صحيفة أمريكية: 4 أسئلة حول مستقبل سوريا بعد التوغل التركي
الخميس 17/أكتوبر/2019 - 04:51 م
طباعة
معاذ محمد
نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» تقريرًا، الثلاثاء 15 أكتوبر 2019، تحت عنوان: «4 أسئلة حول مستقبل سوريا»، أجابت من خلاله على أهم الأسئلة المثارة عن الوضع في الشمال السوري، بعد العملية العسكرية «نبع السلام»، التي تنفذها القوات التركية، منذ الأربعاء 9 أكتوبر 2019.
وقالت الصحيفة: إن الهجوم التركي على شمال سوريا، أثار أسئلة كثيرة حول انعكاسات ذلك على منطقة الشمال السوري، ومستقبل الأكراد هناك، في ظل استمرار التوغل التركي، ونزوح آلاف من المدنيين.
وحاولت «نيويورك تايمز» الإجابة على أهم الأسئلة المثارة، والتي تتمحور حول احتمالات تطور الأوضاع مستقبليًا، وانعكاساتها على الأكراد، خصوصًا بعد قرار الرئيس الأمريكي سحب قواته من الشمال السوري، والتي يعدها البعض تخليًا عنهم بعد أن كانوا حلفاؤه في محاربة تنظيم داعش الإرهابي.
من سيتحكم في الشمال السوري؟
أوضحت الصحيفة، أن منطقة الشمال السوري، والتي تقدر بنحو ثلث البلاد، كانت قبل وقوع الهجمة العسكرية التركية، خاضعة لسيطرة ثلاث قوى عسكرية مختلفة وهي «أمريكا وقوات سوريا الديمقراطية وتركيا».
وأكدت «نيويورك تايمز»، أنه مع انسحاب القوات الأمريكية وبدء الغزو التركي، بات حصور أنقرة الأكثر تأثيرًا، مشيرةً إلى أنها ستتنافس على الأراضي والمدن القريبة من الحدود، مع الحكومة السورية المدعومة من روسيا.
وبحسب الصحيفة، فإن وجود قوات الحكومة السورية في شمالي البلاد؛ لمساعدة المسلحين الأكراد في مواجهة التوغل التركي، يثير احتمال نشوب صراع بين الناتو وروسيا، إلا أن بعض الخبراء والمراقبين يعتقدون أن تركيا وروسيا لديهما اتفاق لوضع الخريطة، خصوصًا أنهما عملا معًا بشكل متزايد؛ لتهيئة الأوضاع في سوريا بما يلائم مصالح البلدين.
كيف سينعكس الهجوم على الأكراد؟
وشددت الصحيفة، على أن الأكراد يواجهون ضربة هائلة لآمالهم في الحفاظ على درجة من الحكم الذاتي، خصوصًا بعد فقدهم النفوذ العسكري والسياسي، مؤكدةً أن هذا سينعكس على أي صفقة مستقبلية مع تركيا أو الحكومة السورية.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، أعلنت في وقت سابق توصلها لاتفاق مع القوات الحكومية، يسمح للأخيرة دخول مناطقها ورفع العلم السوري؛ لردع تركيا عن الهجوم.
وعلى الرغم من الاتفاق، إلا أن الحكومة السورية قالت: إن« قسد» مطالبة بحل مقاتليها ووضعهم في تشكيلات قتال سورية، مثل الفرقة الخامسة، التي استوعبت المتمردين السوريين المستسلمين من أجزاء أخرى من البلاد.
ونوهت «نيويورك تايمز»، إلى أن القادة الأكراد لم يثقوا بشكل كامل في الولايات المتحدة؛ لذلك فتحوا الباب أمام موسكو ودمشق.
وتابعت الصحيفة: «يعتقد البعض أن الأكراد سيكونون أفضل حالًا، لكن في المناطق ذات الغالبية العربية، وهذا يفتح الباب أمام عودة المعارضة المسلحة في الشمال السوري، بما في ذلك المتطرفون».
كيف تأثر المدنيون بالهجوم العسكري؟
وأشارت «نيويورك تايمز» إلى أن نحو 160 ألف مدني فروا من المنطقة الحدودية التي تهاجمها تركيا، غير أن هناك صعوبة في الهروب، تتمثل في انسداد الطرق خارج المدن الرئيسية، وحظر الطرق المؤدية لتركيا، مضيفةً أن الأسر المحتجزة في سيارات تخبر المراسلين أنهم ليس لديهم أي فكرة عن أين يذهبون.
ووفقًا للصحيفة، فإن بعض المدنيين يحاولون الفرار إلى المنطقة الكردية في العراق، والبعض الآخر إلى أراضي القوات الديمقراطية السورية في الجنوب، بينما يقول مسؤولو «قسد»: إنهم ينقلون الضحايا لبعض مخيمات اللاجئين.
وأوضحت الصحيفة، أن أنقرة قالت: إنها تريد دفع العديد من اللاجئين السوريين الذين يعيشون في تركيا والبالغ عددهم 3.6 مليون لاجئ إلى «المنطقة الآمنة» التي تحاول إقامتها في الشمال السوري، مؤكدةً أن هذه الخطوة من شأنها أن تنتهك القانون الدولي، خصوصًا أن المنطقة الريفية لا تمتلك القدرة على استيعاب هذا العدد الكبير من اللاجئين، الذين يأتون من جميع أنحاء سوريا.
هل سيعود «داعش» من جديد؟
تقول الصحيفة الأمريكية: إن الهجوم التركي أثار قلقًا واسعًا حول مصير آلاف من مقاتلي تنظيم «داعش» وأفراد عائلاتهم المحتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، تزامنًا مع بدء الهجوم التركي على الشمال السوري.
وأوضحت «نيويورك تايمز»، أن هذا الخوف مرتبط بتمكن بعض من عناصر التنظيم من الفرار، خصوصًا في ظل وجودهم في أبنية غير مضبوطة أمنيًّا، ووقوع حوادث اعتداء وفوضى بينهم في مخيم الهول، وهو أكبر المخيمات التي يوجدون فيها، على مدار الأسابيع الأخيرة.
وأضافت الصحيفة، أنه توجد بعض السجون داخل قطاع طوله 30 كيلومترًا، تعهدت تركيا بالاستيلاء عليه، إضافةً إلى بعض المعسكرات التي تحتجز عشرات الآلاف من الأشخاص من المناطق التي كانت تحت سيطرة داعش في السابق.
وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن هناك خوفًا من الخلايا النائمة لـ«داعش» في جميع أنحاء المنطقة، والتي من الممكن أن تستفيد من الاضطراب وتنشط مرة أخرى، موضحةً أن التنظيم أعلن بالفعل مسؤوليته عن تفجير انتحاري واحد في القامشلي منذ بدء العملية التركية.
وشددت «نيويورك تايمز» على أن عودة مقاتلي داعش، تعني التعذيب أو التجنيد، خصوصًا بالنسبة للشباب في المعارضة السورية، والذي من الممكن إغرائهم.
من جهته، حذر إدوار فيليب، رئيس الوزراء الفرنسي، الثلاثاء 15 أكتوبر 2019، من عودة وشيكة لتنظيم داعش في شمال سوريا، مشددًا على أن القرارات التي اتخذتها تركيا والولايات المتحدة هناك، ستكون لها عواقب وخيمة على المنطقة، مؤكدًا أنها ستؤدي لا محالة إلى عودة التنظيم في سوريا والعراق.