الدواعش لـ«ترامب»: نشكرك على هذه الفرصة الثمينة
الأربعاء 16/أكتوبر/2019 - 07:39 م
طباعة
معاذ محمد
منذ إعلان تركيا عن العملية العسكرية في الشمال السوري، والتي بدأتها في 9 أكتوبر 2019، تحت مسمى «نبع السلام»، تزايدت المخاوف الأوروبية من فتح المجال مرة أخرى لإحياء تنظيم «داعش» الإرهابي، خاصة وأن قوات سوريا الديمقراطية «قسد» لم تعد قادرة على الاحتفاظ بهم في سجونها، بعد تخلي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عنهم في مواجهة أنقرة.
ونشرت صحيفة «ديلي بيست» الأمريكية، الأربعاء 16 أكتوبر، تقريرًا بعنوان: «المتطرفون يشكرون ترامب على فرصة داعش في العودة إلى أوروبا»، أكدت فيه الصحيفة أن فرنسا لن تكون الدولة الوحيدة المهددة، من فرار الإرهابيين في سوريا، بفضل قرارات الرئيس الأمريكي، التي وصفتها بـ«الكارثية».
الدواعش لـ«ترامب»:
وشددت الصحيفة، على أن فرنسا تعرف الكثير عن الأشخاص الذين يخططون بالفعل لشن هجمات جديدة، خصوصًا أن عددًا من شبابها تركوها سابقًا للانضمام إلى «الدولة الإسلامية المزعومة» في سوريا، وأصبح منهم كبار مجندين في التنظيم.
وقالت: إنه بفضل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي سحب قواته من شمال شرق سوريا، يقال إن مقاتلي «داعش» الفرنسيين، الذين أسرتهم قوات سوريا الديمقراطية يفرون من خاطفيهم، ويعودون إلى رفاقهم السابقين، مؤكدة أن هذا يعني نهضة جديدة لـ«داعش»، موضحة أن بعض المتطرفين حاليًّا في فرنسا، ينكرون أنهم على علاقة بداعش، ومن بينهم عناصر أعلنت في السابق مسؤوليتها عن العديد من الهجمات الإرهابية الكبرى في فرنسا.
ونقلت «ديلي بيست» عن كريستيان إستروسي، رئيس بلدية مدينة «نيس» الفرنسية، تحذيره من تجدد الهجمات في باريس، موضحًا أن «الجهاديين مثل أدريان جيهال، والذين حملوا السلاح ضد فرنسا، قادرون على إعادة تنظيم أنفسهم والبدء من جديد.
ووفقًا للصحيفة، فإن «جيهال» كان «صوت داعش» الذي أعلن مسؤوليته عن العديد من الهجمات الإرهابية الكبرى، ويقول أتباع التنظيم على وسائل التواصل الاجتماعي: إنه ربما فر من سجن كردي مع عدة شخصيات رئيسية أخرى، مشددة على أنه «مع انهيار داعش وموقف تركيا من الأكراد، تم التخطيط لهجمات جديدة في فرنسا».
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإنه تم اكتشاف بريدًا إلكترونيًّا مشفرًا استخدمه شخص مطلع على «جيهال»، أشار إلى أن خمسة أشقاء فروا من سجن القامشلي الذي يسيطر عليه الأكراد، وأن أحدهم كان «أبو أسامة الفرنسي الاسم المستعار لجيهال».
وكانت قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، أعلنت في 25 مايو 2018، أنها اعتقلت أدريان جيهال، الذي كان مجموعة تابعة لتنظيم «داعش» في سوريا، وشارك في هجمات باريس ونيس بفرنسا عامي 2015 و2016.
كارثة سياسية
واعتبرت الصحيفة، أن «ترامب» أثار أسوأ كارثة سياسية خلال فترة ولايته حتى الآن، خصوصًا أن الأكراد سيطلقون سراح سجناء داعش لإجباره على البقاء متورطًا في سوريا، مشددة على أنه سلم تنظيم داعش بطاقة «الخروج من السجن».
وأشارت «ديلي بيست» إلى أن الرئيس الأمريكي أخبر مؤيديه عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بأن داعش قد هزم بالكامل، وأن تهديده مضى، موضحة أن بريسارد جان شارل، الخبير الفرنسي في مجال مكافحة الإرهاب، نفي ذلك في تصريح لها، بقوله: إن فكرة اختفاء داعش لم تكن صحيحة، ما تغير هو أن داعش «الخلافة» لم تعد قادرة على المطالبة بحكم منطقة محددة، ولكن كتمرد إرهابي تستمر أنشطتها القاتلة في الانتقام».
وكان رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب، أكد الثلاثاء 15 أكتوبر، أن تجدد عودة «داعش» لا مفر منه، مشددًا على أن هذا أمرًا مُدمرًا بالنسبة للأمن الفرنسي من خلال عودة حتمية في شمال شرق سوريا وربما شمال غرب العراق، وبالتالي زعزعة استقرار حكومة لا تحتاج إلى ذلك.
وقال أجيت بولات، المتحدث باسم المجلس الديمقراطي الكردي في فرنسا: إن ما وصفه بـ«خيانة الولايات المتحدة»، فتحت الباب للغزو التركي، مشددًا في تصريح لمجلة فرنسية، إن النتيجة المباشرة لما وصفه بـ«الإبادة» تعزيز الإرهاب.