التركية على سوريا، موجها إلى وزيرى الداخلية والعدل.
وتابع: أتقدم بطلب إحاطة حول مشاركة عدد من مذيعى الإخوان فى تركيا فى دعم الحرب التركية على سوريا، وكذلك ما أثير فى بعض المواقع الإخبارية حول مشاركة عدد من عناصر الإخوان كمرتزقة فى الحرب نفسها، وتواصلهم مع بعض المنتمين للجماعة من العناصر الجهادية داخل الأراضى السورية، متسائلاً هل سيتم وضع كل من شارك فى هذه الحرب على قوائم الترقب والوصول واتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضدهم على اعتبار أنها جريمة خيانة ضد الوطن؟
بدوره قال محمد عبد النعيم رئيس المنظمة المتحدة لحقوق الإنسان، أن هناك اتصالات جرت بين المخابرات التركية وعناصر الإخوان فى ليبيا قامت من خلالها تركيا باستدعاء بعض العناصر الإخوانية كى تشارك فى حرب العصابات الموجودة على أراضى سوريا قبل بدء عملية نبع السلام.
وأضاف عبد النعيم، أن هناك أكثر من 5 آلاف عنصر إخوانى موجودين داخل تركيا وكلهم متعاطفون مع جماعة الإخوان فلا يستطيع أحد أن يؤيد الدولة المصرية ضد الجماعة إلا ورحله أردوغان على الفور، لافتا إلى أن الإخوان تتلقى تعليمات دائمًا من أجهزة الاستخبارات التركية لبث الشائعات والفتن عن الدولة باستمرار.
قال اللواء أسامة أبو المجد، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، أن الدولة المصرية من حقها اتخاذ كافة الإجراءات الرادعة ضد أنصار الإعلام الإخوانى فى تركيا بداية من الدعم الذى تقدمه هذه القنوات لتركيا، والموافقة على العدوان التركى على شمال سوريا، خاصة أنه يتنافى مع ما أعلنته الدولة المصرية برفض هذا العدوان التركى والاعتداء على شمال سوريا.
وأضاف "أبو المجد"، أن الإخوان جماعة إرهابية بحكم القانون ومن الطبيعى أن نجد لها عناصر متورطة فى القتال مع أردوغان، متسائلاً هل سيتم وضع كل الإعلاميين التابعين لجماعة الإخوان الإرهابية على قوائم الترقب والوصول واتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضدهم أم لا بعد خيانتهم للبلاد وللعروبة؟
وأشار "أبو المجد" إلى أن قنوات الإخوان الإرهابية تعمل بشكل واضح وصريح على التحريض ضد الدولة المصرية من خلال نشر الشائعات والأكاذيب عن الدولة المصرية، موضحًا أنها تتفق وتؤيد أى وجهة نظر تعادى الدولة المصرية، متابعا: "رأينا موقفهم من أزمة سد النهضة.. والآن أصبحوا أبواقا تتكلم بصوت مصرى عن العدوان التركى على شمال سوريا".
ومن جانبه أكد النائب جمال كوش، عضو لجنة الإعلام بالبرلمان، أنه سوف يقدم طلب إحاطة حول هذا الشأن أيضا، مشيرًا إلى أن الإعلام الإخوانى أصبح مجرد "بغبغان" يردد ما يقوله أعداء الدولة المصرية.
وأضاف "كوش" ، أنه يجب تنظيم العديد من حملات التوعية لكشف أكاذيب هذه القنوات والشائعات التى ترددها وكيف تعمل وفق خطة محددة لنشر هذه الشائعات والأكاذيب، موضحًا أن الأمر لم يعد مفتصرًا على الدولة المصرية، حيث أصبحت تستغل هذه القنوات من قبل تركيا فى تبرير العدوان العسكرى على شمال سوريا، حيث هذه القنوات تستطيع دخول كل بيت مصرى وعربى، وبالتالى علينا التصدى لها بكل قوة.
وأوضح "كوش"، أن كل الدول العربية ماعدا دولتين فقط اتفقت بشكل كامل على إدانة الاعتداء التركى على سوريا خلال الاجتماع الطارئ الأخير لوزراء الخارجية العرب، وعلى العكس يظهر علينا الإعلام الإخوانى مدفعًا ومبررًا هذا العدوان الذى يستبيح حدود دولة عربية.
اليوم السابع: إعلام الإخوان منصات لإطلاق الشائعات ويستهدف إحباط المصريين.. اعرف الحكاية
وصف منتصر عمران، القيادى السابق بالجماعة الإسلامية، إعلام قنوات الإخوان التى تبث من الخارج بأنه عبارة عن منصات لإطلاق الشائعات والتحريض ضد مصر، وتستهدف نشر الإحباط وسط جموع الشعب المصري.
وأضاف عمران: "لا شك أن المتابع لقنوات الإخوان يتبين له من أول وهلة ضحالة فى التحليل، حيث تعتمد هذه القنوات على مقولة (عدو عدوك صديقك)، فالتضليل الإعلامى بها يمثل منهج عملها.. ففى كل إنجاز للدولة المصرية ترافقها حملة تشويه تعتمد على معلومات كاذبة من خلال تحليلات ومواقف سياسية غير محايدة ليست بالضرورة ضحلة كما توحى فى ظاهرها، وإنما هى مجتزأة ومشيطنة وفى ثناياها حقد دفين على كل ما هو وطنى".
وأضاف: "لذا تأتى مواضيعها متشابه ومكررة ولا تنم على أن من يقدمها يحمل مثقال ذرة من معلومة صادقة أو منهجية إعلامية معتبرة، حتى أصبحت هذه القنوات لا تقدم أى جديد أو حتى مادة إعلامية مفيدة، فهى ما بين برامج تحمل فكرة واحدة تتناول الهدم فى نظام الدول أو بث اليأس بين أبناء الوطن أو التحريض على العنف والخروج على النظام".
وتابع عمران: "ففى الوقت الذى نرى فيه الرئيس كل يوم يفتتح مشروعا قوميا جديد نرى قنوات الإفك والبهتان تخرج علينا بتقارير صحفية مفبركة تتكلم عن الفقر والفقراء، وتحمل النظام الحالى أخطاء أنظمة سابقة"، مضيفً: "فهذه القنوات أبعد ما يكون عن الإعلام الصحيح فهى منصات إطلاق إشاعات وكذب وتحريض ضد الوطن والمؤسسات وتعمل بمثابة أدوات هدم وتخريب للأوطان بأيدى خونة ومرتزقة بدرجة إعلاميين لا هم لهم إلا كيف يهدمون كل بناء ويشككون فى كل إنجاز".
الفجر: "أجنحة عسكرية".. 5 مشاهد تؤكد خيانة الإخوان للسوريين
لايهتم إخوان سوريا بالعدوان الذي يقع على الشعب السوري، ويبقي اهتمامهم بدعم جماعتهم الإرهابية علي حساب جثث الشعب السوري، في الوقت الذي يدين فيه الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، العدوان التركي بقيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تقف الجماعة داعم لأدوغان.
أصدر إخوان سوريا، بيان لدعم العدوان التركي مليئة بالشعارات الرنانة والمصطلحات الوطنية ضد الإحتلال، في أقبح عملية خيانة لأهل والوطن للحصول على أموال تركيا، قد رحب ودعم إخوان سوريا، العدوان التركى على سوريا، معتبرينه توجه حميد، تستعرض" الفجر" 5 مشاهد من خيانة إخوان سوريا للسوريين.
دعم العدوان التركي
نشرت جماعة إخوان سوريا، "إننا نرفضُ التدخُّلَ بشئون بلدِنا سورية، تحت ذريعةِ محاربةِ الإرهاب، فكُلُّ حربٍ ضدّ الإرهاب لا تبدأ بِرُعاتِه، وبالإرهابيين الحقيقيين، الذين احتلّوا البلاد، وأمعنوا في تدميرها وتشريدِ شعبِها وقَتْلِ رجالـِها ونسائها وأطفالـِها، وتجريبِ أسلحتِهِم الفتّاكةِ (بما في ذلك أسلحة التدمير الشامل) على مستشفياتـِها ومساجِدِها ومَدارِسِها ومخابِزِها وأسواقِها الشعبية، وكلُ حربٍ لا تبدأ بهؤلاء الإرهابيين المجرمين، إنما هي عَبثٌ وتضليلٌ ورعايةٌ للإرهاب وليست حرباً عليه".
وأضافت الجماعة في بيانها، أننا ندعمُ التوجُّهَ التركيَّ لإقامة المنطقةِ الآمنة، التي تـُحقِّقُ الأمنَ والأمانَ لشعبنا على أرضه، وتقطعُ دابرَ الإرهابِ الإجراميّ، وتُحبِطُ خُطَطَ الانفصاليين الذين يُهدِّدون وحدةَ الترابِ السوريّ.
أجنحة عسكرية
مع إنطلاق الاحتجاجات في سوريا، سارعت الجماعة الإرهابية في تاسيس جناحان عسكريان رئيسيين، هما: هيئة حماية المدنيين التي توجد حماة وحمص وريفهما، يتولي إدارتها نذير الحكيم وهيثم رحمة، أما الثاني: هيئة دروع الثورة وتوجد في إدلب وحماة وحلب بقيادة العميد سامي أحمد حمزة ونائبه العقيد محمد حسين نعسان.
دشن الإخوان، عدد من الاجنجة الصغيرة منها لواء درع شباب محمد، ولواء الحق المقاتل، ولواء درع الصديق، ولواء درع حماة، ولواء درع أفاميا، ولواء درع الإخلاص، وكتائب درع الحق، ولواء درع سرايا النصر، لواء درع أحرار حمص، ودرع الوفاء، ولواء درع حلب الشهباء، ولواء درع الحرية، وفي دمشق وريفها لواء درع الشام، ولواء درع العاصمة، ولواء درع العدالة، ودرع سرايا علماء الشام، وكتيبة دعم الفاروق، قد عملت هذه الأجنحة علي تفكيك وتدمير سوريا لخدمة مصالح أردوغان .
دعم تركي
دعمت تركيا جميع الكتائب الإخوان لتبقي على تحكم في الوضع السوري لصالحها بالإضافة إلى تواصل مع مجريات الأمور داخل الفصائل والكتائب المسلحة،نجح الإخوان عن طريق الجهود التركية في إدارة جسماً كبيراً من التنظيمات المسلحة.
أعلنت الجماعة الإرهابية في 25 يناير 2018، تأييدها قرار مشاركة الفصائل المسلحة في عملية "غصن الزيتون" التي بدأتها تركيا ضدّ الكرد في عفرين، مؤيدة "اتخاذها الخطوات اللازمة للدفاع عن أمنها القومي".
اجتياح عفرين
اجتاحت تركيا عفرين، قد استغلت تركيا وقطر جماعة الإخوان لخدمة مصلحتهما من خلال ترتيب علاقاتها مع الدوحة، وموسكو وطھران، وإدخال الإخوان في العملیة السیاسیة؛ حيث أنقرة ھي الراعي الأكبر للجماعة.
أكدت الجماعة، في بيانها بتاريخ 25 يناير 2018، أنها تدعم الجيش التركي ضد التنظيمات الإرهابية ذات المشاريع الانفصالية في الشمال السوري"،كما دعت الثوار إلي الوقوق مع الجيش الوطني السوري" لمواجهة هذه الحركات الانفصالية.
قد شاركت فصائل الإخوان في اجتياح عفرين منها: فيلق الشام، الذي يعرف كذلك باسم فيلق حمص، وهو عبارة عن اتحاد 19 فصيلاً إسلاموياً مقرباً من جماعة الإخوان المسلمين السورية في حلب، وإدلب، وحمص، وحماة.
هروب سياسي
في خطوة لمواجهة الفشل السياسي، أعلن إخوان سوريا، أنه يقبلون بدولة مدنية في سوريا، هو مدخل من الجماعة للخروج من ضيقها وانسداد الأفق السياسي، تحاول الجماعة من خلال الميثاق العودة إلى أحضان المجتمع السوري.
أطلق إخوان سوريا، في يونيه 2018، ميثاقاً وطنياً لمواجهة تقسيم سوريا"، يضم الميثاق 12 بند لتاكيد علي قواعد المواطنة المتساوية، والعيش المشترك التي تجمع السوريين، وأنّ "المجموعات المتطرفة لا تخطف التمثيل للمكونات المجتمعية الأصيلة".
الدستور: إن الإخوان إذا دخلوا دولة أفسدوها
جاء عام ١٩٩٢ وكانت شعبية مبارك عند حدها المعقول، وأعضاء جماعة الإخوان فى قمة الانسجام والتحالف مع مؤسسات الحكم، فقد دخلوا النقابات المهنية وبدأوا فى السيطرة عليها، وأخذوا يفرضون نفوذهم على بعض الأندية الرياضية الكبرى وسيطروا على آلاف المساجد فى كل مصر لا ينافسهم فى ذلك إلا السلفيون من آل الحوينى ويعقوب وحسان، ودخلوا بالهناء والشفاء فى معظم مؤسسات الدولة، وهكذا دواليك، فظن الإخوان أن الأيام رخاء، ولكن مأمون الهضيبى كان له رأى آخر.
لم تكن قضية سلسبيل الشهيرة قد ظهرت فى الأفق بعد، ولم يجر فى خاطر أحد من الإخوان أن الأيام دِوَل، وأن دولة الإخوان ستدخل فى مشاكل جمة مع دولة مصر، وأن مبارك سيحيل قياداتهم، المجموعة وراء المجموعة، إلى المحاكمات العسكرية بهدف قصقصة ريشهم وإضعاف قوتهم ليس إلا، ولكن مأمون الهضيبى كان قد تعلم من أبيه حسن الهضيبى أن التحالفات لا تدوم، والصداقات لا تمتد، والصفقات لا تستمر، لذلك قرر الهضيبى الابن أن يكلف عددًا من الإخوان النقابيين بإعداد دراسات موضوعها: «الإخوان ومبارك بعد انتهاء التوافق»، وبالفعل عكفت مجموعة من الباحثين على إعداد تصوراتهم عن ماذا يجب أن يفعل الإخوان عند انتهاء التوافق مع مبارك ونظامه؟ وتبادل الباحثون فيما بينهم بعد ذلك الأبحاث ليقرأ كل واحد منهم ما كتبه الآخرون، ثم تم عقد ورشة عمل فى مدينة رأس سدر، حيث تم الاتفاق مع بعض الإخوان الذين يعملون فى شركة سياحية حكومية كبرى تمتلك عددًا من الفيلات الضخمة على شاطئ مدينة رأس سدر، على استئجار أكبر «فيلا» على البحر لتكون مقرًا لورشة عمل تستمر يومين، وانعقدت الورشة، إلا أن خبرها وصل إلى مكتب مباحث أمن الدولة فى رأس سدر فكانت المداهمة.
لم تكن المداهمة المباحثية للمكان مثل المداهمات التى حدثت للإخوان بعد ذلك، ولكنها كانت سهلة وبسيطة وكأنها زيارة ودية من أصدقاء لأصدقاء، وفى هذه الزيارة طلب العقيد القائم على أمر المداهمة أن يصطحب معه لمكتبه أحد الحاضرين من الإخوان للتفاهم بشأن وجودهم فى المكان، فذهب معه واحدٌ من شباب الإخوان البارزين وقتها، حيث أصبحوا عجائز بعد ذلك، ولم يستغرق الأمر أكثر من ساعة، عاد القيادى الإخوانى الشاب بعدها لإخوانه وأخبرهم بأن أمن الدولة كان عاتبًا عليهم أنهم لم يستأذنوهم قبل المجىء لرأس سدر، وهذا الوجود المفاجئ لهم سببّ حرجًا كبيرًا لمكتب رأس سدر، وأخبره القيادى الشاب بأنها رحلة استجمام عادية، لذلك لم يفكروا فى إخبار أحد أو استئذان أحد، وبأنهم يقضون وقتهم فى عمل جلسات عصف ذهنى تستهدف البحث عن حلول لمشاكل وأزمات مصر، وانتهى الأمر على ذلك، إلا أن الورشة بطبيعة الحال لم تكن بخصوص البحث عن حلول للأزمات، ولكنها كانت عن كيفية صنع الأزمات والمشاكل للدولة، وبعد عودتهم من معسكرهم أصدر الهضيبى قرارًا بعقد جلسة موسعة بينه وبين هؤلاء القيادات ليناقشهم فيما انتهوا إليه، وانعقد اللقاء وانشرح صدر مأمون الهضيبى بما وصلت إليه القيادات الشابة، وكان الطرح الذى تبلور فى صيغة نهائية هو إعداد لجنة تتبع مأمون الهضيبى بشكل مباشر بعيدًا عن كل أقسام الجماعة، تكون مهمتها صنع أزمات للنظام، واستغلال الأزمات القائمة، وتوجيه العقلية الجمعية للجماهير ناحية السخط من النظام، وبدأت الجماعة فى تنفيذ خطتها، وفى بداية تنفيذ خطة استغلال الأزمات صنعت الظروف حدثًا مهمًا فى تاريخ مصر اعتبره الإخوان فارقًا بالنسبة لهم فى خصوص قدرتهم على الانتشار وسط الجماهير وإظهار النظام بمظهر المُقصر الفاسد، وكان هذا الحدث هو زلزال أكتوبر عام ١٩٩٢ الذى استطاع الإخوان استغلاله لصالحهم وضد النظام بامتياز.
كان ذلك عندما استطاع الإخوان الوجود فى المناطق الشعبية المنكوبة جراء الزلزال، وقدموا للمضرورين خيامًا يقيمون فيها، وكتبوا على الخيام عبارة مأخوذة من حديث هى «كان الله فى عون العبد ما دام العبد فى عون أخيه» وأسفلها توقيع الإخوان وشعار المصحف والسيفين، الغريب أن الحكومة لم تمانع فى ذلك، بل كانت تأخذ من الإخوان خيامهم وتقوم هى بتوزيعها فتتحمل الحكومة مشقة التوزيع، وينال الإخوان الشهرة، وبعد ذلك بدأت فعاليات أخرى متعلقة بتحويل الإنجازات إلى كوارث، وكان أول عمل بدأه الإخوان فى هذا الخصوص هو قضية طابا التى كانت مصر قد استردتها عام ١٩٨٩ عن طريق التحكيم الدولى، وكانت لجنة التحكيم المصرية على أعلى مستوى من الحرفية والقدرات، ولما كانت خطة الإخوان بُدئ أصلًا فى تنفيذها بعد استرداد طابا بأربع سنوات، لذلك كان المستهدف منها هو تشويه القضية نفسها وتحويلها إلى قضية فساد، وإظهار طابا بصورة البؤرة التى سيستغلها اليهود لنشر الدعارة والمخدرات، وأن بقاءها تحت سيادة إسرائيل كان أجدى لمصر بدلًا من الإنفاق عليها، ثم أخذ الإخوان يشيعون فى جريدة حزب العمل وفى جرائد حزب الأحرار التى كانت تحت أيديهم، مثل جريدة الأسرة العربية وجريدة آفاق عربية، بأن المحكمين تقاضوا أتعابًا من مصر قدرها مليار جنيه، أخذ شخص سيادى نصفها لنفسه «يقصدون مبارك»، وظلت الآلة الإعلامية للإخوان تقصف طابا بالشائعات وكأنها أرض يهودية، أما أم الغرائب فهى يوم أن وجه أحد القيادات الإخوانية الشابة سؤالًا للهضيبى فى حضور كل أعضاء لجنة صنع الأزمات: ماذا لو كانت مصر قد خسرت قضية طابا؟ فقال الهضيبى: كانت المسألة ستكون أسهل، لأننا وقتها كنا سنتهم النظام بالتفريط فى أرض مصرية، وكنا سنوجه إليه اتهامات بالخيانة العظمى!
كل ما ذكرته هنا هو من باب ضرب الأمثلة فقط لا من باب حصر الحالات التى استغلها الإخوان، المهم أن منهجهم فى هذه الخطة هو تحويل أى إنجاز سياسى إلى كارثة وتمرير تلك الأفكار إلى الوسط السياسى والتيارات الفكرية والحزبية، ولأن الكل كان قد بدأ فى الدخول مع مبارك فى أزمات، لذلك كانت كل النخب السياسية والحزبية والثقافية مجرد أداة طيعة فى يد الإخوان يحركونها كيفما شاءوا وأينما كانوا، والنخب تتلقى من الإخوان وتبدأ فى الثرثرة، ثم تنتقل الثرثرة للشعب، ثم تزيد حالة السخط، وتولت إدارة لجنة الأزمات قيادات شابة أصبحت الآن طاعنة فى السن مثل عصام العريان، ومحمود حسين، ومحيى حامد، وتوالت الأحداث التى نعرفها جميعًا، إلى أن قامت ثورة الخامس والعشرين من يناير فاتجهت الأحداث إلى مسار آخر، حيث سعى الإخوان للوصول إلى الحكم فوق ظهور النخب السياسية! ثم حدث ما نعرفه جميعًا وقامت ثورة يونيو، ثم جاء الرئيس السيسى للحكم بإرادة شعبية، فوضع الإخوان خطة أخرى فى غاية الإحكام تستهدف تحويل إنجازات النظام السياسية والاقتصادية والدولية إلى فشل كبير، واستخدمت فى ذلك اللجان الإلكترونية وكل الأدوات الإعلامية التى تحت أيديهم، فأشاعوا أن العاصمة الإدارية كارثة الكوارث ومحطة من محطات الفساد، وسخروا من كل المشروعات الجديدة وأظهروها بأنها عبث لا فائدة منها، وأنها ستسبب خسائر كبيرة لمصر.
ولكن الإخوان يجهلون شيئًا مهمًا هو أن الفشل سيظل ملاحقًا لهم، مصداقًا لقول الله «إن الله لا يُصلح عمل المفسدين» ولو فكر الأتباع الأغبياء، أقول «لو» فكروا مع إن «لو» تفيد امتناع ما بعدها، لو فكروا لعرفوا يقينًا لماذا يفشلون دائمًا، يفشلون لأنهم مع كيان فاسد يسعى للإفساد، لذلك لم يُصلح الله لهم أعمالهم.