الجيش الليبي ينتصر على قطر والمرتزقة التشاديين في « مرزق»
الأربعاء 16/أكتوبر/2019 - 07:16 م
طباعة
آية عز
أعلنت إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي الوطني، على لسان مديرها العميد «خالد المحجوب»، دخول وحدات تابعة للقيادة العامة مساء الثلاثاء 15 أكتوبر 2019 مدينة «مرزق»، التي كانت تُسيطر عليها الميليشيات التشادية الممولة من قطر.
والجماعات الإرهابية التشادية، تتمركز في الجنوب الليبي منذ عام 2011، وبالتحديد عقب اندلاع التظاهرات الليبية، وسيطرت على منطقة الجنوب الغنية بالبترول، بحسب بيان الجيش الوطني الليبي.
قطر وتمويل الميليشيات التشادية في ليبيا
وكان سراج جبريل، مسؤول المكتب الإعلامي بغرفة عمليات أجدابيا شرقي ليبيا، أكد في بيان صحفي نشره عبر الصفحة الرسمية لغرفة العمليات في موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» نهاية عام 2017، أن غرفة العمليات اكتشفت أن ما تُعرف بـ« كتيبة سرايا الدفاع» إحدى الأذرع الإرهابية لدولة قطر في ليبيا، دفعت لجميع الجماعات المسلحة المتمركزة في جنوب ليبيا ما يقرب من 12 مليون دينار ليبي؛ بهدف وجودها في تلك المنطقة وشن مزيد من الهجمات الإرهابية على الأراضي الليبية والتشادية، وذلك لأن منطقة جنوب ليبيا معها حدود مع دولة التشاد.
وأشار جبريل في بيانه، أنه من ضمن الأهداف التي دفعت قطر أموالًا باهظة من أجلها للجماعات التشادية المسلحة، هي شن التشاديين هجمات إرهابية كبرى على منطقة «الجفرة» الموجودة في وسط ليبيا، والمعروفة بالثراء النفطي، إضافةً إلى وجود عدد كبير من النخيل بها الذي ينتج أفخر أنواع التمور.
وأضاف، أن الغرفة استطاعت أن تلقي القبض على 3000 عنصر من المرتزقة، كانوا موجودين في منطقة الجفرة، ووجدت معهم لاب توب «حاسوب محمول»، به معلومات بشأن الدعم القطري لهم من حيث المال والعتاد والسلاح، ووجدت مجموعة من الصور لبعض الأموال التي تلقوها من قطر، بحسب قوله.
ومن ضمن الصور التي عثرت عليها غرفة العمليات في حاسوب التشاديين، صور لهوية قادة وهم: القيادي «عبطل عثمأن طورفي زل» والقيادي «محمد جرو ببرقو» والقيادي «قنضاة عبطل بزيم »، وجميعهم مطلوبون لدى الأمن التشادي؛ لتورطهم مع قطر في عمليات إرهابية.
وتأكيدًا للدعم القطري للجماعات الإرهابية التشادية، كانت قد وجهت الحكومة التشادية خلال الفترة الماضية اتهامًا صريحًا لدولة قطر، ففي شهر أغسطس 2017، أعلنت وزارة الخارجية في تشاد في بيان، أن قطر تحاول زعزعه استقرار بلادها من خلال الأراضي الليبية.
وقال بيان الخارجية: «نُعلم الرأي الدولي والعالمي، بأن تدخل قطر الدائم في زعزعة الأمن في تشاد عبر الأراضي الليبية، دفع حكومة تشاد إلى غلق السفارة القطرية في تشاد وطرد سفيرها من البلاد».
وبحسب وزارتي «الداخلية والخارجية» في تشاد، فإنهما أكدتا بأن قطر تأوي عناصر من المعارضة، وهم موجودون في جنوب ليبيا، وتقوم على تمويلهم وتسليحهم، إضافةً إلى أنها تجعل جميع التنظيمات الإرهابية التابعة لها في ليبيا تتعاون مع تلك العناصر؛ بهدف ضرب تشاد من جهة وزعزعة الاستقرار بشكل أكثر في ليبيا.
كما أوضحت تقارير أمنية صادرة من وزارة الخارجية التشادية، أن قطر تدعم جيشًا من المعارضة التشادية والمرتزقة به 18 ألف مسلح؛ لغزو البلاد، وجميعهم موجودون في الجنوب الليبي.
وفي 22 أغسطس 2017 أذاع التليفزيون التشادي الرسمي، نص تحقيقات وزارة الداخلية التشادية مع مجموعة من المعارضة المسلحة، عادوا إلى صوابهم وسلموا أنفسهم للحكومة الشرعية، وخلال نص التحقيقات، اعترفت تلك الجماعة بأنها كانت موجودة في جنوب ليبيا المتلاصق مع حدود تشاد كمرتزقة، وكانوا يتلقون أموالًا وأسلحة من دولة قطر؛ لشن هجمات على أطراف ليبية أخرى وضد الجيش الوطني الليبي، ومن ضمن العناصر التشادية المعترفة المدعومة بالتمويلات القطرية في نص التحقيقات القيادي «يوسف كلوتو».
أبرز الميليشيات التشادية في ليبيا التي تدعمها قطر
وبحسب دراسة أعدها إبراهيم هيبة، الباحث الليبي أستاذ العلاقات الدولية والسياسات المقارنة، وهو أحد أبناء منطقة وادي الشاطئ بجنوب ليبيا، فإن قطر تدعم جماعات تشادية مسلحة ومنظمة متمركزة في جنوب ليبيا، أبرزها ما يعرف بـ«الحركة من أجل الديمقراطية والعدالة في تشاد»، وتلك الحركة مكونة بالكامل من شعب التبو «جماعة عرقية موجودة في شمال تشاد»، وغالبية عناصرها انتقلت للعمل في جنوب ليبيا كنشطاء يزعمون أنهم ليبيون ويقومون بإثارة البلبلة في تلك المنطقة، وكانت الحكومة الليبية قد سجنت عددًا كبيرًا منهم بطلب من الحكومة التشادية، وحتى وقتنا هذا تشن عليهم هجمات عسكرية متكررة وتلقي القبض على بعضهم.
وتابع: «القوات الثورية المسلحة من أجل الصحراء»، هي من ضمن الجماعات التشادية المسلحة الموجودة في جنوب ليبيا وتمول من دولة قطر، ومكونة أيضًا من شعب التبو انتقلت عام 2011؛ للعمل في جنوب ليبيا، ومن أبرز زعمائها «وردكو المهدي» مندوب كتيبة تُعرف بـ«درع الصحراء» توجد في جنوب ليبيا، ومن الكوادر الإرهابية لتلك الكتيبة « بركة وردكو» وشقيقه «محمد وردكو» و« محمد صندو».
سبب الدعم القطري للتشاديين في ليبيا
ومن جانبه، قال محمد عز الدين، الباحث المتخصص في الشؤون الأفريقية: إن دولة قطر تريد أن تصنع تاريخًا وكيانًا سياسيًّا لها عن طريق السيطرة على بعض البلدان الأفريقية، ومن ضمن تلك البلدان التي ترغب قطر في السيطرة عليها دولة «تشاد» التي تنعم بالاستقرار النسبي؛ لذلك هي تدعم الجماعات التشادية المعارضة الموجودة على حدود تشاد مع ليبيا ناحية الجنوب، لزعزعة الاستقرار الأمني فيها.
وأكد عز الدين في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن قطر تدعم الجماعات التشادية المسلحة الموجودة في جنوب ليبيا؛ لأنها تريد أن تستمر حالة الفوضى في الأراضي الليبية؛ حتى تتمكن من الاستحواذ والسيطرة على النفط الليبي.
وأشار، إلى أن قطر تدعم جميع التنظيمات الإرهابية الموجودة في ليبيا، وتجبرها على التعاون مع الجماعات التشادية الموجودة في الجنوب؛ لشن هجمات شرسة وقوية ضد قوات الجيش الوطني الليبي.